استولت القوات الأميركية على أحياء كاملة في الفلوجة، خصوصاً في النزيزة السوق القديمة، ومنازل في أنحاء متفرقة، منها منزل صالح تركي الذي يعيل أسرة من 12 فرداً وقد حاول من دون جدوى استعادة منزله. وفي الكرمة استولت القوات الأميركية على عدد من المنازل من بينها منزل السيد صالح خلف 65 عاماً الذي يسكن احدى المناطق الزراعية في محيط الكرمة ويعيل عائلة تتألف من 10 أفراد، بعدم أخرجتهم وألقت بملابسهم وحاجاتهم خارج المنزل ونشرتت القناصة على سطحه فلم يجد بداً من اللجوء إلى منزل شقيقه الذي يبعد مئة متر عن منزله حيث"ينظر إلى منزله كل يوم دون أن يستطيع الدخول إليه أو حتى المرور قربه". وتتكرر هذه الحالة بشكل واسع في معظم مدن الأنبار حيث يتخذ الجنود الأميركيون منازل المواطنين مواقع لهم كما حدث في الخالدية ومنطقة البوفهد المجاورة لها، كما حدث لمنزل صبري عبيد في الصقلاوية الذي استولى عليه الأميركيون عشرين يوماً خلال أزمة الفلوجة، وليس له ذنب سوى قرب منزله من الطريق السريع. ولا يقتصر الأمر على اخراج المواطنين من منازلهمبل هناك ظاهرة الاستيلاء على المنازل التي لا تزال هياكل غير مكتملة، وهذه يطول الاستيلاء عليها وهي ظاهرة لا تكاد تخلو منها مدينة من مدن محافظة الأنبار. أما مخلد محمد، الذي يعيل أسرة مكونة من والدته وثلاثة أخوة فانه فقد منزله الواقع في الحي السكني منذ معركة الفلوجة بعدما أصبح هذا الحي أحد القواعد الرئيسية للقوات الأميركية وتتكرر القصة بصيغ مختلفة في مناطق أخرى من مدن وقصبات المحافظة.