لفت معلقون عسكريون إسرائيليون إلى تصعيد في اللهجة الإسرائيلية ضد إيران و «حزب الله» في الأيام الأخيرة بدأه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بإعلانه عدم رضا إسرائيل عن اتفاق وقف النار في جنوب سورية وتصريحه بأنه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نقل رسالة تحذير إلى الحكومة اللبنانية عن نشاط «حزب الله» المتزايد على الحدود مع إسرائيل. وأعقب ذلك نشر الجيش الإسرائيلي شريط فيديو عن هذا النشاط واتهام الجيش اللبناني بتقديم المساعدة ل «حزب الله» ومقاتليه في جنوبلبنان، وختم لهجة التصعيد تلك مستشار الأمن القومي السابق النافذ في مكتب رئيس الحكومة اللواء في الاحتياط يعقوب عميدرور بتوجيه تحذير للولايات المتحدة وروسيا وإيران بأن إسرائيل لن تتردد في تدمير أي محاولة لإقامة بنى تحتية إيرانية في سورية. وقال عميدرور في لقائه صحافيين أجانب أن إقامة قواعد إيرانية في سورية سيوفر لإيران و «حزب الله» منصات إطلاق صواريخ على إسرائيل، وأنه «ينبغي على إسرائيل أن تمنع بكل ثمن هذا الاحتمال»، مضيفاً أنه في حال لم يأخذ الأميركيون والروس وآخرون هذا الأمر في الحسبان، فإن من شأن ذلك أن «يدفع الجيش الإسرائيلي للتدخل وتدمير أي محاولة لإقامة بنية تحتية إيرانية في سورية، إذ لن نسمح لإيران و «حزب الله» أن يستغلا انتصارهما في الحرب الطويلة في سورية ليركّزا جهودهما على إسرائيل». ورأى المعلق العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل أن هذا التهديد لإيران و «حزب الله» ليس إعلاناً إسرائيلياً رسمياً، لكن في الوقت ذاته لا يمكن تجاهله حيال النفوذ الذي ما زال عميدرور يتمتع به في أروقة مكتب رئيس الحكومة. وأضاف المعلق أن إسرائيل تشكك في قدرة القوات الروسية المكلفة تطبيق وقف النار على منع تسلل قوات إيرانية نحو الحدود مع إسرائيل». في غضون ذلك، استأنفت إسرائيل تحذيراتها الديبلوماسية لما يحصل على حدودها مع لبنان، إذ نشر الجيش الإسرائيلي مساء أول من أمس شريط فيديو عن النشاط الاستخباراتي ل «حزب الله» في الجنوب واعتبره انتهاكاً للقرار الدولي الرقم 1701. وأفادت مصادر صحافية بأن نشر الشريط جاء عشية انعقاد مجلس الأمن لبحث الوضع في جنوبلبنان وتمديد فترة انتشار القوات الدولية (يونيفيل) التي اتهمها الجيش باللامبالاة أو غض الطرف عن نشاط «حزب الله». وقال قائد الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء يوئيل ستريك إن وجهة إسرائيل ليست نحو التصعيد. ووفق الشريط فإن «حزب الله»، «يخرق في شكل منهجي» القرار 1701 من خلال الإبقاء على وجوده العسكري في المنطقة والانتشار الخفي في عشرات القرى الشيعية جنوب نهر الليطاني. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله» يتستر وراء منظمة «أخضر بلا حدود»، التي تنشط كأنها تعنى بتقدم الزراعة والبيئة وتوسيع المناطق الخضراء في لبنان، «لكن أفراداً في الحزب متنكرين كناشطين للمنظمة يستخدمون مواقع المراقبة التابعة للمنظمة ويقومون بجمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل. وكتب هارئيل أن إسرائيل أرادت من هذا الشريط تهيئة الأرضية الدولية في حال حصل تصعيد عسكري جديد بينها وبين «حزب الله». وأضاف أن احتجاج نتانياهو كان أساساً على التنسيق الأميركي- الروسي ونية الولاياتالمتحدة تقليص عديد قواتها في سورية بعد دحر تنظيم «داعش»، و «التسليم بتعزيز نفوذ إيران في سورية». وختم أن الانتقادات الإسرائيلية للاتفاق تبغي ممارسة ضغط على واشنطن لتحسين بنود في اتفاق وقف النار لمصلحة إسرائيل.