في مواجهة تهديد اسرائيل باغتيالهم يجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية وكثير من وزرائه البارزين سرا وينامون في منازل آمنة ويتواصلون من خلال الفاكس والبريد الالكتروني بدلاً من الهاتف النقال. وأودعت اسرائيل اكثر من ثلث أعضاء مجلس الوزراء الفلسطيني في السجن فيما اختبأ كثيرون آخرون بينهم نائب رئيس الوزراء ناصر الشاعر الذي لم يظهر علنا منذ الاسبوع الماضي. وأطلقت اسرائيل صاروخا على مكتب خال لهنية في غزة امس الاحد في تحذير قوي بأن رئيس الوزراء الفلسطيني نفسه قد يغتال اذا لحق الاذى بجندي اسرائيلي خطفه نشطاء في غارة عبر الحدود. ومن بين الاهداف المحتملة الاخرى وزير الداخلية سعيد صيام ووزير الخارجية محمود الزهار اللذان لم يظهرا علنا منذ بدأت اسرائيل هجومها في غزة لتحرير الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الاربعاء. وقال مسؤول في الحكومة الفلسطينية طلب عدم نشر اسمه:"الوزراء يأخذون التهديدات الاسرائيلية بجدية شديدة". وفي محاولة للحفاظ على استمرار البقية الباقية من الحكومة في العمل نقل هنية مسؤوليات كثير من الوزراء المسجونين الى آخرين. وتولى وزير الاعلام يوسف رزقة الذي يتمتع بخبرة مالية محدودة مسؤولية وزارة المالية ووزارة الاوقاف والشؤون الدينية بعد أن اعتقلت اسرائيل الوزيرين عمر عبدالرازق ونايف الرجوب. وتولى عاطف عدوان وزير شؤون اللاجئين بشكل موقت مسؤوليات وزيري شؤون الاسرى والمعتقلين وشؤون القدس المسجونين حاليا. ويتواصل بعض الوزراء باستخدام شبكة الانترنت والفاكس تجنبا للذهاب الى مكاتبهم التي قد تتعرض للقصف. وقالت مصادر فلسطينية ان البعض توقف عن استخدام سياراتهم فيما نقل البعض الاخر اوراقا مهمة وملفات كمبيوتر من مكاتبهم. وقال مسؤول فلسطيني:"معظم الوزراء أغلقوا هواتفهم النقالة ولا يأتون الى مكاتبهم". وتراقب أجهزة المخابرات الاسرائيلية اتصالات الهاتف النقال وتستطيع استخدام اشاراتها في رصد تحركاتهم. ولاسرائيل ايضا شبكة واسعة من"المتعاونين"في قطاع غزة الذي انسحبت منه اسرائيل العام الماضي بعد 38 عاما من الاحتلال. وللمرة الاولى منذ بدأت الغارة عبر الحدود اجتمع هنية الاحد مع مجموعة من وزرائه داخل مجمع مدمر جزئيا. وقال عدوان انه لا يشك في أن اسرائيل قد تقتل هنية او اي وزير آخر اذا أرادت وتابع أن الحكومة التي تقودها"حماس"لن تنهار حتى لو لم يتبق الا وزير واحد.