جدد المنتخب اليوناني فوزه على نظيره البرتغالي عندما تغلب عليه 1-صفر أول من أمس على استاد "دا لوز" في لشبونة وأمام 62166 متفرجاً في المباراة النهائية وأحرز لقب بطولة أمم أوروبا 2004 لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه. وسجل أنغلوس خاريستياس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 57. وكانت اليونان، مفاجأة البطولة، تغلبت على البرتغال 2-1 في المباراة الافتتاحية في 12 حزيران يونيو الماضي. وباتت اليونان تاسع منتخب يحرز لقب البطولة الأوروبية بعد منتخبات الاتحاد السوفياتي سابقاً وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وتشيخوسلوفاكيا تشيخيا حالياً وفرنساوهولندا والدنمارك. وتسلم قائد اليونان ثيودوروس زاغوراكيس كأس البطولة من رئيس الاتحاد الأوروبي السويدي لينارت يوهانسون. وهي المشاركة الثانية لليونان في النهائيات الأوروبية بعد الأولى عام 1980 عندما خرجت من الدور الأول من دون أي فوز. وبات مدرب اليونان الألماني أوتو ريهاغل أول مدرب أجنبي يحرز اللقب بإشرافه على غير منتخب بلاده. وكعادته في البطولة وخصوصاً مباراتيه الأخيرتين ضد فرنسا حاملة اللقب في ربع النهائي وتشيخيا في نصف النهائي، تكتل المنتخب اليوناني في الدفاع واعتمد على الهجمات المرتدة اقتنص منها هدفاً حافظ عليه حتى النهاية وأحرز لقباً تاريخياً. وحرمت اليونان الجيل الذهبي للكرة البرتغالية بقيادة لويس فيغو وروي كوستا وفرناندو كوتو من منح اللقب للشعب البرتغالي وإنهاء مسيرتهم الدولية بإنجاز تاريخي على غرار ما حققوه مطلع التسعينيات عندما أحرزوا لقب بطولة العالم للشباب مرتين. كما حرمت اليونان مدرب البرتغال البرازيلي لويز فيليبي سكولاري من تحقيق ثنائية تاريخية كأس العالم وبطولة أمم أوروبا. وفشل المنتخب البرتغالي في أن يجعل من العام 2004 عاماً برتغالياً مئة بالمئة بعد تتويج بورتو بطلاً لمسابقة دوري أبطال أوروبا في 26 أيار مايو الماضي، وبالتالي لم ينجح في تكرار إنجاز هولندا عام 1988 أيضاً عندما توجت بطلة للقارة بفوزها على الاتحاد السوفياتي في المباراة النهائية 2-صفر بعدما خسرت أمامه صفر-1 في المباراة الأولى، ونال فريق إيندهوفن الهولندي كأس الأندية البطلة دوري أبطال أوروبا حالياً في العام ذاته. وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها المنتخبان مباراة نهائية لإحدى البطولات الكبرى حيث كانت أفضل نتيجة للبرتغال الدور نصف النهائي لبطولة أمم أوروبا عامي 1984 و2000 ونصف نهائي مونديال 1966 في إنكلترا، فيما لم تحقق اليونان أي فوز في مشاركاتها السابقة في نهائيات البطولات الدولية. وبدا جلياً منذ البداية تصميم المنتخب البرتغالي على الفوز وحاول الوصول إلى مرمى الحارس اليوناني نيكوبوليديس بيد أنه اصطدم بتكتل جيد للاعبي اليونان الذين أحسنوا الانتشار على رقعة الملعب ومارسوا ضغطاً على حامل الكرة ولم يتركوا مساحات للبرتغاليين. وتابعت البرتغال بحثها عن الهدف في الشوط الثاني وحاولت المرور عبر الجناحين أمام استحالة الاختراق من الوسط، بيد أن اليونان كانت السباقة إلى التهديف من أول ركلة ركنية لها في المباراة نفذها باسيناس وتابعها خاريستياس داخل المرمى. ونزلت البرتغال بكل ثقلها بحثاً عن التعادل وأشرك سكولاري روي كوستا مكان كوستينيا فكثرت الفرص دون أن تترجم إلى أهداف. ولم يجر سكولاري أي تعديل على التشكيلة التي تغلبت على هولندا 2-1 في الدور نصف النهائي وجدد الثقة في المهاجم باوليتا برغم عدم ظهور الأخير بمستواه وعدم تسجيله أي هدف حتى الآن. وضمت تشكيلة البرتغال 6 لاعبين فقط من التشكيلة التي خسرت أمام اليونان 1-2 في المباراة الافتتاحية. في المقابل، اضطر مدرب اليونان الألماني أوتو ريهاغل إلى إجراء تبديل اضطراري بإشراكه جانوكوبولوس مكان كاراغونيس الموقوف. ونزل أحد المشجعين إلى أرضية الملعب حاملاً شعار برشلونة الإسباني قبل أن يرمي به باتجاه لويس فيغو ويواصل الركض إلى أن رمى بنفسه داخل مرمى اليونان. وهو الفوز الثاني لليونان على البرتغال في 6 مواجهات جمعت بينهما في الأعوام العشرين الأخيرة مقابل خسارتين وتعادلين.