سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتمردون يتهمون الخرطرم بقتل 35 مدنياً في 5 غارات ... والحكومة تعلن صد 600 مهاجم منهم . السودان : معارك ضارية في دارفور مع وصول طلائع المراقبين الافارقة
تصاعدت حدة المواجهات العسكرية في غرب السودان بين القوات الحكومية و"متمردي دارفور" مع وصول طلائع المراقبين الأفارقة أمس الى الخرطوم قبل توجههم الى المنطقة لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار. وتبادل المتمردون والحكومة اتهامات بشن هجمات وخرق هذا الاتفاق، واعلنت الخرطوم صد هجوم نفذه 600 مقاتل من حركتي التمرد في شمال دارفور، في حين اعلن المتمردون ان القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها شنت خمس غارات في المنطقة ادت الى مقتل 35 مدنياً وجرح عشرات آخرين. واشاروا الى قتل خمسة جنود حكوميين قرب مدينة نيرتتي شرق زالنجي. اكدت الحكومة السودانية ان قواتها صدت هجوماً شنه المتمردون على منطقة عين سرو في ولاية شمال دارفور نفذته قوة تضم 600 مقاتل مزودين أسلحة مختلفة، وأنها كبدت المهاجمين خسائر في الأرواح، معترفة بوقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش. ودان عضو وفد الحكومة الى المحادثات مع "متمردي دارفور" مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم كمال عبيد الهجوم واتهم المتمردين بخرق الهدنة. وفي مقابل ذلك، قال الأمين العام ل"حركة تحرير السودان"، احد الفصائل المسلحة في دارفور، منى آركو مناوي في اتصال اجرته "الحياة" بغرب السودان، ان ميليشيات الجنجاويد الموالية للخرطوم، قتلت مدنيين اثنين وجرحت 13 آخرين في غارة شنتها على قرية مسترية التي تبعد مسافة 40 كيلومتراً جنوب غربي مدينة كتم أول من أمس، فيما قتل أمس ستة مدنيين، بينهم خمس نساء وطفل وجرح 17 في غارة جوية شنتها طائرة "انتونوف" على القرية نفسها. وأضاف مناوي ان ميليشيات "الجنجاويد" شنت هجوماً في غارة ثالثة على منطقة بليل، التي تبعد مسافة 12 كيلومتراً شرق مدينة نيالا، ونهبوا سيارة مدنية وقتلوا ثلاثة اشخاص من ركابها وجرحوا إمرأة نقلت إلى مستشفى نيالا. واشار الى غارة رابعة شن خلالها الجنجاويد هجوماً على قرية سلكوية شرق مدينة زالنجي. الى ذلك ا ف ب، قال الناطق العسكري باسم "حركة العدالة والمساواة" الكولونيل عبدالله عبدالكريم ان الطيران السوداني "قصف قرية عدجيجي في منطقة طيربيبا، جنوب الجنينية، كبرى مدن دارفور الغربية". واضاف ان "الجنجاويد والجيش السوداني هاجما القرية بعد قصفها، وقتلا 24 شخصاً" جميعهم من المدنيين. وشكت الحكومة المتمردين الى بعثة الاتحاد الافريقي لمراقبة الهدنة التي وصلت الى الخرطوم أمس. واجرت البعثة التي يرأسها السفير كيدولاي من مفوضية الاتحاد الأفريقي محادثات مع وكيل الخارجية بالنيابة السفير عوض الكريم فضل الله ركزت على ترتيبات نشر المراقبين في ستة قطاعات من دارفور. وضمت البعثة تسعة مراقبين من السنيغال وغانا ونيجيريا وناميبيا وممثلين للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وسيكون مقر رئاستها في مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور، وسيكون لها ممثلون في الجنينة ونيالا ومدينتي الطينة وأبشي التشاديتين. وستتمثل الحكومة بضابطين، كما ستتمثل كل من "حركة تحرير السودان" وحركة "العدالة والمساواة" والوسيط التشادي بضابطين. وينتشر نحو 300 مراقب بعد اكتمال ترتيبات العملية. وتعهدت الحكومة في بيان أصدرته الخارجية امس تسهيل عمل المراقبين وحماية المدنيين ومواجهة كل من يخرق الهدنة ويهدد الأمن والاستقرار في دارفور ومحاسبة كل من يتورط في أي عمل يمس الأمن والطمأنينة وجددت التزامها وقف النار. الى ذلك، يعقد في جنيف اليوم مؤتمر للمانحين تشارك فيه الحكومة وحركتا "تحرير السودان" و"العدالة والمساواة" برعاية الأممالمتحدة بهدف توفير مئة مليون دولار للعمليات الانسانية في دارفور. وكانت المنظمة الدولية وجهت نداء لتوفير 140 مليون دولار استطاعت الحصول على 40 مليوناً منها. اجتماع لقيادة المعارضة من جهة اخرى، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أنه سيشارك في الاحتفال بتوقيع "بروتوكولات نايفاشا" للسلام بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". إلى ذلك، اعلن نائب رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الفريق عبدالرحمن سعيد، ان "التجمع" سيعقد خلال الاسبوع المقبل اجتماعاً لهيئة القيادة بحضور زعيم "الحركة الشعبية" الدكتور جون قرنق لاطلاع "التجمع" على تفاصيل "بروتوكولات نايفاشا". وقال في تصريح من القاهرة أمس، أن مشاورات تجرى للترتيب لهذا الاجتماع وتحديد مكانه سواء في القاهره او أسمرا.