كان من الممكن ان تكون مباراة المانياوالبرتغال المقررة اليوم في شتوتغارت لتحديد المركزين الثالث والرابع قمة على اللقب غداً في برلين، لكنهما خرجا من الدور نصف النهائي أمام ايطالياوفرنسا على التوالي. ولن يكون المركز الثالث طموحاً بحد ذاته بالنسبة الى المنتخبين الألماني والبرتغالي، لكن المباراة تمثل فرصة لتأكيد المشوار الناجح لكل منهما في البطولة، إذ كان الأول قريباً من الانفراد بالرقم القياسي لخوض المباريات النهائية 8 مرات، والثاني على وشك بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه. وخسرت ألمانيا أمام ايطاليا في دورتموند بطريقة دراماتيكية، بعد تلقيها هدفين في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني وتحديداً في الدقيقتين 119 و120، عبر فابيو غروسو واليساندرو دل بييرو، في حين خسرت البرتغال في ميونيخ بهدف من ركلة جزاء، احتسبت لمصلحة تييري هنري وترجمها زين الدين زيدان الى هدف الفوز. وقد يعتبر البرتغاليون أن وصولهم الى نصف النهائي انجاز بحد ذاته، لكن الأمر ليس مشابهاً لأصحاب الأرض الذين أملوا في إحراز اللقب بين جماهيرهم، التي خرجت حزينة عقب الخسارة أمام ايطاليا، ولن يعوض المركز الثالث بالتالي تبخر آمالهم بإحراز منتخبهم اللقب للمرة الرابعة في تاريخه. يذكر أن ألمانيا خسرت نهائي النسخة الماضية عام 2002 أمام البرازيل صفر-2 في المباراة النهائية في مدينة يوكوهاما اليابانية. وكان مشوار المنتخبين الألماني والبرتغالي واعداً، إذ حقق كل منهما ثلاثة انتصارات في الدور الأول، ففاز أصحاب الأرض على كوستاريكا 4-2 وبولندا 1-صفر والإكوادور 3- صفر، والبرتغاليون على انغولا 1- صفر وإيران 2- صفر والمكسيك 2-1. وفي الدور الثاني، فازت ألمانيا على السويد 2- صفر، ثم تخطت الأرجنتين في ربع النهائي بعد تفوقها عليها بركلات الترجيح 4-2 اثر تعادلهما سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي، قبل ان تسقط أمام ايطاليا صفر-2 في الوقت الإضافي في نصف النهائي. أما البرتغال، فأقصت هولندا في الدور الثاني 1- صفر في مباراة مشهودة، شهدت رقماً قياسياً من البطاقات 16 صفراء و4 حمراء، وأخرجت انكلترا في ربع النهائي بفوزها عليها بركلات الترجيح 3 - 1 بعد تعادلهما سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي، ثم سقطت أمام فرنسا صفر-1 ولم تنخفض معنويات اللاعبين في المعسكرين، إذ يسعى كل منهما الى الفوز بالمباراة وإنهاء مشاركته بإحراز ميدالية المركز الثالث، خصوصاً ناحية الألمان، لأنها تقام في شتوتغارت، إذ بدأ مدرب المنتخب الألماني يورغن كلينسمان مشواره في الدوري الألماني"البوندسليغه"، كما انه ولد في منطقة قريبة من شتوتغارت أيضاً. كما تعني المباراة الكثير لقائد المنتخب البرتغالي لويس فيغو 33 عاماً لأنها ستكون الأخيرة له مع المنتخب، إذ قرر الاعتزال دولياً بشكل نهائي عقب النهائيات، واضعاً حداً لمسيرة طويلة على الصعيد الدولي، خاض خلالها 127 مباراة. وكان فيغو اعتزل دولياً عقب خسارة البرتغال أمام اليونان صفر-1 في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية الأخيرة عام 2004 في ضيافة بلاده، قبل أن يعود عن قراره قبل عام بالتحديد لمساندة المنتخب. وقال فيغو لاعب انتر ميلان الايطالي:"أريد أن انهي مسيرتي الدولية بالفوز على ألمانيا". من جهته، أعرب كلينسمان عن أمله في أن يقدم منتخبه عرضاً جيداً ضد البرتغال، لكي يهدي الجمهور الألماني الفرحة. وإذا كانت المباراة غداً الأخيرة لفيغو، فإنها قد تكون كذلك أيضاً لكلينسمان الذي ينتهي عقده عقب المونديال. وكان المسؤولون في الاتحاد الألماني طلبوا من كلينسمان 41 عاماً البقاء في منصبه لقيادة المنتخب في نهائيات كأس أمم اوروبا المقبلة في سويسرا والنمسا عام 2008، كما يحظى بدعم رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم الحالية فرانتس بكنباور، وباحترام شديد من لاعبي المنتخب، لكنه أوضح انه يحتاج الى بعض الوقت لدراسة الموضوع مع عائلته التي تعيش في الولاياتالمتحدة، قبل أن يتخذ قراره حول امكان بقائه على رأس الجهاز الفني للمنتخب. وطلب الاتحاد البرتغالي من المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، تمديد عقده ايضاً لكن الأخير لم يحدد موقفاً حتى الآن مفضلاً التركيز على المباراة غداً. وقال سكولاري عن المباراة ضد ألمانيا:"سنواجه بعض الصعوبات ضد ألمانيا، وعلينا وضع خطة واحدة وان نستعيد قوانا للفوز عليها". وعلى رغم تبخر حلم إحراز اللقب بالنسبة الى المنتخب الألماني، ستشكل المباراة فرصة مهمة لهدافه ميروسلاف كلوزه 28 عاماً لتعزيز حظوظه في الفوز بلقب الهداف، إذ يتصدر الترتيب برصيد خمسة أهداف.