قانا - 2 : جريمة حربعشرات الأطفال القتلى بين الضحايا ... واولمرت يمدد الحرب اسبوعين . مجلس الامن يجري مشاورات وانان يدين ويطالب بوقف فوري للنار رايس تلغي زيارتها الى بيروت بعد طلب من السنيورة وتعود الى واشنطن

بعد عشرة اعوام على المجزرة التي ارتكبها في البلدة، انقض العدوان الاسرائيلي امس مجددا على قانا في جنوب لبنان، في جريمة حرب مروعة ضد المدنيين اسفرت عن استشهاد 57 مدنيا بينهم 34 طفلا. واطلقت المذبحة موجة غضب عارمة في لبنان والعالم وانعقد مجلس الامن بعد طلب لبنان منه التحرك لاقرار وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار. وردا على مجزرة قانا الجديدة اعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان لبنان لا يرى موجبا لمناقشة اي امر غير وقف فوري وغير مشروط للنار، ما ادى عمليا الى الغاء زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى بيروت. وفي حين تجاوب الامين العام للامم المتحدة مع دعوة السنيورة واتخذت معظم دول العالم موقفا مشابها لم يطرأ تغيير على الموقف الاميركي الذي اعرب عن اسف واشنطن العميق لما جرى في قانا مكررا الدعوة الى وقف دائم للنار. راجع ص 2، 4، 5، 6، 7، 8 و9
وابلغت مصادر رسمية"الحياة"ان تأجيل زيارة رايس"جاء بعدما تم إفهام الجانب الأميركي بان زيارتها بيروت في هذا الظرف غير ملائمة"، وهي أجرت اتصالها بالسنيورة بعد ذلك.
ودفعت مجزرة قانا، نحو تضامن لبناني هو الأوسع حتى الآن، الى جانب الحكومة وفي مواجهة الهمجية الإسرائيلية، ووراء مطالبة لبنان، عبر اتصالات مكثفة من السنيورة، بعواصم الدول المعنية، بدءاً بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان مطالباً إياه بالدعوة الى جلسة طارئة لمجلس الأمن لإصدار قرار بوقف فوري وغير مشروط للنار. وأجرى السنيورة اتصالات بكل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وكبار المسؤولين الفرنسيين وغيرهم من قادة الدول للمطالبة بدعم المطلب اللبناني.
وتبلغ الجانب اللبناني قبل انعقاد مجلس الامن ان الموقف الأميركي"ملتبس ويعمل من اجل وقف للنار في اطار حل شامل، من دون ان يرفض التوصل الى قرار بوقف النار". اما الموقف الفرنسي فكان واضحاً بالتشديد على وقف النار فوراً بعد الذي حصل.
وكان"حزب الله"اعتبر المجزرة"مفصلاً خطيراً وكبيراً في مجرى الحرب، فإما ان تؤدي الى وقف العدوان وإما الى ردود فعل على العالم ان يتحمل مسؤوليتها". وأوضح السنيورة بعد الكلمة المؤثرة التي وجهها الى السلك الديبلوماسي طالباً دعم طلبه وقف النار غير المشروط، ان الحكومة ملتزمة البنود السبعة التي كان طرحها في مؤتمر روما الدولي الأربعاء الماضي، وتبناها مجلس الوزراء في اليوم التالي كأساس لحل شامل، مشدداً على ان المطلوب الآن تطبيق البند الأول منها وهو وقف النار، ومؤكداً انه"لو جرى التقيد بما قلناه وقف النار الفوري لكنا تجنبنا هذه المجزرة". وشدد السنيورة على ان يقترن وقف النار الفوري بتحقيق دولي في المجزرة. وشكر السنيورة الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله على جهوده، وجهود الذين"يضحون بحياتهم لاستقلال لبنان"كان نصر الله اعلن عن دعم الحكومة في رسالته التي وجهها عشية المجزرة. ورد مسؤول العلاقات الإعلامية في"حزب الله"حسين رحال على كلام السنيورة وتأكيده على وحدة الموقف اللبناني، فاعتبر ان"موقف السنيورة مشرف جداً... ومنطقه هو المنطق الوطني الكبير ونحن في معركة واحدة، الدولة والمقاومة والشعب". ودعا رحال الى"صمود سياسي من الجميع ليتوقف العدوان"، وتابع:"علينا ان نقف معه السنيورة في هذا الموقف".
وكان بري قال ان الإصرار على وقف النار غير المشروط"لا يعني رفض التفاوض السياسي"، مؤكداً ما اكد السنيورة من ان المطلوب الا تتم المفاوضات في ظل استمرار المجازر المتنقلة خصوصاً ان الأيام ال 19 الماضية شهدت كل يوم مجزرة ضحاياها عائلة او اثنتان او ثلاث".
وقالت مصادر وزارية ل"الحياة"ان السنيورة كان قطع شوطاً مع بري، في الاتصالات واللقاءات المفتوحة بينهما خلال الأيام الماضية، بالتالي من خلال بري مع"حزب الله"من اجل التوافق على تصور مشترك للبند المتعلق بالاستعانة بالقوات الدولية في اطار الحل الكامل وهي احدى النقاط السبع التي طرحها السنيورة والمطروحة دولياً بصيغ متعددة يجمع بين مهمة القوات الدولية الموجودة حالياً في الجنوب والقوة المتعددة الجنسية التي طرحتها واشنطن، على ان تكون تحت قيادة الأمم المتحدة، لكن حصول المجزرة أوقف النقاش، وألغى اجتماعاً كان مقرراً صباح امس بين السنيورة وبري لدراسة الجوانب القانونية للاستعانة بقوات دولية.
وعلمت"الحياة"ان الساعات التي سبقت المجزرة شهدت تشاوراً مكثفاً. فالسنيورة عقد اجتماعاً طويلاً ليل السبت في السرايا مع السفير الإيراني محمد رضا شيباني الذي طلب موعداً على عجل لمناقشة الأفكار اللبنانية. وعلمت"الحياة"ان شيباني طرح تحفظات عن بعض النقاط السبع التي تبنتها الحكومة. وأثناء النقاش بينهما طلب السفير الأميركي في بيروت موعداً عاجلاً للقاء ثان مع السنيورة، على رغم انه كان زاره بعد ظهر اليوم ذاته ووصل الى السرايا فيما كان نظيره الإيراني ما زال في مكتب السنيورة، فانتظر في غرفة جانبية خروج شيباني، ليلتقي رئيس الحكومة حتى قبيل منتصف الليل في اطار البحث في نقاط الحل الكامل.
تظاهرة الاحتجاج
وأثارت المجزرة اللبنانيين جميعاً، وتداعى عدد من الأحزاب الى تظاهرة ظهراً امام"بيت الأمم المتحدة"، بعدما كان بعض المنظمات الشبابية دعا الى التظاهر في الساحة المقابلة له احتجاجاً على احتمال زيارة رايس بيروت، وتكاثر المتظاهرون في شكل عفوي امام مبنى الأمم المتحدة، وسط هياج وغضب من السياسة الأميركية. وعلى رغم اجراءات قوى الأمن والجيش التي تجنبت الاحتكاك بالمتظاهرين الذين اندفع بعضهم نحو اقتحام مدخل مبنى الأمم المتحدة اسكوا ونجح جزء منهم في ذلك وتولوا تحطيم بعض زجاج الطبقة السفلية، إن اتصالات عاجلة أُجريت مع قيادة"حزب الله"والرئيس بري الذي كان مجتمعاً الى بعض نواب الحزب، ووجه نداء بثه عبر التلفزيون دعا فيه الى الامتناع عن العبث بالمبنى. كما وجه تلفزيون"المنار"نداءات الى المتظاهرين بعدم المس بالمبنى. وأوفد بري عدداً من نواب كتلته ونواب الحزب لضبط المتظاهرين بعدما حطموا بعض المحتويات.
وكان الوضع الميداني امس شهد المزيد من التصعيد الإسرائيلي على رغم المجزرة، وسقط اكثر من 12 شهيداً في الغارات المتفرقة على قرى جنوبية وبقاعية وقضاءي صور وبنت جبيل ومدينة النبطية وبين الشهداء 3 نساء و3 اطفال. وأطلق"حزب الله"140 صاروخاً على شمال اسرائيل مستهدفاً ايضاً عكا وصفد وكريات شمونة. وذكرت مصادر اعلامية اسرائيلية ان 75 اسرائيلياً جرحوا. ودارت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"في بلدة الطيبة، وقالت مصادر الحزب ان 8 جنود اسرائيليين قتلوا بعد توغلهم فيها وتصدي المقاومة لهم، فيما ذكرت مصادر اسرائيلية ان 4 جنود جرحوا.
مجلس الوزراء
وأبلغ السنيورة مجلس الوزراء في الجلسة التي عقدت مساء برئاسة الرئيس لحود في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الاتصالات التي أجراها بعدد من الرؤساء والملوك العرب والمسؤولين الدوليين، إثر الموقف الذي أعلنه بعد اجتماع بالرئيس بري ودعوته الى وقف كل المفاوضات وإعطاء الأولوية لوقف فوري وشامل وغير مشروط لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل الى ما وراء الخط الأزرق وفتح تحقيق دولي في مجزرة قانا.
ووجه مجلس الوزراء:"تحية إكبار وتقدير الى أرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان، والجرحى والنازحين والصامدين في مواقعهم ضد الاحتلال". وحيا الشعب اللبناني الذي"اثبت انه على مستوى التحدي"، مشيراً الى ان"الأمل كبير بأن هذا الشعب بكل قواه سيخرج منتصراً وسيعرف كيف يحمي انتصاره ويستثمره لمزيد من الوحدة والأمن والاستقرار وإعادة البناء والازدهار".
وأكد مجلس الوزراء التمسك بالموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة امس وبالإجماع الوطني حوله، ودعوة"كل القوى والأطراف الصديقة والشقيقة الى دعم لبنان وتأييده دفاعاً عن حقه وحقناً للدماء". كما حمّل إسرائيل كامل المسؤولية"في ما يُرتكب من مجازر"، مشيراً الى"إعداد ملفات قانونية موثقة لإدانتها في كل المحافل الدولية".
الى ذلك، قال رئيس الجمهورية العماد اميل لحود قبل الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء،"أملنا كبير بالتوصل الى وقف اطلاق نار، خصوصاً ان اجتماعاً لمجلس الأمن سيعقد اليوم امس، وإذا كانت الولايات المتحدة جادة تستطيع إلزام اسرائيل بوقف النار، اما ما نسمعه من ان الولايات المتحدة تريد وقف النار لكن اسرائيل لا تتجاوب مع الطلب، فيعني انهم ما زالوا يعطون الضوء الأخضر لإسرائيل لاستمرار عدوانها على لبنان".
وأمل لحود بأن تضع الولايات المتحدة"كل ثقلها لإنجاز وقف اطلاق نار"، وقال:"هل اسرائيل بعد الصفعة التي تعرضت لها في عام ألفين تريد جعل ارض لبنان ارضاً محروقة، وباعتقادها انها بهذه الطريقة تستطيع احداث شرخ وخلاف بين اللبنانيين ما يولد نقمة ضد المقاومة، اؤكد انهم مخطئون كثيراً".
وأكد ان"ما حصل يحتاج الى تحقيق دولي عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن وأن تحال اسرائيل على محكمة العدل الدولية في لاهاي".
واعتبر ان ما حصل امس في مبنى"الاسكوا"غير مسموح به لأن"الأسكوا"تابعة للأمم المتحدة"المغلوب على امرها والتي لا تستطيع التحرك لأنه بحسب القوانين"الفيتو"يوقف كل شيء. لذلك يجب عدم التعرض للمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لأنها الى جانبنا، ولا تستطيع المنظمة الدولية فعل شيء لأن هناك"فيتو". إن شاء الله، ولو مرة وحيدة لا يستخدمون هذا الفيتو ويعطون لبنان حقه".
وجدد السنيورة موقف حكومته المطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ودعوة مجلس الأمن الى الانعقاد، مشدداً على ان"النقاط السبع التي تبنتها الحكومة ثابتة ولا يمكن احداً إسقاطها".
واعتبر وزير الطاقة محمد فنيش ان"مجلس الأمن محكوم ولا يزال تحت الضغط الأميركي، وحتى لو اجتمعت كل دول العالم لن يأخذ موقفاً ينسجم ومبادئ الأمم المتحدة ومبادئ العدالة وميثاق الأمم المتحدة". وتابع انه لا يملك معطيات ومعلومات حول إمكان التوصل الى قرار بوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، لافتاً الى ان"واشنطن تعطل، ولو حصلت مذابح بحق الأطفال".
وأشار الى ان رد المقاومة على المجزرة"لن يكون انفعالياً بل مدروساً لأن"المبادرة اليوم هي في يدها".
اما وزير الخارجية فوزي صلوخ فقال ان المداولات في جلسة مجلس الأمن"ستكون بين جميع اعضاء المجلس الذين يؤيدون وقفاً لإطلاق النار، والمندوب الأميركي الذي لا نعرف حتى الآن ما هي توجهاته". وزاد"على الولايات المتحدة ان تحزم امرها وتتجاوب مع مطالب الحكومة اللبنانية".
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر ان"الجيش اللبناني سيكون هو الحل في المرحلة المقبلة لأن من واجباته حفظ سلامة المواطنين على الأراضي اللبنانية"، لافتاً الى ان"المقاومة والجيش والشعب في خندق واحد". وبدأت جلسة مجلس الوزراء بحضور رئيس الحكومة وجميع الوزراء باستثناء وزير الثقافة طارق متري الذي غادر الى نيويورك لترؤس وفد لبنان في مجلس الأمن.
وفي بداية الجلسة طلب لحود من الوزراء الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء لبنان لا سيما الشهداء العسكريين وشهداء مجزرة قانا والمجازر الأخرى التي ارتكبتها إسرائيل.
مجلس الامن
وعقد مجلس الأمن امس جلسة علنية تلتها جلسة مشاورات مغلقة بدعوة من انان الذي وصف الوضع بأنه في"منتهى الخطورة"لشعوب الشرق الأوسط وكذلك للأمم المتحدة"لا سيما مجلس الأمن"، وطالب مجدداً بوقف فوري للاعمال العدائية للسماح بوصول الإغاثة الانسانية.
وقال انان امام ممثلي الدول ال 15 الاعضاء في المجلس"علينا ان ندين هذا العمل باقسى قوة واطلب منكم ان تفعلوا الشيء نفسه". واضاف"اشعر بالاسف الشديد لان دعواتي السابقة الى وقف النار لم تلق اذاناً صاغية وقد نتج عن ذلك استمرار سقوط ابرياء واستمرار عذاب المدنيين. اكرر هذا النداء مرة اخرى وادعوكم ان تفعلوا الشيء نفسه".
وشدد على ان"طرفي النزاع اسرائيل و"حزب الله" يتحملان مسؤولية كبيرة، وان هناك ادلة دامغة على ان كلاهما ارتكب انتهاكات خطيرة للقانون الانساني الدولي". واضاف ان"القتال الحالي بدأ في 12 تموز يوليو وتسبب به حزب الله عندما هاجم اسرائيل وخطف اثنين من جنودها. ومنذ ذلك الحين، واصل حزب الله اطلاق الصواريخ بشكل عشوائي على شمال اسرائيل من مواقع تتوسط على ما يبدو تجمعات السكان المدنيين".
واكد ان"ما من احد يجادل في حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. لكن اسلوبها في ذلك سبب، ولا يزال، موتا وعذابا بدرجة غير مقبولة اطلاقا. وقد ادنت في السابق مرارا اي عمل يستهدف المدنيين".
وكرر دعوته الى"وقف فوري للاعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الانسانية الى الضحايا، وفي هذه الاثناء يمكننا العمل سويا على اطار سياسي يحتاجه وقف اطلاق النار الدائم والحل المستدام ويكمن في دعم الحكومة اللبنانية ونزع سلاح كل الميليشيات وتطبيق قراري مجلس الامن 1559 و1680. وساعمل معكم على تطوير ونشر قوة استقرار لدعم حكومة لبنان".
وقال الامين العام"اعرف ان هناك خلافات بين اعضاء المجلس بشأن الوتيرة المحددة للاعمال المطلوبة. وانا ارجوكم ان تضعوا هذه الخلافات جانبا، وتصلوا الى النقطة الاكثر الحاحا: الوقف الفوري للاعمال العدائية".
وابدى انان اسفه لان"بعض اللبنانيين وجهوا غضبهم من المأساة الحاصلة ضد الامم المتحدة واقتحموا مقرها في بيروت واشعلوا النار فيه، قبل ان يغادروه بعد تدخل قوات الامن اللبنانية. ان مقر منظمتنا مركز للانشطة الانسانية في لبنان، وهي انشطة ستستمر في كل انحاء البلاد"، مشيرا الى ان هناك"خشية من ردود فعل مماثلة في مناطق اخرى من المنطقة والعالم الاسلامي الاوسع"، ودعا الجميع الى تفهم ان الامم المتحدة تقوم بما في وسعها للمساعدة ديبلوماسيا وانسانيا، واوضح ان قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان تعرضت هي الاخرى لخسائر فادحة قبل ايام فقط.
ونقل انان رسالة من السنيورة بان الحكومة اللبنانية لن تنخرط في مفاوضات بدون اعلان وقف لاطلاق النار، وقال ان الجيش الاسرائيلي طلب من قوات الطوارىء في جنوب لبنان اجلاء سكان قريتين راميا وعيتا الشعب وان القوات الدولية ردت بانها غير قادرة على ذلك.
ورد موفد وزارة الخارجية اللبنانية السفير نهاد محمود على مداخلة السفير الإسرائيلي ليفند ما زعمه بأن إسرائيل كانت تستهدف صواريخ"حزب الله"، وقال إن"السكان الأبرياء في رامية وعيتا الشعب سينامون الليلة تحت رحمة القتل الإسرائيلية بعد الانذار الذي وجهته إسرائيل اليهم لاخلاء منازلهم. هؤلاء المدنيون هم مشروع كارثة جديدة في الجنوب اللبناني، طالما أن وقف اطلاق النار لم يتقرر بعد".
وأكد محمود أن"لبنان هو المستهدف إذ دُمرت البنية التحتية وسقط مئات اللبنانيين قبل أن تبدأ إسرائيل بالتعرض الى حزب الله ومواقعه".
السفير الأميركي جون بولتون تحدث عن مناقشات نحو اصدار مجلس الأمن أما"بيانا رئاسيا"أو"بيانا يلقيه رئيس المجلس"أمام الصحافة. وقال إن الموقف الأميركي يرغب في"حل دائم"للمشاكل في المنطقة و"نحن نريد التحرك بصورة عاجلة من أجل العمل نحو حل يساعد في توقف دائم للنزاعات في المنطقة". وأضاف أن وزيرة الخارجية"مستمرة في العمل"نحو ذلك.
وأكد بولتون"أن التزامنا هو التوجه نحو التصويت على مشروع القرار المعني بإيران غدا اليوم، كما كان مقرراً، بغض النظر عن التهديدات الإيرانية. وحسبما قال كوفي أنان في أعقاب الجلسة المغلقة للمشاورات، جميع أعضاء المجلس مدركون للحاجة لأخذ خطوات لاحتواء الوضع وهم قلقون من تصعيد محتمل. واعتقد أننا ان لم نكن حذرين، فسنرى هجوما يتلوه رد ثم هجوم ثم رد، ويخرج الوضع من السيطرة". وتابع:"ادعو المجلس الى أخذ خطوات عاجلة لمحاولة احتواء الأزمة. لقد سمعتم أن الحكومة اللبنانية أشارت أنها لن تتابع أي جهود ديبلوماسية أخرى من دون وقف اطلاق النار. وقد تكلمت مع وزيرة الخارجية الموجودة في المنطقة والتي تعمل بجهد كبير مع السلطات الإسرائيلية".
السفير البريطاني أمير جونز بيري قال قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن"إن الأحداث في قانا هذا الصباح غير مقبولة. فهي خسارة مأسوية للأرواح ونحن نأسف لموت المدنيين. وثانياً أن حادث قانا يعزز الحاجة الى وقف العنف ووقفه الآن، ولكن يجب القيام بذلك من خلال قرار لمجلس الأمن يتضمن وقفاً فوريا للاعتداءات ووضع أساس سياسي لحل طويل الأمد للازمة". وأضاف:"لا يوجد سبب لعدم تقديم هذا القرار بسرعة عاجلة وتبنيه بشكل عاجل، وأرجو أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن". وأكد أنه"يجب الأخذ في الاعتبار جميع الجهود التي تبذل بشمولية لحل الأزمة". وزاد:"لقد وزع نص فرنسي لكنه يحتاج طبعاً الأخذ بالاعتبار نواحٍ أخرى لا سيما ما تقوم به كوندوليزا رايس في المنطقة. لكن أمنيتنا هي أن نرى قرار لمجلس الأمن يتم تنبيه بسرعة عاجلة".
الموقف الاسرائيلي
وحملت اسرائيل"حزب الله"مسؤولية المجزرة واتهمته باطلاق مئات الصواريخ من البلدة على شمال اسرائيل، وقال سفيرها في الأمم المتحدة دان غيليرمان أنه"لولا حزب الله"لما وقعت. وتراوحت اتهامات الجيش الاسرائيلي للحزب ما بين إطلاقه صواريخ من موقع قريب من المبنى الذي دمر في قانا، وتخزينه ذخائر داخله.
وأبدى مسؤولون عسكريون اسرائيليون شكوكا حول سبب"الانفجار"في المبنى، مشيرين الى ان سبع ساعات تفصل بين الغارة الاسرائيلية على المبنى وانهياره. وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان مسؤولين في الجيش يؤكدون ان اسلحة وذخائر ل"حزب الله"كانت مخزنة في المبنى المستهدف، تسببت بانفجاره.
ونقل مسؤول اسرائيلي عن وزير الدفاع عمير بيريتس أن"حزب الله"قد يلجأ الى تكثيف هجماته على اسرائيل قبل نهاية محتملة لاعمال العنف، وقد يشمل ذلك استخدامه صواريخ بعيدة المدى.
وفي طهران، اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أن العملية العسكرية الاسرائيلية في لبنان وفي قطاع غزة"أثرت"في موقف بلاده من إقتراحات الدول الكبرى في الملف النووي الايراني.
والى تل ابيب، وصل وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما والتقى نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع عمير بيريتس الذي ابلغه بان اسرائيل ستواصل حملتها في لبنان اسبوعين آخرين"بهدف اضعاف حزب الله والى حين وصول القوات الدولية الى جنوب لبنان".
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس جاك شيراك ورئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي يعتبران أن من الضروري صدور"رد عن مجلس الأمن"بعد قصف قانا. واعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في مقابلة صحافية تنشر اليوم انه سيزور بيروت غدا لاجراء محادثات مع الحكومة اللبنانية.
وحضت الولايات المتحدة إسرائيل على ضبط النفس، وقدمت تعازيها في الضحايا، لكنها جددت في الوقت ذاته دعمها للدولة العبرية من دون الدعوة الى وقف للنار. وقال الناطق باسم البيت الأبيض بلين ريثماير إن"الولايات المتحدة تواصل الطلب من اسرائيل التحلي بضبط النفس"، مضيفاً ان موقف واشنطن لم يتغير و"من حقها الدولة العبرية الدفاع عن نفسها".
وتعود وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى واشنطن اليوم الاثنين بعد زيارتها القدس المحتلة، بحسب مسؤول أميركي. وقال هذا المسؤول إن رايس ترغب في العودة الى الولايات المتحدة من أجل القيام باتصالات ديبلوماسية مكثفة تهدف الى صدور قرار عن الامم المتحدة يفتح الباب أمام وقف للنار. وكانت رايس التقت ليلاً قبيل مغادرتها القدس المحتلة رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، وناقشا تفاصيل شروط وقف النار وخصوصاً القوة الدولية المقترحة، لكنهما لم يأتيا على ذكر مزارع شبعا التي ترفض اسرائيل الانسحاب منها، بحسب مسؤول تحدثت اليه وكالة"أسوشيتد برس".
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قصف قانا حدثاً"مفجعاً"، لافتاً الى أنه"يبين أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر". وأضاف أن"الوضع مفجع جداً، لكن علينا أن نتأكد من أن محادثاتنا ومفاوضاتنا ستقود الى وقف فعلي للمعارك لنتمكن من وضع حد لها".
تحرك مصري
وفي دمشق، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي نقل إليه رسالة من الرئيس حسني مبارك"تناولت الاتصالات الجارية للوصول إلى وقف لإطلاق النار في لبنان"، بحسب ناطق رئاسي سوري. غير أن مصادر ديبلوماسية رفيعة أبلغت"الحياة"في القاهرة إن الزيارة كانت تهدف إلى"إعادة إحياء القنوات الديبلوماسية التي كانت توقفت في ضوء التطورات الأخيرة". وحمّل الأسد الوزير المصري رسالة شفهية إلى مبارك"تتضمن رؤية بلاده للأزمة الحالية في لبنان".
وفور عودته إلى القاهرة، استدعى أبو الغيط السفيرين الإسرائيلي شالوم كوهين والأميركي فرانسيس ريتشاردوني المعتمدين لدى القاهرة، لإبلاغهما"الغضب المصري الشديد والإدانة الكاملة لعملية القصف الإسرائيلي للمدنيين في لبنان". وحمّل تل أبيب"المسؤولية الكاملة عما حدث في قانا"، مؤكداً"ضرورة الوقف الفوري للنار". وبعثت الخارجية المصرية رسائل إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الامن، لحضهم على التعجيل بإصدار قرار دولي لوقف إطلاق النار.
وفي الكويت، قررت الحكومة إيداع نصف بليون دولار في مصرف لبنان المركزي، إضافة إلى 300 مليون دولار كانت أعلنت تخصيصها لإعادة إعمار لبنان.
"الحرس الثوري"
وفي طهران، دعا رئيس الحرس الثوري الايراني الجنرال يحيى رحيم صفوي امس رجاله الى الاستعداد"لمحاربة"اسرائيل والولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية.
ونقلت الوكالة عن صفوي قوله ان"الحرس الثوري والباسيج الميليشيا الاسلامية الاقوياء يجب ان يستعدوا للرد على اسرائيل والولايات المتحدة". واضاف"سيقول لكم المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي متى يحين الوقت لذلك". وتابع"علينا ان نحافظ على جذوة الحقد حية في قلوبنا تجاه اعداء الاسلام الى ان يحين زمن الثأر".
وقال صفوي تعليقا على مجزرة قانا"آمل في ان يتمكن شعبنا يوما من الانتقام لدماء الابرياء الذين سقطوا في فلسطين والعراق ولبنان وافغانستان".
واعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أن العملية العسكرية الاسرائيلية في لبنان وفي قطاع غزة"أثرت"في موقف بلاده من إقتراحات الدول الكبرى في الملف النووي الايراني.