سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منسق السياسة الاوربية التقى بري وصلوخ واكد استمرار الدعم للبنان . السنيورة يحذر من أخذ لبنان إلى حافة الهاوية وسولانا يشيد ب"طريقة ادارته الاوقات الصعبة"
اجرى المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، امس في بيروت، يوماً طويلاً من المحادثات مع المسؤولين اللبنانيين، انهاه بجولة في الضاحية الجنوبية وسط حراسة امنية مشددة. وشملت لقاءات المسؤول الاوروبي رئيسي مجلس النواب والوزراء نبيه بري وفؤاد السنيورة، ووزير الخارجية فوزي صلوخ، ودارت حول الوضع في لبنان، ومدى تطبيق القرار 1701، والخروق الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، بالاضافة الى التحضير لمؤتمر باريس 3 لدعم الاقتصاد اللبناني. وكرر سولانا القول إن محادثاته كانت جيدة جداً. في السرايا التقى سولانا في السرايا الكبيرة بعد الظهر الرئيس السنيورة، في حضور الوزير صلوخ. وحضر عن الجانب الأوروبي المبعوث الخاص الأوروبي لعملية السلام في المنطقة مارك أوتي، وسفير الاتحاد الأوروبي في لبنان باتريك لوران وسفير المانيا ماريوس هاس الذي تتولى بلاده نيابة عن فنلندا رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، وعدد من مساعدي سولانا. وكان سبق المحادثات الموسعة اجتماع ثنائي بين الرئيس السنيورة وسولانا دام حوالى نصف ساعة. وأقام الرئيس السنيورة مأدبة غداء على شرف سولانا والوفد المرافق. وعقد السنيورة وسولانا مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله الرئيس السنيورة بالترحيب بپ"صديقي"، واوضح ان اللقاء كان جيداً، وانه تناول تطبيق القرار 1701، واستمرار الانتهاكات الاسرائيلية الجوية للأجواء اللبنانية، ومسألة مزارع شبعا، وما يحصل في اسرائيل، والأوضاع في العراق، والتحضيرات لمؤتمر باريس 3، ومسائل تتعلق بالمخيمات الفلسطينية في لبنان، وعملية السلام في المنطقة. واكد السنيورة ان سولانا نقل وعد الاتحاد الأوروبي"بالاستمرار في دعم لبنان للحفاظ على استقلاله وسيادته". وذكر بمطالب لبنان من ضرورة وقف الخروق، وصولاً الى تحرير الأسرى، مروراً بمزارع شبعا،"مع الاعتراف بأن هناك جنديين إسرائيليين لا يزالان معتقلين حتى الآن"، مشيراً الى ان المحادثات تطرقت إلى"جهود الحكومة للحفاظ على الوحدة بين اللبنانيين وفي معالجة نتائج العدوان الإسرائيلي الأخير ولا سيما مشاكل الدمار وكيف تعالج الحكومة هذه القضايا". وكرر القول انه سمع من سولانا تأكيداً للاستمرار في دعم لبنان. وشكر سولانا السنيورة، مشيراً الى الاوقات الصعبة التي مر بها لبنان، وقال:"بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن الطريقة التي عالج بها الرئيس السنيورة هذه الأوقات الصعبة هي مثال، وسيكون لديك دعم الاتحاد الأوروبي في الأوقات اللاحقة أيضاً. الوضع لن يكون سهلا، عليكم إعادة بناء البلاد وستكونون ليس فقط بحاجة إلى دعم شعبكم بل الى الدعم المالي والمادي والحسي من الأسرة الدولية وسيكون الاتحاد الأوروبي معكم، يمكنكم أن تتأكدوا من هذا الأمر، وهو معكم من خلال تطبيق القرار 1701 والقوات الأوروبية هنا وتعمل عن كسب وبطريقة بناءة مع الجيش اللبناني، وهذا سيكون له منفعة لكم ولقواتكم". واكد انه اثار مع المسؤولين الاسرائيليين مسألة الخروق، طالباً"بجدية"وقفها. وقال سولانا رداً على سؤال إن بللغريني ابلغه ان"ربما لن يحتاج إلى مزيد من القوات"للعمل ضمن"يونيفيل"، مشيراً الى"العلاقة الجيدة بين القوات الدولية والجيش اللبناني". واضاف:"الأمور الأخرى التي يجب تطبيقها هي ما يتعلق بمزارع شبعا ونحن ننتظر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في هذا الخصوص. مبادرة بري ورداً على سؤال حول مبادرة بري، قال السنيورة:"سأشارك في المشاورات ونود حقاً أن نسمع كل الأمور التي سيتم طرحها، ولا داع للعجلة في توقع الاستنتاجات. وسئل سولانا: هل ترون الوضع جنوبلبنان هشاً؟ أجاب:"لقد تحدثت هذا الصباح مع قائد قوات الطوارئ الجنرال بللغريني وقال لي إن الوضع في الجنوب جيد وإن ليست هناك أي مسائل تدعو للقلق، لقد حصلت بعض الأحداث الصغيرة ولكن بشكل عام الوضع إيجابي وبناء. هذه المعلومات الوحيدة التي أملكها ونأمل أن يستمر الوضع على هذا النحو ويتطور إيجابياً للوصول إلى تطبيق كامل لهذا القرار. وكما تعلمون فإن القرار لا يعطي"يونيفيل"مسؤولية نزع سلاح أي جهة". وسئل الرئيس السنيورة: هل بحثتم مع سولانا موضوع استمرار تواجد السلاح في جنوبلبنان وما تردد عن مواجهة حصلت بين القوات الدولية وعناصر من"حزب الله"؟ أجاب:"لم نتبلغ عن أي مواجهة مع"حزب الله"... والتعليمات تؤكد أنه ليس هناك من مكان محظور على الجيش اللبناني في أي منطقة من جنوب الليطاني وعليه أن يصادر أي سلاح أو يمنع أي وجود مسلح بأي شكل من الأشكال في هذه المنطقة، هذه هي التعليمات المعطاة للجيش اللبناني من قبل مجلس الوزراء وبالتالي فإن العلاقات بين القوات الدولية والجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية هي على أحسن ما يرام وهناك تعاون مستمر بينهم في هذا الخصوص". وسئل السنيورة وسولانا: ألا تعتقدون أن المشاركة في المشاورات التي دعا اليها بري وبحث مسألة حكومة الوحدة الوطنية هو تنازل من قبل الحكومة التي تملك الدعم الدولي والأوروبي؟ أجاب الرئيس السنيورة:"لا أجد أي تنازل أبداً. كما أن علينا أن نتصل ببعضنا البعض وننظر في كل اقتراح بهذا الخصوص طبقاً لمنافع الشعب اللبناني ومستقبل البلاد. نحن نؤمن أن حكومة الاتحاد الوطني هي أمر يجب أن نعمل للوصول إليه ولكن يجب أن نتوافق على الأمور التي نتحدث عنها عندما نذكر حكومة اتحاد وطني وما هي المسائل التي توافقنا عليها. هنالك مسائل عديدة يجب مناقشتها قبل أن نوافق على حكومة اتحاد وطني. في كل الأحوال إن الحكومة الحالية تمثل معظم الأقطاب السياسية في البلاد. ثانياً إنني أعتقد أن على رغم ما يفكر به بعض الأشخاص وما لا يودون الاعتراف به فإنني أحترم رأيهم ولكنني لا أرى أنهم على حق وهذه الحكومة قد أظهرت وبرهنت مستوى عالياً خصوصاً منذ 12 تموز..." وقال سولانا:"أنا لا أود أن أتدخل في مسائل بين الأطراف السياسية في بلادكم ولكن أود أن أقول اننا نعمل مع حكومتكم ونعمل مع من نشعر بالارتياح له وبالعمل بطريقة بناءة ومؤتمر باريس3 ليس فقط لحكومتكم بل هو تحد لنا سوياً ونود أن نقوم بهذا العمل مع الأشخاص الذين نعرفهم ونعتقد أنهم قاموا بعمل جيد حتى الآن وبكرامة". خط احمر وسئل السنيورة : هل أنت متخوف من أي تحركات في الشارع؟ أجاب:"هناك أمران علينا أن نعتبرهما خطاً احمر حقيقياً أولهما الحفاظ على الأمن والاستقرار ومصالح الوطن والاقتصاد واللبنانيين والوحدة بين اللبنانيين. والأمر الثاني الدفاع عن حق كل لبناني بالتعبير عن رأيه، شرط أن لا يؤدي ذلك إلى الإخلال بالأمن أو بمصلحة الناس أو بالاستقرار". وهل تطمئن اللبنانيين بان الأيام المقبلة ستكون هادئة؟ أجاب السنيورة:"هذا الاطمئنان نقوم به جميعاً وليس من خلال فرد واحد، هذا الاطمئنان أن أقول بان اللبنانيين ليس أمامهم من خيار على الإطلاق سوى الجلوس مع بعضهم والتوافق في ما يهم مصالحهم، وأي عمل يؤدي إلى الإخلال بهذا الأمر ليس من صالح احد، يجب أن ندرك جميعاً أننا مبحرون في زورق واحد، وان أي احد يقوم بخرق هذا الزورق لا يضر الآخرين بل يضر نفسه". وعما اذا كان قلقاً، قال السنيورة :"لا استعمل كلمة قلق أو أمل أو يأس، أنا استعمل كلمة تصميم ونحن مصممون وليس هناك من خيار لدينا إلا أن نصمم على معالجة مشاكلنا... اخذ الأمور إلى نقطة حافة الهاوية وما بعدها ليس من مصلحة احد على الإطلاق ولا أي لبناني، ومصلحة اللبنانيين هي في العودة إلى المنطق والعقل والحوار والانفتاح والى معالجة الأمور بحيث لا نصل إلى حالة من اللاقرار فالوصول إلى حالة اللاقرار أو الفراغ ترتب نتائج سلبية على الجميع وأنا واثق في النهاية أن الجميع سيدرك أن الطريق معروفة، وعلينا أن نصبر للوصول إلى نتائج، البلد بحاجة إلى أكثر من عشرة أيام وهي بحاجة لجهد وصبر". عند بري وكان سولانا التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة يرافقه السفير الاوروبي باتريك رينو. واستمر اللقاء اكثر من ساعة، ووصفه سولانا بالجيد جداً، كما وصف بري بالصديق"الذي أعرفه منذ أعوام عديدة"، مشيراً الى ان البحث تناول مبادرته التشاورية، مؤكداً ان الاتحاد الاوروبي"سيبقى مهتماً بعملية بناء مستقبل لبنان". أضاف:"نعتقد ان القرار 1701 ينفذ على الرغم من بعض الصعوبات... وفي شكل عام نحن راضون على ما حصل حتى الآن"، مؤكداً متابعة الاتحاد الاوروبي"ليس بالنسبة إلى عمل يونيفيل على الارض، بل ايضا في التحضير لمؤتمر باريس - 3 الذي سيعقد في كانون الثاني يناير المقبل وهو مهم جدا للبنان". صلوخ وعقد سولانا والوفد المرافق جولة محادثات مع وزير الخارجية فوزي صلوخ، في مقر الوزارة، على مدى ساعة، وعرض معه تطورات الوضع في المنطقة وسير عمل قوة"يونيفيل"وقضايا اخرى ذات طابع داخلي واقليمي. اثر الاجتماع، عقد صلوخ وسولانا مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله صلوخ ببيان خطي رحب ب"الصديق"سولانا. من جهته، قال سولانا ان الاجتماع كان جيداً جداً. زيارة لحود... وسئل سولانا: لماذا لم تزر رئيس الجمهورية وزرت البطريرك صفير؟ اجاب:"لقد اجتمعت الى البطريرك صفير الذي يتمتع بشخصية محترمة في اعتقادي...لا أريد ان أزور لبنان واجتمع فقط الى رجال السياسة. أود ان ألتقي الناس، قادة المجتمع وخصصت يوم أمس الأول لذلك".