تشهد الرمادي منذ أكثر من اسبوع حشوداً للقوات الاميركية والعراقية، استعداداً لعملية عسكرية واسعة. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد خطة لهجوم وشيك"لإنهاء وجود المسلحين"في المدينة التي باتت الجماعات المتشددة تسيطر عليها وتفرض فيها رقابة صارمة على حياة الناس الذين بدأوا بالنزوح الى مناطق اكثر أمناً. وقال هشام العلواني، من حي الملعب وسط الرمادي، بعدما نزح وأسرته المكونة من ام وأخوين وزوجة وثلاث شقيقات الى منزل اعمامه في منطقة البوعلوان غرب الفلوجة ان القوات الاميركية"ضيقت على مدينة الرمادي بشكل بتنا نتوقع الهجوم في أي لحظة، إذ اغلقت جسر الورار الذي يربط الرمادي بمنطقة الجزيرة الى الشمال عبر نهر الفرات، كما أغلقت منذ اسابيع جسر الصديقية في الخالدية الذي يعني عزل الرمادي والخالدية والحبانية من جهتي الشرق والشمال. ولم يبق من متنفس سوى جسر التأميم الى الغرب ويربط بين حي التأميم الذي يقع على الضفة الأخرى من الفرات، ويعتبر من اكبر الأحياء وأحدثها نشوءاً وبقية احياء المدينة". وأضاف العلواني ان"عدداً من احياء الرمادي باتت خالية من سكانها خصوصاً بعدما وضعت القوات الاميركية نقاطاً للتفتيش لتطوق احياء الملعب وسط المدينة والصوفية الى الشرق وحييي الاسكان ودور السكك". وقال نازحون آخرون ان"الجزء الواقع الى يسار نهر الفرات من المدينة والذي يضم معظم أحيائها غادره الكثير من سكانه الذين تفرقوا على المدن والقرى المحيطة وغادر الكثير من السكان الى حي التأميم على الضفة الاخرى للفرات". وقال إبراهيم ناجي، الجنرال السابق في الجيش العراقي ان"الضفة اليسرى للرمادي هي الاكثر عرضة للحصار حيث تضم الجزء المركزي من المدينة والذي يشمل معظم احيائها، كما أنها محصورة بين الفرات وبداية الهضبة الغربية التي تضم تلالاً مرتفعة تسيطر القوات الاميركية عليها، وبالتالي فإن بإمكانها السيطرة على عمليات التسلل، وهذا الجزء من الرمادي هو الذي اغلقته القوات الاميركية بشكل تام". وتوقع أن تتركز المعارك في حي التأميم"كونه الوحيد الذي ما زال مفتوحاً على خارج الرمادي".