قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس تسعة فلسطينيين، منهم ثمانية سقطوا في شمال قطاع غزة في اليوم الرابع من عملية"غيوم الخريف"العسكرية وواحد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، ما رفع عدد الشهداء منذ بداية العملية الى 45. وطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مجلس الامن عقد اجتماع عاجل للبحث في الوضع في الاراضي الفلسطينية كما اتفق مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى على عقد اجتماع طارىء لمجلس الجامعة لمناقشة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة. راجع ص 5. ولخص مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا في غزة جون جينغ في مؤتمر صحافي الوضع في بيت حانون التي يحتلها الجيش الاسرائيلي منذ الاربعاء بالقول ان"الموت والدمار واليأس هي الكلمات التي يمكن استخدامها لوصف الوضع... حاليا يعيش 40 الف شخص في بيت حانون معاناة كبيرة جدا". وحذر وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار في القاهرة من احتمال ان يؤدي الهجوم الحالي الى مقتل الجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة غلعاد شاليت. وحذر من انه اذا حصلت اسرائيل على معلومات استخباراتية عن مكان وجود شاليت وحاولت اقتحامه فربما يؤدي ذلك الى مقتله وجنود اسرائيليين آخرين. وكان بين الشهداء امس لؤي فاروق البورنو 32 عاماً الذي اعلنت"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة"حماس"انه احد قادتها المحليين وانه"احد اعضاء مجموعات التصنيع القسامية"، في اشارة الى صناعة صواريخ محلية الصنع تطلق على اهداف اسرائيلية. وسقط البورنو عندما اصاب صاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية السيارة التي كان يستقلها في شارع الجلاء شمال مدينة غزة. وامهلت ثلاثة فصائل مسلحة اسرائيل مدة 48 ساعة لوقف عمليتها العسكرية في بيت حانون، مهددة باستئناف العمليات الفدائية داخل اسرائيل في حال مضت مدة المهلة الممنوحة لها. وقال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية"أبو عبير"خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مدينة غزة أن"هناك حديثاً خلف الاروقة واتفاقات مسبقة بين الفصائل الفلسطينية على وقف العمليات داخل اسرائيل، لكن مع تصعيد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة فإن فصائل المقاومة الفلسطينية عاقدة العزم على استئناف هذه العمليات في العمق الاسرائيلي". وأضاف:"في ظل وجود التصعيد العسكري الاسرائيلي في بيت حانون لا يمكن الحديث عن أي هدنة مع اسرائيل". حكومة الوحدة خلال يومين وفي رام الله ا ف ب، اعلن النائب مصطفى البرغوثي الذي يقوم بمهمة وساطة بين حركتي"فتح"و"حماس"، ان العمل جار على وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية من الكفاءات، وتوقع اعلان هذا الاتفاق من غزة خلال يومين. والتقى البرغوثي مساء امس الرئيس عباس، وتوجه بعدها مباشرة الى غزة للقاء رئيس الحكومة اسماعيل هنية، في اطار جهود الوساطة التي يبذلها بين الطرفين لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة. وقال البرغوثي في تصريح، اثر انتهاء الاجتماع مع عباس، انه اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل الموجود في دمشق الذي"ابدى تأييده الواضح لجهود تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية". واضاف ان عباس"كان ايجابيا للغاية وانه معني بالتوصل الى اتفاق باقرب وقت ممكن". واكد البرغوثي بلهجة متفائلة:"وضعنا الخطوط العامة لتشكيلة الحكومة وتركيبتها وبرنامجها وكذلك كتاب تكليفها الذي نعتقد بانه قادر على فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني"، مضيفا"ان لقائي مع هنية هذه الليلة هو لوضع اللمسات الاخيرة للاتفاق... واعتقد بانه سيمهد للقاء خلال اليومين المقبلين بين هنية وعباس في غزة لاعلان اتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية". واعتبر ان برنامج هذه الحكومة"سيكون مقبولا دوليا وعربيا".