سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اجرى اتصالات مع مسؤولين في مصر والاردن والسعودية وسورية وفرنسا والولايات المتحدة وايران . عباس يبلغ هنية ان اسرائيل تطالب برأسه مع الزهار وصيام ويأمر بالبحث عن الجندي الاسرائيلي المخطوف
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان الرئيس محمود عباس ابلغ رئيس وزرائه اسماعيل هنية في شيء من الغضب ان اسرائيل تطالب برأسه ورأسي وزيري الخارجية الدكتور محمود الزهار والداخلية سعيد صيام بدلا من الجندي الاسرائيلي المختطف غلعاد شاليت 19عاما. وقالت المصادر ان عباس التقى هنية في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين في مكتبه على شاطئ بحر مدينة غزة"المنتدى"والقى على مسامعه بكلمات قليلة: اسرائيل تطالب برأسك ورأسي الزهار وصيام. أضافت المصادر ان اللقاء الذي دام نحو ربع ساعة كان متوتراً جداً. وكان اللقاء متفقاً على عقده سلفاً قبل وقوع العملية الفدائية النوعية التي نفذها مقاتلون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية، و"جيش الاسلام"، وهو تنظيم غير معروف سابقاً، واسفرت عن مقتل ضابط وجندي اسرائيلي وخطف شاليت الذي يحمل ايضاً الجنسية الفرنسية واستشهاد مقاتلين وعودة ستة آخرين بسلام. ولم يبحث الرئيسان عباس وهنية في الموضوعات التي كان من المفترض بحثها في هذا اللقاء، المتعلقة بالحوار الوطني وتشكيل حكومة ائتلاف وطني واعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وكيفية مواجهة خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للفصل احادي الجانب عن الضفة الغربية. من جهة اخرى، عقد الرئيس عباس أمس سلسلة اجتماعات أمنية شارك فيها قائد قوات الأمن الوطني سليمان حلس، والمدير العام للأمن الداخلي العميد رشيد أبو شباك، وقائد"القوة 17"العميد فيصل ابو شرخ، وقيادات أمنية وعسكرية أخرى، ومستشاروه السياسيون. وجاء هذا اللقاء في أعقاب لقاءات مماثلة عقدها صيام مع قادة الاجهزة الامنية ليل الاحد - الاثنين. وتهدف الاجتماعات الى بحث سبل الخروج من الازمة الجديدة التي وقعت فيها الساحة الفلسطينية في اعقاب خطف الجندي والتهديدات الاسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في القطاع، واعطاء اولمرت اوامره للجيش الاسرائيلي للشروع في تنفيذها. واصدر عباس توجيهات واوامر مشددة لرئيس الحكومة ووزير الداخلية وقادة الاجهزة الامنية للبدء فورا بالبحث الجدي في كل مناطق قطاع غزة عن الجندي الاسرائيلي المخطوف لتأمين الافراج عنه، كما اعلن مسؤول فلسطيني امس. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة"فرانس برس"ان الرئيس ابو مازن اصدر الى رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزير الداخلية سعيد صيام"تعليمات مشددة لتأمين اخلاء سبيل الجندي المختطف .. تشمل البحث ابتداء من الان في كل مناطق قطاع غزة". من جانبه قال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة ان"الرئيس طالب الجميع بما في ذلك الحكومة بتحمل مسؤولياتهم ازاء هذا الوضع الخطير لتجنيب قطاع غزة كارثة انسانية واقتصادية وعسكرية بسبب هجوم عسكري واسع بعد تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الجدية". كما اجرى الرئيس عباس اتصالات مكثفة مع عدد من الاطراف العربية والدولية، بعدما دخلت دول عربية واقليمية دولية على خط ايجاد حل لازمة خطف الجندي، من بينها مصر والاردن والسعودية وسورية وفرنسا والولايات المتحدة وايران. وأوفد الرئيس عباس مستشاره للأمن القومي جبريل الرجوب امس الى القاهرة لاجراء محادثات مع مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان ومسؤولين مصريين اخرين حول قضية الجندي المختطف. وقال ابو ردينة ان الرئيس عباس"اجرى سلسلة اتصالات عاجلة مع كثير من الرؤساء والملوك العرب، وجهات دولية أخرى لاحتواء الموقف وايجاد صيغة تمنع اسرائيل من اجتياح غزة، وتدمير كل انجازات الشعب الفلسطيني". واضاف ان الرئيس عباس"حض اللجنة الرباعية وتحديدا الادارة الاميركية على بذل كل الجهود لاحتواء الموقف ومنع التصعيد وتدهور الاوضاع، خصوصاً أن التهديدات وسياسة الاغتيالات والاجتياحات التي تهدد بها اسرائيل ستؤدي الى نتائج عكسية، وستدمر كل الجهود المبذولة للحفاظ على التهدئة أو حياة الجندي المختطف". واعرب أبو ردينة عن رفض القيادة الفلسطينية رفضا قاطعا التهديدات الاسرائيلية وتصعيد الموقف. في هذا السياق، نفى الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية"ابو مجاهد"ما تردد من أنباء عن ان لجان المقاومة الشعبية تتبنى عملية"خطف الجندي الجريح". وأكد"ابو مجاهد"ل"الحياة"أن"ليس لدى لجان المقاومة أو أي من الفصيلين الآخرين اللذين نفذا العملية معها أي معلومات حول الجندي المختطف". واعتبر"أبو مجاهد"الذي تحدث كثيرا للصحافيين وظهر على عدد من شاشات التلفزة امس ان اسرائيل"استندت الى معلومات استخباراتية خاطئة"، موجها النصيحة للدولة العبرية"بالبحث عن الجندي المفقود، وسحب الذرائع لمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني". وحذر"ابو مجاهد"الدولة اليهودية من حماقة ارتكاب عمليات عدوانية جديدة ضد الشعب الفلسطيني، معتبرا انها ستتكبد خسائر فادحة في حال اقدمت على مثل هذا العدوان. في غضون ذلك، واصلت اسرائيل اغلاق المعابر الحدودية مع قطاع غزة، وحشد عشرات الدبابات والآليات العسكرية والجنود على حدود مدينة رفح الشرقية حيث وقعت العملية بالقرب من معبر"كيريم شالوم"جنوب شرقي المدينة، اضافة الى احضار أجهزة الكترونية للتشويش على الاتصالات في حال شرعت في تنفيذ العملية. كما واصلت الزوارق الحربية الاسرائيلية محاصرة شواطئ القطاع واطلاق النار على قوارب الصيد الفلسطينية، في ظل اشاعات مفادها انه تم تهريب الجندي المختطف الى خارج القطاع فيما غطت سماء القطاع، خصوصا جنوبه سحابة من طائرات الاستطلاع من دون طيار. وقالت صحيفة"يديعوت احرونوت"الاسرائيلية على موقعها الالكتروني امس ان"الجيش الاسرائيلي طلب من القوات المصرية اغلاق محور فيلادلفي الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر في شكل محكم"تحسباً من تهريب الجندي الى مصر. ونسبت الصحيفة الى ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي قوله ان"خروج الجندي خارج قطاع غزة من شأنه أن يزيد الامور تعقيداً". واضاف الضابط"في هذه المرحلة نحن نحاول تحرير الجندي بالطرق الديبلوماسية بالاضافة الى استعداد الجيش لعملية عسكرية". وختم الضابط بالقول لموقع الصحيفة"ان نقل الجندي الى مكان آخر واحتجازه على يد تنظيمات اخرى هو امر ليس مرغوبا به ووظيفتنا منع ذلك من أن يحصل". ونسبت مصادر اسرائيلية الى ضابط في الجيش الاسرائيلي ان"المجموعة التي نفذت العملية الفدائية في كيريم شالوم"خططت لاختطاف الجندي بمصادقة قادة من السلطة الفلسطينية من حركة"حماس"". واضاف ان اوساطاً في الجيش الاسرائيلي تقدر ان"الخاطفين جهزوا مكانا لاحتجاز الجندي المختطف في ظل اجراءات مشددة من قبل الخاطفين لمنع الكشف عن المكان"، مشيرة الى ان اجهزة الامن الاسرائيلية تسعى للتوصل الى طرف خيط يدلها على مكان الجندي.