دشن العاهل المغربي محمد السادس بدء الأعمال ببناء خط سكة حديد يربط مدينة تاوريريت بميناء الناظور على البحر المتوسط، بطول 117 كيلومتراً وبكلفة نحو 2.4 بليون درهم مغربي 300 مليون دولار. وتخترق السكة جبال الريف الوعرة وتفك العزلة عن عشرات القرى المترامية على سفوح الجبال التي يواجه سكانها صعوبات التضاريس في التنقل شرقاً نحو الحدود الجزائرية أو شمالا نحو البحر المتوسط. وكانت الدراسات حول جدوى المشروع استغرقت سنوات. وتولى صندوق الحسن الثاني للتنمية تمويل ثلث كلفة المشروع 900 مليون درهم، بينما موّلت الموازنة العامة للدولة الجزء الآخر المتعلق بالبنى التحتية 950 مليون درهم. وتعود إلى مكتب السكة الحديد تكاليف التجهيزات المتعقلة بالنقل بما فيها المحطات التي سيقام بعضها تحت الأرض. وستستخدم 10 قطارات ذهاباً وإياباً يومياً عند بداية العمل بالشبكة في الفترة الموازية من عام 2008، لنقل 500 ألف مسافر ونحو 1.5 مليون طن من السلع والبضائع. وشرع المكتب في تسلم الدفعة الأولى من القطارات الإيطالية ذات الطبقتين التي سيستخدمها على بعض الخطوط، خصوصاً في اتجاه الدار البيضاء. وكان المكتب المغربي لسكة الحديد رصد مبلغ 16 بليون درهم بليوني دولار بين عامي 2005 و2009 لتنفيذ مشاريع استثمارية تشمل تحديث الخطوط، وتوسيع نشاطها إلى المناطق النائية. وستربط الشبكة الجديدة بالمنطقة الصناعية القريبة من ميناء الناظور، ثاني أهم ميناء على البحر المتوسط بعد طنجة، يسافر عبره مئات آلاف المهاجرين المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي. وتتواجد في الإقليم شركة"سوناسيد"للحديد والصلب التي اشترت أسهمها مجموعة"أرسيلور"الأوروبية العملاقة. ويعرف الإقليم بأنشطته الصناعية والمعدنية والتي تحد التضاريس ونقص التجهيزات من تطورها. وكانت"سوناسيد"تأسست في البداية لتغطي حاجات مجموع دول المغرب العربي من الحديد والصلب. وأفادت مصادر مغربية رسمية أن من شأن ربط ميناء الناظور بالشبكة الوطنية لسكك الحديد أن يساهم في النهوض بالجهة الشرقية وتطوير مستوى استغلال ثرواتها المعدنية والزراعية والصناعية، ويساهم في تعزيز البنى التحتية الأساسية في مجال التواصل. يذكر أن المغرب يدرس منذ عقود إمكان توسيع خطوط سكك الحديد إلى جبال الريف في الشمال وجبال الأطلس في الوسط. وهو مشروع ضخم يقدر ببلايين الدولارات ويحتاج تجهيزات ضخمة لشق الجبال. ويفتح طريق السكة في الناظور إمكان مد الشبكة مستقبلاً إلى مدينة أغادير المطلة على المحيط الأطلسي عبر جبال الأطلس التي ترتفع 4500 متر عن سطح البحر. ويحتاج المشروع إلى تمويلات لا تقل عن خمسة بلايين دولار. وكانت صناديق عربية الإمارات والكويت قدّمت قروضاً لبناء طريق سيار بين مراكش وأغادير 400 كيلومتر يدخل الخدمة عام 2009 بانتظار مد السكة الحديد في العقد المقبل.