يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس غداً في أريحا الباردة شتاء، في غياب رئيس الحكومة اسماعيل هنية الذي بدأ امس في القاهرة جولة عربية واسلامية تستمر حتى نهاية العام، ما سيؤجل حكماً تشكيل حكومة الوحدة الى مطلع السنة المقبلة. وتحدثت مصادر قريبة الى الرئيس الفلسطيني عن انه"ابلغ الاردن بان محادثات حكومة الوحدة مع حماس بلغت طريقا مسدوداً وأنه سيلجأ الى خيارات اخرى". وعلمت"الحياة"من مصادر موثوق فيها أن"حماس"أبلغت كوادرها بأن"مشاورات حكومة الوحدة مع الرئيس عباس وحركة فتح تم تجميدها". راجع ص 5 وقالت مصادر قريبة من عباس الذي زار الاردن امس واجتمع مع الملك عبدالله الثاني، إنه سيبحث ورايس في فرص رفع الحصار والتدخل الاميركي لاستئناف"مفاوضات جدية"مع إسرائيل. واستبق الرئيس لقاءه رايس بإعلان ترحيبه ب"التصريحات الإيجابية"لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، خصوصاً ما يتعلق منها بالمبادرة العربية. واكدت الفصائل الفلسطينية امس التزامها التهدئة، وحذرت من ان استمرار الخروق الاسرائيلية في الضفة الغربية سيؤدي في نهاية المطاف الى انهيار هذه التهدئة الا ان مصدراً عسكرياً اسرائيلياً قال ان صاروخاً اطلق امس من قطاع غزة، وسقط في جنوب اسرائيل، لم يوقع ضحايا. وكان قياديون في الفصائل، المنضوية في اطار لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية، عقدوا اجتماعاً مع هنية ليل الاثنين. وبحث المجتمعون في سبل التوصل الى"تهدئة شاملة"مع اسرائيل تشمل وقف كل العمليات الفلسطينية في مقابل وقف العدوان الاسرائيلي الشامل ايضاً. وفي جانب تأمين الانفاق على الادارات الفلسطينية المختلفة قالت مصادر أمنية إن وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار أدخل أمس 20 مليون دولاراً في حقيبة سفر عبر معبر رفح الحدودي، في إجراء بات دورياً لتوفير الأموال للحكومة التي تعاني حصاراً اقتصادياً دولياً، منذ تولي حركة"حماس"السلطة في اذار مارس الماضي. وأشارت إلى أن الزهار أعلن حيازته الأموال على الجانب المصري من المعبر الحدودي. وفي جانب الوساطة العربية بين الفلسطينيين واسرائيل قالت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"إن المحادثات التي سيعقدها مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان في تل أبيب ورام الله، ستتناول"العقبات"التي تحول دون إتمام صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، وفي مقدمها عدد الأسرى الذين تطالب"حماس"بالإفراج عنهم ومسألة تزامن الإطلاق. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة"أن الجانبين اتفقا على إطلاق سراح الأطفال والنساء وكبار السن في المرحلة الأولى. لكن إطلاق سراح بقية الأسرى ما زال محل تفاوض.