جال امس، الموفد الخاص الألماني السفير بيتر فيتيغ يرافقه السفير الألماني في لبنان ماريوس هاس على كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، لاستكشاف سبل الدعم للحكومة اللبنانية في ضوء العدوان الاسرائيلي عليه منذ 12 يوماً. وفي تصريحات ادلى بها فيتيغ، الذي كان سفيراً لبلاده في لبنان في التسعينات من القرن الماضي، بعد محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، اعرب الموفد الالماني عن شعوره"بالأسى للغاية في شأن الضحايا جراء هذا الوضع الانساني، وندين سقوط الضحايا المدنيين من الجانبين". وقال: "المانيا مستعدة للعمل لتقديم المساعدات الانسانية وقدمت مساعدات بقيمة خمسة ملايين دولار، ونتطلع الى تقديم مزيد من المساعدات للشعب اللبناني". واعرب فيتيغ عن اعتقاده بأن "على جميع الاطراف ان يفعلوا الآن ما في وسعهم لحماية المدنيين اكثر من جميع دورات العنف، والأولوية الآن هي لخفض خطورة الوضع والشروط التي يجب وضعها لوقف العنف وما يمكن توفيره من حلول سياسية ناجعة". وقال:"ان ألمانيا تريد لبنان دولة مستقرة ومستقلة وديموقراطية، ونحن مهتمون باستقرار الوضع، اننا نقف وراء لبنان ونريد ان ندعمه سياسياً وانسانياً". وشدد على ان"أهم أولوية للقضية اليوم هي تهدئة الوضع الخطير. علينا ايجاد ظروف لوقف العنف وإطار عمل سياسي لحل واستقرار دائمين ومناسبين"، مكرراً دعم بلاده"حكومة لبنان تحت قيادة الرئيس السنيورة". صلوخ: الأسيران بخير واوضح الوزير صلوخ من جهته انه والمسؤول الالماني تداولا"في الوضع القائم والعناصر التي من الممكن ان تؤدي الى انفراجات، وكررت ما هو متوافق عليه من جانب الحكومة ومجلس الوزراء والرئاسات في لبنان وهو الهم الاول، وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي، وهناك متسع من الوقت لبحث المواضيع، سواء من ناحية تبادل الاسرى او العناصر التي نقدمها لحل شامل جامع وهي تبادل الاسرى وتحرير ما تبقى من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخرائط الالغام وغيرها، وان لبنان مستعد للمفاوضات من اجل سلام عادل وشامل في لبنان والشرق الاوسط". وعن اجتماع روما في 26 الجاري لفريق العمل من أجل لبنان، قال صلوخ:"هذه اللجنة كانت انشئت لمساعدة لبنان اقتصادياً ستجتمع في 26 الشهر بحضور اعضاء آخرين ممثلين لدول اخرى، ونحن حتى الآن لم نتسلم دعوة للمشاركة في اجتماعات هذه اللجنة ولم نتسلم اي مقترح او اي عرض من هذه اللجنة كي ندرسه في مجلس الوزراء ونتخذ القرار المناسب ولا نرضى بان يفرض علينا اي شيء، نحن نرحب باي مقترح او مقاربة او اي طرح ولكن علينا درس هذا المقترح واتخاذ قرار موحد لنبقى موحدي الكلمة والصف ونحافظ على وحدة لبنان التي تقودنا بالتاكيد الى الانتصار، اما اذا تفرقنا لا سمح الله او سمحنا لاحد بأن يعبث بصفنا ووحدتنا فهذا ليس لمصلحتنا". ونفى ان يكون الموفد الالماني يحمل رسالة من اسرائيل في شأن التفاوض في خصوص الأسيرين الاسرائيليين، وقال:"قلنا إن عندما يتوقف العدوان الاسرائيلي واطلاق النار، كل شيء سيكون موضع بحث ومفاوضات ومن ضمن ذلك تبادل الاسرى، واشرت الى ان المانيا لعبت دوراً مهماً وبارزاً في تبادل الاسرى بين لبنان واسرائيل في الماضي ويمكنها ايضاً ان تلعب هذا الدور في الوقت الحاضر لنتبادل الأسرى، وقلنا ان للبنان اسرى منذ 30 سنة في السجون الاسرائيلية وهم لديهم اسيران هنا وهما في صحة جيدة فليتفضلوا ويوقفوا العدوان واطلاق النار ومن ثم تجرى محادثات لتبادل الأسرى، فلتتفضل الاممالمتحدة او صديق مشترك للبحث في تبادل الاسرى بين لبنان واسرائيل، وكما قال الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله ان هذين الاسيرين هما في صحة جيدة وبأمان". أضاف:"لكن القضية لم تعد قضية اسيرين انما هناك خطة مبرمجة ومدروسة لهذه الحرب العدوانية على لبنان من اجل البدء في انشاء شرق اوسط جديد وهذا ما نعمل من اجل وقفه بالمحافظة على لبنان وسيادتنا واستقلالنا، ولن نسمح لأحد بأن يمس أي جزء من وطننا لبنان". السفير المصري وكان السفير المصري في لبنان حسين ضرار التقى امس، الرئيس بري ونقل عنه اصراره"على ضرورة وقف اطلاق النار فوراً، وان هذا هو الاساس الذي يمكن بعده انطلاق اي عملية سياسية، واي تأجيل لهذا لا يمكن ان يؤدي الا لتفاقم الموقف وتضاعفه". واشار الى مؤتمر روما "الذي ستشارك فيه مصر"، وقال: "كل هذه المسائل يجرى بحثها الآن لأن تطورات الامور اسرع مما يتصور، للوصول الى المواقف المشتركة التي يمكن معها وقف هذا العدوان على الشعب اللبناني الشقيق". "حزب الله" من جهتها، أكدت مصادر"حزب الله"لپ"الحياة"أن الحزب غير معني بكلام صلوخ في ما يتعلق بأن الأسيرين الاسرائيليين بصحة جيدة،"لأن الأمر يأتي في اطار التفاوض، أي أن موضوع سلامة الأسيرين هي من ضمن هذه المسألة، وبالتالي فإن رأي الوزير صلوخ هو رأي شخصي".