اقترب ممثلو الحكومة السودانية ومتمردو"جبهة الشرق"من تحقيق تقدم كبير في جولة المفاوضات التي تعقد في العاصمة الاريترية أسمرا، بعدما ساد التفاؤل أجواء المحادثات، فيما تهدد خلافات كبيرة داخل فصيل مني أركو مناوي في"حركة تحرير السودان"الذي وقع اتفاق ابوجا للسلام في دارفور، بعرقلة تطبيق الاتفاق. وعلمت"الحياة"أن الوسيط الاريتري في مفاوضات الخرطوم مع"جبهة الشرق"، تقدم بمشروع"إعلان مبادئ"، بعدما التقى ممثلي الحكومة السودانية والمتمردين، لمعرفة مواقفهم من القضايا المطروحة للتفاوض، بما في ذلك طبيعة مشكلة الشرق ومبادئ الحل والتمثيل في المؤسسات التنفيذية والتشريعية والترتيبات الأمنية ووقف الأعمال العدائية. وقالت المصادر إن أجواء اللقاءات كانت"إيجابية"، إذ"لا يزال الوسطاء ممسكين بخيوط التفاوض". وتعقد المفاوضات في تكتم شديد، إذ ترفض الأطراف المشاركة الإدلاء بأي تصريحات حول تفاصيلها. على صعيد آخر، كشفت مصادر موثوقة في فصيل مني أركو مناوي في"حركة تحرير السودان"عن بوادر انقسام بين قيادات الحركة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وأوضحت أن مناوي دخل في مواجهات مع بعض القادة الميدانيين، تجددت إثرها الخلافات حول وسائل اتخاذ القرار والموقف من اتفاق أبوجا. وفيما أكدت المصادر وجود مناوي في مقر رئاسة بعثة الاتحاد الأفريقي في الفاشر، بعيداً من معاقل حركته، كشفت ترتيبات لإعلان كيان جديد يضم الرافضين لاتفاق السلام ويعبر عنهم سياسياً. وأشارت إلى أن كبير مفاوضي الحركة عبدالجبار دوسة الذي كان يفترض أن يصل إلى الخرطوم على رأس وفد قيادي، غادر العاصمة الليبية متوجهاً إلى إحدى العواصم العربية، بعدما تحفظ عن اتفاق أبوجا. وقالت إن خلافاً نشب خلال الأيام الماضية بين مناوي والأمين العام للحركة مصطفى تيراب، على خلفية بيان أصدره الأخير يعلن فيه عدم اعترافه باللجان العاملة في الحركة، احتجاجاً على طريقة تشكيلها، ما أثار غضب مناوي وأدى إلى خلاف بين الرجلين.