لم يذرف المعلقون الإسرائيليون في الشؤون العسكرية الدموع على أطفال قانا، بل ندبوا حظ إسرائيل"التي تورطت في ما كنا نخشى من أن يؤدي الى وقف الحرب"، وتحدثوا بلغة الربح والخسارة معتبرين ان المجزرة تقصّر عمر الحرب. وكتب المعلق في صحيفة"معاريف"عمر ريابورت"صحيح أنها المجزرة لن توقف الحرب فوراً، لكنها تحدد موعداً لانتهائها"، فيما رأى آخرون أن الأيام المتبقية على انتهاء الحرب لن تمكن إسرائيل من تحقيق"انجازات عسكرية ملموسة". وكتب عاموس هارئيل وآفي سخاروف في"هآرتس"أن قصف قانا"كان بمثابة نقطة تحول في تعاطي العالم مع الحرب، وأن محاولات الجيش التنصل من مسؤوليته لم تكن مقنعة". وختما بالاشارة الى تحذير أحد العسكريين الكبار من أن وقف الحرب - في أعقاب المجزرة - يضع إسرائيل أمام أزمة مماثلة في المستقبل"لكن هذه المرة سيكون حزب الله مدعوماً من إيران نووية". وبرأي المعلق العسكري في"هآرتس"زئيف شيف فإن المجزرة ستزيد الكراهية لإسرائيل والرغبة في الانتقام منها، داعياً الى التحقيق مع سلاح الطيران بشكل جدي في ما حصل في قانا وبلدة الخيام، حيث قتل أربعة مراقبين دوليين. وكتب شيف أن وقف قصف بيروت تم بناء ل"نصيحة"الرئيس الاميركي جورج بوش. وعلى رغم تصريحات أركان الحكومة الاسرائيلية بأن الحرب على لبنان ستتواصل أسبوعين اضافيين حتى تحقيق أهدافها، وموقف معظم الوزراء المعارض لوقف النار قبل تحقيق انجاز ملموس، ساد الأوساط العسكرية والإعلامية الاعتقاد بأن الحرب ستتوقف مع نهاية هذا الاسبوع وأن الجيش يقوم بعملياته في جنوبلبنان منطلقاً من أن الحرب ستنتهي مساء السبت في أبعد تقدير. ولعل ما يعزز هذا الاعتقاد تأكيد وزير الدفاع عمير بيريتس أمام الكنيست امس بأن ثمة"انقلاباً جذرياً"في خريطة اطلاق الصواريخ التي في حوزة"حزب الله"بفعل الضربات العسكرية المتواصلة على منصات الاطلاق وتحديداً منصات اطلاق الصواريخ بعيدة المدى، معتبراً ذلك"انجازاً"يمكن اقناع الاسرائيليين به لتبرير وقف الحرب. كما جاء لافتاً تصريح رئيس قسم العمليات في الجيش غادي ايزنكوت بأنه على رغم وقوع مجزرة قانا إلا أن الجيش سيواصل عملياته في جنوبلبنان حتى الخميس المقبل، وأنه سيعمل لاستكمال ضرب البنى التحتية ل"حزب الله"في الحزام الأمني الذي ستقيمه اسرائيل بعمق يتراوح بين كيلومتر واحد وكيلومترين في الجنوب. وتوقعت صحيفة"هآرتس"ان يكون قادة الجيش عرضوا على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الذي التأم في ساعة متقدمة من مساء أمس خطته لمواصلة الحرب"على أساس الافتراض بإعلان وقف النار في نهاية الاسبوع"وأن أهداف الجيش في الأيام المتبقية ستتمحور في تدمير مواقع الحزب على طول الحدود.