سقط ما لا يقل عن 19 قتيلاً وجريحاً في اشتباكات بين متمردي دارفور أمس، فيما تلقت الحكومة الإريترية وعوداً من الفصائل الرافضة لاتفاق أبوجا للسلام في الإقليم بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة السودانية قبل 20 كانون الأول ديسمبر الجاري. غير أن فصيلاً بارزاً تحفظ على المحادثات، مشدداً على ضرورة أن تتم تحت"رقابة دولية". وجدد الرئيس عمر البشير رفضه نشر قوات دولية في دارفور، مشدداً على أن"الحرب هي الخيار الوحيد امام من يريدون استعمار السودان". وقال البشير أمام حشد كبير في مقر حزب"المؤتمر الوطني"الحاكم، إن"استهداف السودان مستمر، والخطط التي تحاك ضده ماضية في استهداف شعبه وثرواته". وجدد رفضه القاطع لنشر القوات الدولية، خصوصاً أن"الأممالمتحدة فشلت في تدخلاتها في بلدان العالم كافة". وأضاف أن السودانيين"لن يكونوا فئران تجارب". وأكد أن حكومته"وجدت أن مواجهة القوات الدولية افضل مليون مرة من تسليم البلاد... هذا استعمار جديد". وأشار إلى أن رفض قرار مجلس الأمن الرقم 1706"لم يكن عشوائياً. ونحن ما زلنا على استعداد لتحمل كل تبعاته". وجاءت تصريحات البشير في وقت تلقت الحكومة الاريترية وعوداً من الفصائل الرافضة لاتفاق أبوجا بالجلوس إلى طاولة التفاوض مع الحكومة السودانية. لكن رئيس"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور وضع شروطاً مسبقة وصفتها مصادر رسمية بأنها"تعجيزية". غير أن الحكومة دعت الوسيط الاريتري إلى السعي الجاد لضم عبدالواحد الى طاولة المحادثات، بحسب مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل. وعُلم ان مبعوث الاتحاد الافريقي إلى السودان سالم احمد سالم سيلتقي الاسبوع المقبل قادة الحركات المسلحة في دارفور لاستطلاع مواقفهم بعدما حمل مقترحات من الخرطوم التي طلبت إشراك الفصائل كافة من دون استثناء. وكشفت تقارير ان عبدالواحد نور وضع شروطاً تمثلت في ضمان حصة في السلطة، تتمثل في نائب للرئيس وستة وزراء اتحاديين وحكم ذاتي للإقليم. وأفادت تقارير أن أسمرا أوقفت التشاور معه، وابلغت الخرطوم بذلك. غير أن مستشار الرئيس كشف في لقاء مع عدد من الصحافيين أمس أن الحكومة طالبت اريتريا بالسعي إلى دفع عبدالواحد إلى طاولة الحوار، وأكدت حرصها على ضرورة ان يجلس مختلف الاطراف معاً لإنهاء ملف دارفور. وقال:"هذا ما اتفقنا عليه مع أسمرا". ميدانياً، سقط قتلى وجرحى، بينهم مدنيون، في اشتباكات جديدة في دارفور. وعلمت"الحياة"أن معارك ضارية وقعت امس بين مسلحين في الاقليم في مناطق أبوسكين وام هجليج، وأن عدد القتلى والجرحى وصل إلى 19، بينهم مدنيون. ونقلت وكالة"رويترز"عن شهود ومتمردون سابقون أن ميليشيات"الجنجاويد"دخلت الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس وبدأت نهب السوق. وقال مصطفى تيراب الأمين العام ل"حركة تحرير السودان"التي وقعت اتفاق السلام:"دخل الجنجاويد البلدة وعمليات النهب جارية". وأضاف أن قوات"جيش تحرير السودان"، وهي الجناح العسكري للحركة، تحاول التصدي للمهاجمين.