قدم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا امس لائحة مطالب الى الحكومة السودانية لإنهاء أزمة دارفور وحذر من ان الاتحاد سيتخذ اجراءات في حق الجهة التي لا تلتزم تعهداتها بعد نشر آلاف من قوات الاتحاد الافريقي في الاقليم، ووجه رسالة مفتوحة الى المتمردين. وفي غضون ذلك تبادل متمردو دارفور والحكومة السودانية اللذان يتفاوضان في ابوجا حالياً، اتهامات بالمسؤولية عن المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في منطقة اللعيت جار النبي في شمال اقليم دارفور. واجرى سولانا محادثات مع الرئيس عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه ووزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل ركزت على أزمة دارفور والمفاوضات الجارية في أبوجا والمفاوضات في نيروبي لإكمال عملية السلام في جنوب البلاد وفي القاهرة لتحقيق مصالحة وطنية بين الحكومة و"التجمع" المعارض. وأعلن سولانا في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية امس انه قدم لائحة مطالب الى الحكومة واخرى الى المتمردين الذين وجه اليهم رسالة وزعت على الصحافيين. وطالب الحكومة بتسريع عملية السلام في جنوب البلاد وتوقيع بروتوكول الشؤون الانسانية والعمل به من دون انتظار متمردي دارفور ووقف العنف والقصف واحترام وقف النار. وقال ان خرق وقف النار لا يزال مستمراً والقصف الجوي بالمروحيات كذلك، وطالب الحكومة بالجدية في اعتقال قادة الجنجاويد لأن معظم المعتقلين ليسوا من القادة. وتراجع وزير الخارجية السوداني عن تهديده السابق برفض استقبال سولانا وقال ان ما نقل عنه لم يكن دقيقاً، موضحاً انه ذكر ان بلاده لا تريد استقبال زوار يهددونها بالعقوبات، وترغب في من يأتي لمساعدتها. ووصف زيارة المسؤول الأوروبي بأنها كانت مفيدة وناجحة. الى ذلك، تبادلت الحكومة ومتمردو دارفور الاتهامات بخرق الهدنة والهجوم على منطقة اللعيت جار النبي في شرق دارفور المتاخمة لاقليم كردفان والتي يتحدر منها حاكم ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كير وتقيم فيها اسرته. واتهمت "حركة تحرير السودان" الحكومة بقصف المنطقة ما أدى الى مقتل عشرة مدنيين واعتبرت الخطوة اعلان حرب عليها وطالبت مراقبي الاتحاد الافريقي التحقق من ذلك. لكن الحكومة اكدت انها صدت منذ الخميس ثلاث هجمات من المتمردين على اللعيت وقالت ان المتمردين هاجموا المنطقة بقوة كبيرة على متن ثمان مركبات وان الجيش تمكن من تدمير ثلاث منها وإلحاق خسائر فادحة بالمهاجمين. واتهمت "حركة تحرير السودان"الطيران السوداني بقصف المنطقة ما أدى الى مقتل عشرة اشخاص. واكد الناطق باسم الحركة محجوب حسين أن حركته تعتبر الانتهاك المستمر لاتفاق وقف اطلاق النار الموقع في 8 نيسان ابريل "بمثابة اعلان حرب حقيقية من جانب الخرطوم، ومن المقرر ان تستأنف الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين الخرطوم ومتمردي دارفور في ابوجا رسميا اليوم الاثنين.