قال متمردون في إقليم دارفور في غرب السودان ان طائرات حربية تابعة للحكومة السودانية قصفت مناطق يسيطرون عليها أمس الثلثاء على رغم هدنة معلنة بين الجانبين. وقال جار النبي، وهو أحد قادة متمردي دارفور، ل "رويترز" من شمال دارفور قرب المناطق التي ذكر أنها تعرضت للقصف: "أغارت طائرات أنتونوف على منطقتي أمراي وأنكا التابعتين لنا". وأضاف إنه لم يتضح على الفور ما اذا كان هناك قتلى في صفوف المدنيين من جراء القصف الذي أشار الى أنه أسفر عن نفوق عشرات من رؤوس الماشية. ونفى ناطق باسم الجيش السوداني قصف مناطق المتمردين. وقال:"لم تحلق طائرات سودانية فوق دارفور أو تشاد خلال اليومين الأخيرين". وكان مسؤولون تشاديون قالوا الاثنين ان طائرات حربية سودانية انتهكت المجال الجوي لبلادهم. وتشير تقديرات لخبراء إلى مقتل 200 ألف شخص ونزوح نحو 2.5 مليون آخرين من منازلهم خلال نحو أربع سنوات شهدت أعمال اغتصاب ونهب وقتل في دارفور في ما تصفه واشنطن بعملية"ابادة جماعية". وتقول الخرطوم إن عدد القتلى أقل من ذلك كثيراً، كما تنفي وقوع أي إبادة جماعية في الاقليم. ويُعد جار النبي وغيره من قادة"حركة تحرير السودان"المتمردة لعقد مؤتمر لصياغة موقف موحد قبل مسعى جديد لإجراء محادثات للسلام بوساطة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة. والانقسامات في صفوف المتمردين من بين العقبات الرئيسية التي تعترض سبيل المحادثات حيث يوجد أكثر من 12 فصيلاً للمتمردين في الإقليم. وفي بيان مشترك مع حاكم ولاية نيومكسيكو الأميركية بيل ريتشاردسون، الذي زار السودان الاسبوع الماضي، وافق السودان على السماح للمتمردين بعقد المؤتمر وعلى وقف للقتال لمدة 60 يوماً. وتهدف الهدنة إلى السماح للمتمردين بإجراء محادثاتهم من دون خوف من التعرض للهجوم. ورفض بعض قادة المتمردين الذين عقدوا أمس الثلثاء اجتماعاً في بلدة ابيشي الحدودية التشادية وقف اطلاق النار. غير أن جار النبي وقادة"حركة تحرير السودان"الآخرين وافقوا على التزام الهدنة ويقومون بتنظيم مؤتمر خاص بهم لمحاولة توحيد صفوفهم. ولم يتسن للاتحاد الافريقي الذي يراقب العنف في دارفور ان يؤكد على الفور وقوع القصف أمس. لكن الاتحاد شكا مرتين من قبل من أن الحكومة قصفت مناطق للمتمردين عقب زيارات واجتماعات لمسؤولين في الاتحاد الافريقي مع قياداتهم. ومن المرجح أن يتسبب أي قصف في مزيد من التأخير لعقد أي مؤتمر للمتمردين وكذلك لمساعي اجراء أي محادثات جديدة للسلام. وكان فصيل واحد، من بين ثلاثة فصائل متمردة في دارفور شاركت في مفاوضات مع الحكومة، وقّع اتفاق السلام في ايار مايو الماضي في أبوجا. وشكل كثير ممن رفضوا توقيع الاتفاق تحالفاً عسكرياً واستأنفوا القتال مع الحكومة. وحمل المتمردون وغالبيتهم من غير العرب السلاح أوائل عام 2003 في اقليم دارفور متهمين الحكومة المركزية بإهمال مناطقهم. في غضون ذلك، حذّرت منظمات دولية من تجدد حرب الجنوب بسبب اغفال المجتمع الدولي عملية السلام في الاقليم بسبب اهتمامه بالصراع الدائر في دارفور، واعتبرت ان الصراع في دارفور يدفع جنوب السودان نحو الانفصال. وقالت المديرة الإقليمية ل"لجنة الانقاذ الدولية"مقرها الولاياتالمتحدة باتي سوان:"مع تركيز الجميع على دارفور فإن اتفاق السلام بين الشمال والجنوب يبدو أنه يبتعد عن شاشة الرادار الخاصة بالمجتمع الدولي". وأضافت في بيان صحافي مشترك صدر عن خمس وكالات اغاثة دولية أمس:"التقدم البطيء في تطبيق الاتفاق مثير للقلق في شدة. إذا لم يكن هناك دعم نشط لعملية السلام فهناك خطر حقيقي بتجدد القتال". من جانبه قال خبير الشؤون السودانية في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ديف موزيرسكي ان الحزب الحاكم في الشمال المؤتمر الوطني يدفع الجنوبيين الى المعسكر الانفصالي. وأضاف:"الانفصال يبدو مرجحاً في شكل متزايد بالنظر الى الافتقار التام للجهود أو الاستثمار من حزب المؤتمر الوطني لجعل الوحدة جذابة للجنوبيين".