اعرب البيت الابيض عن الامل ان يؤدي تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بتعقب المسلحين، في المساهمة في تهدئة المخاوف داخل الكونغرس بعدما رفضت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ خطة الرئيس جورج بوش لزيادة القوات. وقال توني سنو، المتحدث باسم البيت الابيض، ان الحكومة ترحب، بما سماه،"خطبة حازمة"للمالكي بعد يومين فقط من دعوة الرئيس بوش للكونغرس لمنح استراتيجيته الجديدة في العراق فرصة للنجاح. وفي قرار غير ملزم عارضت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاربعاء قرار بوش بارسال 21500 جندي اضافي للقتال في حرب يتصاعد رفض الاميركيين لها. وتعهد المالكي، في كلمة أمام البرلمان، بأن حملته الامنية الجديدة لن تترك للمسلحين من الشيعة والسنة على حد سواء مكاناً يختبئون فيه في بغداد حيث زاد العنف الطائفي من شكوك الاميركيين في التزام حكومته التي يهيمن عليها الشيعة بتحقيق المصالحة. وقال سنو ان المالكي تطرق ايضا الى"مسألتين سياسيتين بارزتين تحظيان بأهمية كبرى"حين قال للمشرعين العراقيين انه يريد منهم الموافقة على اصدار قانون النفط واجراء اصلاحات على قانون اجتثاث البعث خلال الدورة البرلمانية الحالية. وأضاف"انها خطبة حازمة للغاية من جانب رئيس الوزراء". وفي مجلس الشيوخ المنقسم تقريباً بين الحزبين يكافح المشرعون لايجاد صيغة وسط يمكن ان تدعمها الاغلبية. وانتقد بعض الجمهوريين عبارة وردت في قرار الاربعاء اعتبرت ان زيادة عدد الجنود مخالفة"لمصلحة الامة"بوصفها عبارة حزبية للغاية. وقال ديك تشيني نائب الرئيس في مقابلة مع شبكة"سي. ان. ان"التلفزيونية ان بوش اوضح بجلاء انه لن يلتزم بأي قرار معارض لزيادة القوات. لكن تصويتا من جانب الحزبين سيحمل دلالة رمزية قوية للشعب الاميركي الذي سئم حرباً اودت بأرواح ما يزيد على ثلاثة الاف اميركي وادت لمقتل عشرات الآلاف من العراقيين. وقال السناتور الديموقراطي ريتشارد دوربين انه سيكون من قبيل"التضليل"من جانب تشيني ان يشير مثلما فعل الى ان الحكومة حققت"نجاحا هائلا"في العراق. وعلى رغم ذلك لم يصل الزعماء الديموقراطيون الى حد التهديد بقطع التمويل عن زيادة القوات لأن ذلك قد يسمح لبوش وحلفائه باتهامهم بالتخلي عن الجنود الاميركيين في العراق في الوقت الذي يستعد فيه الحزبان لخوض انتخابات الرئاسة العام 2008. وبعدما شمل الموقف الرافض للحرب في العراق المسؤولين الديموقراطيين كافة، وبينهم المرشحة الى الرئاسة هيلاري كلينتون، بدأت العدوى تصل الى قمة الهرم داخل الحزب الجمهوري ما يهدد بمزيد من الاحراج لادارة بوش. وتزداد حركة التمرد داخل الحزب الجمهوري على الرئيس ما يزيد في عزلته وحراجة موقفه خصوصاً داخل الكونغرس. وقال المؤرخ جون مولر من جامعة اوهايو"ما يحصل اليوم مع الجمهوريين يشبه ما حصل مع الديموقراطيين خلال عهد الرئيس ليندون جونسون"مشددا على نقاط التشابه بين الاجواء السياسية السائدة حاليا وتلك التي كانت سائدة في اوج التورط الاميركي في فيتنام قبل نحو اربعين سنة. واعتبر الكاتب المحافظ روبرت نوفاك ان الولاء للبيت الابيض يتراجع بشكل كارثي. ونقل الخميس عن عضو جمهوري في الكونغرس طلب عدم الكشف عن اسمه"ان الرئيس ومساعديه باتوا وكأنهم خارج اللعبة". واثار انضمام الجمهوري جون وارنر، النائب السابق للجنة القوات المسلحة في الكونغرس، الى معسكر المعترضين على سياسة بوش في العراق صدمة كبيرة في صفوف الجمهوريين. اذ قدم وارنر الاربعاء مشروع قرار يدعو الى التعبير عن"عدم موافقة"الكونغرس على نشر 21500 جندي اضافي في العراق. ويعتبر المشروع هذا اكثر اعتدالا من مشروع آخر اعتمدته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاربعاء ويعتبر ان خطة بوش الاستراتيجية في العراق"تتعارض مع المصالح القومية للولايات المتحدة".