حذر الرئيس جورج بوش امس المعارضة الديموقراطية من اي محاولة لقطع التمويل عن الحرب في العراق مشدداً على ان الذين يعارضون خطته الجديدة ينبغي عليهم طرح اقتراح آخر. واضاف، في كلمته الاسبوعية التي تبثها الاذاعة العامة، "الذين يرفضون منح هذه الخطة فرصة كي تنجح عليهم واجب اقتراح بديل يوفر فرصة افضل للنجاح... ان معارضة كل شيء من دون اقتراح البديل امر غير مسؤول". ووصف بوش خطته بأنها"مهمة بالغة الاهمية ستُحدد بشكل كبير نتيجة الحرب في العراق". وحذر:"جنودنا الشجعان يجب الا يتساءلوا ان كان المسؤولون السياسيون في واشنطن سيمنحونهم ما يحتاجونه". وقال"مهما كانت خلافاتنا على صعيد الاستراتيجية والتكتيك لدينا كلنا واجب ضمان حصول قواتنا على ما تحتاجه لتنجح". وحمل برلمانيون ديموقراطيون وجمهوريون كذلك، على خطة بوش الجديدة واظهرت استطلاعات للرأي ان غالبية الاميركيين لم تقتنع بها كذلك. واضاف بوش:"ندرك ان الكثير من اعضاء الكونغرس يشككون بالخطة ويقول البعض ان هذه المقاربة تقتصر على عدد اضافي من الجنود مع الاستراتيجية ذاتها. في الواقع لدينا استراتيجية جديدة مع مهمة جديدة: المساعدة في احلال الامن وخصوصا في بغداد". وأوضح:"وحدهم العراقيون يمكنهم وضع حد للعنف المذهبي وجعل شعبهم يتمتع بالامن. قادتهم يدركون ذلك ويبذلون جهوداً في هذا الاتجاه. لكنهم بحاجة الى مساعدتنا ومن مصلحتنا ان نقدم لهم المساعدة". وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قال مساء الجمعة ان الولاياتالمتحدة"قد تبدأ سحب قواتها من العراق هذا العام اذا نجحت القوات الاضافية، التي ستُرسل الى بغداد، في وقف العنف بشكل ملموس". وأبلغ لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ"اذا نجحت هذه العمليات فعلاً فقد تشهدون بدء تخفيف الوجود الاميركي في بغدادوالعراق نفسه". العنف الطائفي وفي معرض دفاعه عن خطة الرئيس حذر غيتس من أن اضافة مزيد من القوات الاميركية لن ينهي العنف الطائفي في العراق. لكنه أضاف"في حالة تراجع العنف بشكل ملموس بعد زيادة القوات ووفاء الحكومة العراقية بوعودها عندئذ نكون في موقف تستطيعون فيه بدء الانسحاب فعليا في وقت لاحق من هذا العام". وتعهد بوش في مقابلة مع شبكة"سي بي اس"مواصلة خطته لارسال 21 ألف جندي اضافي الى العراق بصرف النظر عما اذا حاول الكونغرس عرقلتها. وقال:"ادرك تماماً ان الكونغرس قد يحاول منعي من فعل ذلك لكنني اتخذت قراري... سنمضي قدماً". وفي جلسة الاستماع في الكونغرس قال اعضاء في مجلس الشيوخ ان"استراتيجية بوش تعتمد بشكل اكبر مما يجب على وفاء الحكومة العراقية بوعود فشلت في الوفاء بها من قبل". وقال السناتور كارل ليفين، وهو ديموقراطي ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ،"انظر الى سجل الحكومة العراقية في الوفاء ببعض الاهداف الرئيسية التي حددتها وعودها في السابق". وأورد ليفين قائمة بتعهدات لم يتم الوفاء بها مثل تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحل الميليشيات الطائفية المنتشرة في بغداد وتولي العراق مسؤولية الامن في كل المحافظات بحلول نهاية العام 2006. وليس أمام الكونغرس خيارات تُذكر لوقف تمويل استراتيجية بوش وهي خطوة يبدو ان معظم النواب غير مستعدين لاتخاذها. لكن توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض قال ان هذا المجال أغلق حالياً على الاقل. وقال:"تمويل القوات وارسالها الى المنطقة مدرجان بالفعل في الموازنة لذلك سنواصل تلك الخطط". وقال الديموقراطي جون مورثا، الذي يرأس لجنة في مجلس النواب تشرف على الانفاق الدفاعي، انه سيحاول اضافة قيود على طلب طارئ بمبلغ 100 بليون دولار من الانفاق الحربي الجديد الذي سيطلبه بوش في شباط فبراير. واضاف ان تلك القيود"قد تتضمن حظراً على انفاق اموال على القوات الاضافية وقد تشمل ايضاً الاغلاق الفوري لسجن ابو غريب القريب من بغداد ومركز الاعتقال في غوانتانامو للمشتبه بأنهم ارهابيون". ويأمل زعماء الكونغرس الديموقراطيون بإجازة قرار من الحزبين يعارض خطة زيادة القوات للضغط على الرئيس من اجل تعديل سياسته. ويعتزم الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ هاري ريد طرح مثل هذا القرار للتصويت في مجلس الشيوخ بحلول نهاية الاسبوع. الجدية وأقر غيتس بأداء العراق السيئ في ما يتعلق بتحقيق الاهداف. لكنه أعرب عن اعتقاده بأنهم"جادون الآن". وقال:"سجلهم في الوفاء بالتزاماتهم ليس مشجعاً"، وأضاف:"لكنني سأقول انهم حريصون في ما يبدو على تولي زمام الأمن". كما شكك أعضاء الكونغرس في ما اذا كان القادة العسكريون يثقون في خطة بوش مع الوضع في الاعتبار رفضهم السابق المعلن لزيادة القوات. واصر الجنرال بيتر بايس رئيس هيئة الاركان المشتركة على تأييده خطة بوش وعلى ان الخطة توفر قوات كافية لاقرار الأمن لكنه أسس ثقته على توقع ان تفي الحكومة العراقية بالتزاماتها، خصوصاً التعهد بمنع الساسة العراقيينمن التدخل في عمليات الجيش ضد الميليشيات الطائفية. وقال غيتس وبايس ان الولاياتالمتحدة لا تحتاج الى مهاجمة اهداف في ايران للتصدي لشبكات ايرانية تقول واشنطن انها تدعم المسلحين في العراق. وشدد على ان مهاجمة ايران ستكون"الملاذ الاخير". وافادت الاستطلاعات، التي جرت في الولاياتالمتحدة على مدى اليومين الماضيين، ان اثنين من كل ثلاثة اميركيين يعارضون دعوته الى ارسال 21500 جندي اضافي للمشاركة في الحرب المستمرة منذ نحو اربع سنوات في العراق لينضموا الى 132 ألف جندي موجودين حالياً هناك.