يعاني أهالي الرمادي من الانتشار الكثيف للقوات الاميركية داخل مدينتهم ومن تجاوزاتها التي يقول السكان انها تخطت كل الحدود، في ظل حصار خانق منذ اشهر. ويؤكد اركان البياتي من منطقة الحوز، جنوب غرب المدينة، ان منطقته"باتت غير صالحة للسكن بعدما استولت القوات الاميركية على 13 منزلاً فيها وأجلت سكانها حتى دون ان يتمكنوا من أخذ أثاثهم، اما نحن الذين تقع منازلنا قرب المنازل المستولى عليها فقد اضطررنا الى الرحيل لانه صار صعبا علينا الخروج من بيوتنا الا ونحن نحمل الرايات البيضاء بعدما قتل القناصة الاميركيون عدداً من الأهالي". وكانت القوات الاميركية احتلت فور دخولها الرمادي دائرة الاستخبارات واستولت لاحقاً على دائرة الاقامة كما تمركز قناصة فوق سطوح بعض المباني التي تطل على الشارع الرئيسي ويحظر المرور قربها. اما حي المعلمين الذي يضم مبنيي المحافظة ومديرية التربية فتحول الى معسكر اميركي كبير، اذ اغلقت القوات الاميركية الشارع العام واحتلت عددا من المنازل ومدرستين، ليصبح الحي مطوقاً بالمواقع الاميركية. كما أن المنطقة الواقعة بين تقاطع الزيوت وجامع الدولة الكبير في المدينة، والتي اصبحت محظورة على السيارات وحتى على المشاة، فقد اصيبت الحياة فيها بالشلل بعدما كانت مركزا للتسوق. ولم تسلم البدائل التي لجأ اليها السكان من الخناق الاميركي، فحي العزيزية الذي يقع تحت مرمى القناصة الاميركيين المستقرين على سطح مبنى المحافظة، بات ميداناً للتدريب على الاهداف الحية، على حد قول منتصر الدليمي، احد وجهاء المدينة. أما المداخل الشرقية، اي طريق الرمادي - الخالدية، فاغلقت تماماً واقامت القوات الاميركية نقاطاً في مساجد ومخازن مقابل الحي الصناعي وقربه، فضلاً عن مجموعة كبيرة من النقاط الى الشرق بحيث لم يتبق اي منفذ من هذه الجهة سوى سدة الصوفية. الا ان جسر الصوفية عزل هو الآخر عن المدينة بمواقع تفتيش يصعب النفاذ منها. ويقول أهالي منطقة الشارع عشرين ان اكثر من نصف السكان غادروها بسبب كثافة الوجود الاميركي واستهتار الجنود بحياة الناس وراحتهم. ويقول ناطق طه مسؤول"لجنة حقوق الانسان"في المدينة ان"الوضع الانساني في الرمادي بات متردياً للغاية والانتهاكات الاميركية بلغت حدوداً غير مسبوقة، فلا يوجد في القانون ما يبيح لاي سبب كان تجريد شخص من المأوى واستباحة مسكنه وطرده الى الشارع، وهو أمر بات شائعاً عندنا. كما ان الانتقام من المدنيين صار شائعاً ايضا، وكذلك انتهاك حرمة دور العبادة حيث استولت القوات الاميركية على عدد من المساجد وحولتها الى ثكنات لقواتها. واحتلت ايضا العديد من الدوائر الحكومية والمدارس والكليات، وتنتشر داخل الحرم الجامعي وتقوم بمضايقة الطلبة عبر اغلاق الابواب الرئيسة وترك باب واحد يخضع عنده الطلاب الى تفتيش دقيق". واضاف ان"حقوق اهل الرمادي تنتهك يوميا، ويبدو ان هناك خطة اميركية لخنق المدينة واركاع اهلها واجبارهم على الرحيل".