في محاولة لحمل الرئيس جورج بوش عن التراجع عن خطط لزيادة القوات الاميركية في العراق كشف اعضاء في مجلس الشيوخ، من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، النقاب عن مشروع قرار "غير ملزم" يعارض تلك الزيادة. وقال السناتور الديموقراطي جوزيف بايدن، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس وأحد متبني القرار،"اعتقد انه عندما ينحرف رئيس عن المسار في شيء مهم مثل العراق فان الوسيلة المنفردة الوحيدة لحمله على تغيير المسار هو اظهار ان سياسته لا تحظى بالتأييد... من الحزبين كليهما". ويسعى البيت الابيض جاهداً لحشد التأييد في الكونغرس لخطة بوش التي اعلنت الاسبوع الماضي لارسال حوالي 21500 جندي اضافي الى العراق لمحاولة تحقيق الاستقرار في بغداد ومحافظة الانبار. وقال اعضاء آخرون في مجلس الشيوخ، زاروا البيت الابيض والتقوا بمستشار الامن القومي ستيفن هادلي، انهم ربما يعدون مشروع قرار مضاد يدعم خطة الرئيس. وقال السناتور الجمهوري جون كرونين"هناك اعضاء في مجلس الشيوخ يقترحون نهجاً هو... عدم الاستسلام في العراق". ويدعو مشروع القرار، الذي يعارض زيادة القوات، الى استراتيجية للتوصل لتسوية سياسية في العراق واطلاق عملية سلام برعاية اقليمية ودولية. ويقول مشروع القرار"حيث أن الاستراتيجية الاميركية والوجود على الارض في العراق لا يمكن أن يصمد الا بتأييد من الشعب الاميركي ودعم من الحزبين في الكونغرس... فانه ليس من المصلحة الوطنية للولايات المتحدة تعميق انخراطها العسكري في العراق خصوصاً من خلال زيادة وجود القوات الاميركية في العراق". وصاغ المشروع بايدن والسناتور الديموقراطي كارل ليفين، رئيس لجنة القوات المسلحة، والسناتور الجمهوري تشوك هاغل المعروف بانتقاده للحرب منذ فترة طويلة. ويعتزم مجلسا الشيوخ والنواب في الكونغرس، الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، اصدار قرارات تعارض خطط بوش في خطوة رمزية وان كانت ذات أهمية سياسية. وفي ظل استطلاعات الرأي التي تظهر معارضة غالبية الاميركيين لزيادة القوات في العراق فان مثل هذه القرارات غير الملزمة"ستُجبر الجمهوريين على الكشف علنا عن موقفهم من استراتيجية بوش وقد تزيد من عزلة البيت الابيض". وقال مساعدون ان من غير الواضح متى يمكن ان يصوت مجلس الشيوخ على المشروع. وقال الزعيم الديموقراطي في مجلس النواب ستيني هوير ان المجلس"سيُقر على الارجح مشروع قرار بأغلبية كبيرة من الحزبين يعبر عن عدم الموافقة على زيادة القوات لكنه ينتظر تحرك مجلس الشيوخ أولاً". ويمكن أن يسبب توقيت اتخاذ مثل هذه الخطوات حرجاً لبوش، الذي يستعد لالقاء خطابه السنوي امام الكونغرس عن حالة الاتحاد، الثلثاء المقبل. وسيحاول بوش اقناع الجمهوريين بالبقاء في صفه. ويقول البيت الابيض ان صدور قرار على هذا النحو يمكن أن يرسل اشارة للعالم بأن الولاياتالمتحدة منقسمة في شأن الحرب. وقال استطلاع للرأي أصدره هذا الاسبوع مركز بيو للابحاث ان 61 في المئة من الاميركيين يعارضون خطة بوش بينما يؤيدها 31 في المئة فقط. وقالت السناتور هيلاري كلينتون، المرشحة المحتملة للرئاسة، انه يتعين على الولاياتالمتحدة خفض الاموال المخصصة لحماية قيادات الحكومة العراقية وتدريب وتجهيز جيشها اذا رفض الزعماء الشيعة في البلاد منح الاقلية السنية دوراً أكبر في الحكومة. وقالت أيضا انها تعارض ارسال مزيد من القوات الى العراق لان ذلك سيؤدي في جزء منه الى خفض القوة العسكرية الاميركية في أفغانستان. من جهة ثانية اقر المسؤولون الاميركيون، المكلفون المساعدة في اعادة اعمار العراق ان استكمال مهمة اعادة الاعمار"تتطلب وقتا طويلاً للغاية". وخصصت الاستراتيجية الجديدة للرئيس بوش بليون دولار لاعمال اعادة الاعمار اضافة الى تعهد بمبلغ عشرة بلايين دولار للحكومة العراقية.