رحب وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير بالقرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية مساء الاثنين الماضي ارسال 15 ألف جندي الى الجنوب. وأضاف في مؤتمر صحافي لدى مغادرته السرايا الحكومية وبعد لقائه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، في حضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ:"أظن ان هذه المساهمة ستعزز موقف الحكومة اللبنانية لا سيما بالنسبة الى ما حصل من تطورات ونحن نريد دولة لبنانية ديموقراطية. ويبدو لي ان القرار الذي اتخذ الاحد الماضي نابع من وعي ونحن لا نريد ان يتكرر ما حصل مع اسرائيل ولا بد من التوصل الى حل شامل". وعن المفاوضات الجارية في مجلس الامن، قال الوزير الألماني:"في هذه اللحظة بالذات حيث نحن هنا، تجرى الاجتماعات وأجد ان لدينا فرصة لوقف الاعتداءات وهذا ما نحتاج اليه، فهذه الحرب كلفت الكثيرين حياتهم ودمرت الكثير من البنى التحتية. بالنسبة الى الوضع الانساني مهم للغاية. لقد تحدثنا عن هذا الوضع مع الجانب اللبناني، والرئيس السنيورة وصف هذه الحالة بدقة ولهذا السبب نحن هنا اليوم وأنا مستعد لاثارة هذا الموضوع مع مجلس الامن". وأضاف:"أنا لست في موضع أقول فيه في أي ساعة سيجتمع مجلس الامن ليتخذ قراره في هذا الشأن ولكن في الساعات الاخيرة اصبحت واثقاً اننا سننجح في التوصل الى قرار قبل نهاية الاسبوع وأظن ان هذا القرار سيعطي الأسس الآيلة الى وقف الاعتداءات". وعن التعديلات اللبنانية المطلوبة على المشروع الاميركي - الفرنسي، أجاب وزير الخارجية الالماني:"هناك وفد عربي توجه الى نيويورك لاجراء المشاورات وقد تحدثت عن هذا الموضوع مع الرئيس السنيورة ونحن نتحدث مع اعضاء مجلس الامن الذين يبقى لهم ان يتخذوا قراراً نهائياً حول نص القرار. ولا اظن انه يفترض بي كعضو غير دائم في مجلس الامن ان اقول ما الذي سيحتوي عليه هذا القرار. اما بالنسبة لرأيي شخصياً فقد عبرت عنه". وقال صلوخ:"جاء وزير الخارجية الألماني الى لبنان برسالة تضامن وتأييد لمعرفة ما يجري على الارض في لبنان وما هو الواقع القائم في هذا البلد. وكانت محادثات شملت الكثير من المواضيع وكانت المحادثات مثمرة". وأكد الوزير الالماني بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة انه يعتزم السعي الى تحسين الوضع الانساني في لبنان وذلك خلال المحادثات التي يجريها اليوم الاربعاء في اسرائيل. وعلمت"الحياة"ان شتاينماير استفسر من بري رأيه في زيادة عديد القوات الدولية وان رئيس البرلمان اكد له انه سبق ان طالب بهذه الزيادة وان لا مشكلة لدى لبنان في هذا التوجه. كما استفسر الوزير الالماني عن سبل دعم لبنان. وكان الوزير الألماني قد اعلن للتلفزيون الالماني قبل توجهه الى بيروت في جولة على عدد من دول الشرق الاوسط"ان اعضاء مجلس الامن توصلوا على ما يبدو الآن الى اتفاق". وأضاف ان القرار يشكل"فرصة حقيقية للتوصل الى وقف اطلاق النار بات ضرورة ملحة في الشرق الاوسط". وقال انه لا يمكن التوصل الى وقف اطلاق نار الا"شرط ان يوافق الطرفان اسرائيل ولبنان على حد سواء على تشكيل مهمة دولية لإحلال الاستقرار في جنوبلبنان". وأوضح الوزير الالماني ان"الاهداف الاساسية التي يجري التفاوض حولها في نيويورك تتمثل في وضع نهاية لمعاناة المدنيين في الجانبين وذلك من خلال وقف الاعمال الحربية علاوة على وضع اطار سياسي لعمليات اعادة لبنان قوي وديموقراطي ذي سيادة يعيش في سلام مع جيرانه ولا تشكل حدوده الجنوبية تهديداً على مواطني اسرائيل"، مؤكداً في الوقت نفسه ان"الاولوية الآن لوقف كل الاعمال الحربية".