مازالت قوافل العائلات النازحة تغادر الرمادي 110 كلم غرب بغداد، وشهد الأسبوع الماضي أعلى نسبة نزوح من المدينة 200 عائلة بحسب تقديرات محلية وتتفاوت النسبة من حي إلى آخر. وفي أحياء الملعب وشارع عشرين وحي الإسكان ودور السكك دمرت سبع آليات أميركية الأسبوع الماضي ولا تزال بقاياها متناثرة. وتعرضت منازل متفرقة في حي العزيزية لقصف جوي اميركي أسفر عن مقتل عائلة من تسعة أفراد، ويعتبر هذا الحي الأكثر تعرضاً لرصاص القناصة الاميركيين وردهم العشوائي على الهجمات التي يتعرضون لها، لوقوعه أمام مقرهم الرئيسي. وقال عبدالرحمن مصطفى، أحد سكان العزيزية الذي يعتزم المغادرة وعائلته إلى مدينة راوة غرب الرمادي، إن"الكثير من أهالي العزيزية يغادرون بيوتهم بسبب التهديدات الأميركية باجتياح الرمادي، وحملة الاعتقالات المنظمة". واضاف ان"أهل الحي عرضة على الدوام لانتقام القوات الاميركية التي يستهدفها مسلحون"، وأكد أنه"على رغم فتح منافذ الرمادي، خصوصاً جسري التأميم والجزيرة الاسبوع الماضي، إلا أن حمى النزوح لا تزال مستمرة بوتيرة متصاعدة مع اقتراب انتهاء امتحانات الطلاب". ويلاحظ الداخل إلى الرمادي مظاهر تشير الى هجوم عسكري وشيك، فالحشود الأميركية وقوات الحرس الوطني داخل المدينة وحولها، والهجمات شبه يومية، خصوصاً القصف بقذائف الهاون وقد اعتاد أهل الرمادي على ذلك، والشيء الوحيد الذي استجد هو حملات الاعتقال. يقول عادل عبدالحميد، أحد سكان حي التأميم غرب الذي تحول خلال الأسبوعين الماضيين إلى ملجأ موقت للعائلات النازحة لهدوئه ولوقوعه على الضفة اليمنى لنهر الفرات واتصاله بأراضٍ مفتوحة واسعة تسهل نصب الخيم والحصول على الماء، إنه"خلال الأيام الثلاثة الأخيرة صار الحي غير آمن بعدما أنذرت القوات الأميركية سكان المنازل المطلة على جسر التأميم بالرحيل، الأمر الذي اعتبره الأهالي بادرة شر تنذر بأن هناك هجوماً وشيكاً، كما أن القوات الاميركية تشن حملات دهم ليلية وتعتقل العشرات، ففي الرملية وحدها اعتقلت ما يزيد على عشرين شخصاً". ويضيف ان هذه المظاهر جعلت الأهالي يخشون أن تكون هذه المقدمات كالتي حصلت في الفلوجة، خلال الأيام التي سبقت اقتحامها، ما جعلهم يرحلون خشية أن يكون مصيرهم كمصير أهالي الفلوجة الذين لم يستطيعوا الخروج بعدما اغلقت المنافذ عليهم، فصاروا عرضة للقصف الجوي والمدفعي والصاروخي. من جانبه يؤكد الدكتور حمدي صالح، عميد كلية القانون في جامعة الأنبار وهو من سكان حي التأميم، أن القوات الاميركية حشدت جنودها في أنحاء الرمادي، ولا تحتاج إلى شن هجوم للسيطرة عليه، كما ان المسلحين ليس لديهم مكان ثابت ولا معقل واضح ليتركز عليه هذا الهجوم كما حصل في الفلوجة، ولذلك فلا مبرر لموجة النزوح. ويشير الى ان الاجراءات الأمنية في الرمادي لن تعدو ان تكون عمليات دهم واعتقال واسعة قد تطاول الكثير من الأبرياء، فهذا يحصل بشكل يومي في شتى أنحاء العراق ولا يستدعي أن يهجر المدينة سكانها. وكانت الحكومة العراقية أعلنت مع بدء الخطة الأمنية في بغداد عزمها على تطهير مدن الرمادي وديالى وبابل وسط أنباء متضاربة عن احتمال شن هجوم واسع.