أكثر من ثلاثة أشهر، وفي مدن فلسطينية عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تمتد فاعليات مهرجان "شاشات" الثاني لسينما المرأة، الذي انطلق في العاشر من الشهر الجاري، ويركز على المخرجات الفلسطينيات، اللواتي سيشاركن في جولة تتضمن عرض أفلامهن ونقاشها في عدد من الجامعات المحلية، وفي أكثر من مدينة، علاوة على سلسلة محاضرات وإقامة ورش العمل تقدمها مخرجات ومنتجات عالميات. تتضمن نشاطات عروض أفلام عالمية وعربية، يستضيفها قصر رام الله الثقافي، بدءاً من مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وتعرض لأول مرة في فلسطين. عادلة العايدي، عضو مجلس إدارة"شاشات"، تؤكد أن المؤسسة المتخصصة في السينما، وتركز على سينما المرأة، تسعى، عبر نشاطاتها المختلفة، وعلى رأسها مهرجانها السنوي،"إلى نشر الثقافة السينمائية في الأراضي الفلسطينية، والتعاطي وفق رؤية جديدة مع استهلاك المنتوج السينمائي، بعيداً من الاكتفاء بمهرجان يحصر نفسه في قاعة محددة، ويقدم عروضه لجمهور بعينه، على رغم أهمية هذا النوع من المهرجانات، إذ ابتكرت"شاشات"، وعبر مهرجانها الثاني، طريقة مختلفة للتنظيم، من خلال امتداد الفاعليات على مدار ثلاثة أشهر، وفي مدن عدة، إضافة إلى عروض الجامعات، وهي طريقة تبرز أفلام المخرجات الفلسطينيات، وهذا كله يأتي ضمن بحث دؤوب عن مضمون ثقافي فاعل، وشكل تنظيمي تنموي". فرصة متواصلة وترى العايدي أن امتداد فاعليات المهرجان أكثر من ثلاثة شهور، من شأنه إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجمهور، ومن مدن عدة للاستفادة من فاعليات المهرجان، كما يمكن إطلاع جمهور أكبر، خاصة في الجامعات، على المنتوج السينمائي الفلسطيني. وتقول:"ثمة طلب على الإنتاج السينمائي الفلسطيني على المستوى العالمي، على عكس ما يحدث محلياً، حيث يحتاج المخرجون والمخرجات لجسر يؤمن لهم مهمة التواصل مع الجمهور في أماكن عدة، وبما أن"شاشات"تركز اهتماماتها على سينما المرأة، فإنها تلعب هذا الدور، عبر عروض لأفلام 11 مخرجة فلسطينية، في 9 جامعات في الضفة وغزة، وهذا يروج للمنتوج السينمائي الفلسطيني من جهة، ويضع المخرجات على خريطة المشاهد الفلسطيني، ويؤكد أن في فلسطين مبدعات، قادرات على نقل القضية الفلسطينية، وما يحدث على الأرض، عبر أفلام ذات لغة سينمائية متطورة، ومنافسة، وبعيداً من الصورة النمطية التي تنقلها نشرات الأخبار، من جهة أخرى، وقادرات على التواصل مع جمهورهن الفلسطيني. وتشدد العايدي على أن جولة المخرجات الفلسطينيات في الجامعات،"تأتي إضافة جديدة لسلسلة عروض الأفلام التي نظمتها"شاشات"، والتي قاربت المئة، ما بين مهرجانيها الأول والثاني، في العديد من القرى والمخيمات الفلسطينية، وتنظيم عدد من ورش العمل المتخصصة للمخرجين والمخرجات"، مؤكدة أن أهمية ما تقوم به"شاشات"على أرض الواقع، يتمثل"ليس فقط في دعمها المخرجات الفلسطينيات، بل في التوجه، عبر عروضها المختلفة، إلى الجمهور الفلسطيني على مختلف شرائحه، وحيث هو، تكريساً لفلسفة نشر الثقافة السينمائية في الأراضي الفلسطينية". وتؤكد حنان خلف، عضو مجلس إدارة"شاشات"، ما ذهبت إليه العايدي، مضيفة أن امتداد فاعليات المهرجان"جاء أيضاً لمراعاة الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، عبر الحواجز العسكرية، والاجتياحات المتكررة للمدن والقرى والمخيمات، وبالتالي كي يتمكن عدد أكبر من متابعة الفاعليات، ولا نجعل المهرجان رهينة لأي عمليات عسكرية إسرائيلية قد تأتي في وقت محدد يتزامن مع توقيت المهرجان، كما هي الحال في تلك المهرجانات التي تقصر فاعلياتها على أسبوع أو أقل، وفي مدينة بعينها". انحياز من جهتها تؤكد د. علياء أرصغلي، انحياز مؤسسة"شاشات"، التي تديرها، نحو سينما المرأة كمنتج لا كپ"تيمة"،"فما يهم شاشات دعم صانعات الأفلام الفلسطينيات، وعرض أفلام لهن ولصانعات أفلام ومخرجات عربيات وأجنبيات، وليس التعاطي مع سينما المرأة ك"تيمة"، لا سيما أن صانعي الأفلام الرجال، حين يقدمون أفلاماً تناقش قضايا نسائية، يطلون على عوالم هم في الأصل ليسوا جزءاً منها". وتقول:"تسعى شاشات لتأكيد دور المرأة كصانعة للثقافة في القرن الحادي والعشرين، مع تسليط الأضواء على دورها وتجاربها في هذه الصناعة في القرن الماضي، وتخص بالاهتمام صانعات الأفلام، من مخرجات ومنتجات فلسطينيات في الدرجة الأولى، مع عدم إهمال التجارب العربية والعالمية، لإدراكها أهمية الدور الذي تلعبه السينما في صوغ الوعي العام للشعوب". وترفض أرصغلي الطريقة التي تتعاطى بها الأفلام مع المرأة كرمز لشيء آخر الوطن، الأرض، القضية، مؤكدة أهمية أن تعبر المرأة عن نفسها،"بعيداً من المحددات التي قد تفرضها مفاهيم اجتماعية وجسدية سائدة". وتشدد ارصغلي على أهمية جولة المخرجات الفلسطينيات في الجامعات،"لكونها تساهم في جسر الهوة بين الإبداع السينمائي النسوي في فلسطين والجمهور، وتعمل على تشجيع العديد من طلاب الجامعات، على وجه الخصوص، على السير على طريق هؤلاء المبدعات"، لافتة إلى أهمية المحاضرات، وورش العمل، التي يتضمنها المهرجان، وتشرف عليها مخرجات ومنتجات وصانعات أفلام عالميات.