قال رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي ان حكومة ابراهيم الجعفري"قادت العراق الى كارثة"، وأكد في حديث الى"الحياة"راجع ص3 انه تعرض لتهديدات لأنه ضد اعتماد الطائفية في الحياة السياسية، ودعته"قوى سياسية الى تغيير موقفه قائلة له: كن طائفياً أو ارحل". ويعيش العراق الجو الطائفي سياسياً وميدانياً، فقد تحولت الاشتباكات في الأعظمية الى قتال شوارع، وظهر القناصة على أسطح المنازل. في غضون ذلك تعرض الجيش الاميركي في الرمادي لسلسلة هجمات منسقة في مواقع عدة. ولم يرسل المواطنون أطفالهم الى المدارس وبدت شوارع المدينة خالية تماماً. وقال علاوي ل"الحياة"، انه تلقى تهديدات من قوى سياسية طالبته بالانسحاب من العملية السياسية، لافتاً الى أن زعماء سياسيين يبعثون اليه رسائل شفهية مفادها"كن طائفياً او ارحل". واتهم حكومة الجعفري بقيادة"العراق الى كارثة"، مشيراً الى أن"الولاء الوطني لدى القوى الأمنية تراجع الى حد بعيد لمصلحة الولاء لفئة سياسية داخل الطائفة وليس الطائفة بمعناها العمومي". وأوضح علاوي أن"الكادر الذي تسلم الوزارات الأمنية، سارع الى اقصاء خيرة الضباط والمختصين"في الشؤون الأمنية، لافتاً الى سماح وزارة الداخلية ب"تولي اشخاص بلا خبرة مسؤوليات أمنية حساسة. فيما طُرد المهنيون"، وتساءل:"هل يعقل أن تُمنح رتبة لواء في الشرطة الى شيخ معمم لمجرد انه شيخ"! من جهة أخرى، اندلعت مواجهات عنيفة مجدداً أمس، بين مسلحين من شباب الأعظمية والجيش العراقي، أخذت منحى شعبياً بعدما جال مقاتلون على المنازل لتجنيد الشباب لحماية المنطقة مما اعتقدوا بأنه"فرق موت"شيعية ترتدي عناصرها زي قوات الداخلية. وأغلقت محلات الأعظمية أبوابها ولزم سكانها منازلهم، في حين منع جنود عراقيون الصحافيين من دخول المنطقة. وأكد بعضهم أن المسلحين الذين وصفوهم بأنهم شباب، جالوا على منازل المنطقة مطالبين عائلاتها بتقديم أفرادها الذكور للدفاع عنها. وسارع سياسيون سنة الى اتهام الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية باستغلال الفراغ الحالي في السلطة لتصعيد عمليات"التطهير العرقي"في المناطق السنية. وقال النائب عدنان الدليمي في بيان إن حملة تهديد واستفزاز تجري في مناطق الأعظمية وأبو غريب والدورة في بغداد، لافتاً الى أنها تشكل"دليلاً على التعاون البشع بين أجهزة الأمن الحكومية والميليشيات الدموية ضد المواطنين". وطالبت"الجبهة العراقية للحوار الوطني"بزعامة النائب صالح المطلك بأن يوقف المسؤولون"عمليات الدهم والخطف والسرقة في الأعظمية". جاء ذلك في حين كشفت مصادر عسكرية عراقية ل"الحياة"أن وجهاء هذه المنطقة اتفقوا مع قوات الحرس الوطني على"هدنة". وقال قائد قوات الحرس الوطني في الرصافة اللواء جواد الرومي إن قواته اتفقت مع أهالي الأعظمية شيوخ العشائر ورجال الدين على هدنة تقضي بوقف النار والتهدئة، متهماً"عناصر إرهابية"بتأجيج العنف عبر ارتداء زي الشرطة وشن هجمات على البيوت والمساجد.