القت الخطة الأمنية التي اطلقتها حكومة نوري المالكي منذ اربعة ايام لفرض الامن في العاصمة ومبادرة المصالحة الوطنية التي يعتزم اطلاقها، واعتقال القوات الأميركية رئيس مجلس محافظة كربلاء بظلالها على خطب الجمعة في بغداد وعموم المحافظات، في وقت فجر انتحاري نفسه في اكبر المساجد الشيعية ببغداد وقتل مسلحون رجلي دين من السنة في بغداد والبصرة. ولفت الشيخ محمود الصميدعي في خطبته بجامع دلال الكبيسي في بغداد الى ان الخطة الامنية في بغداد تزامنت مع"تزايد وتيرة الاغتيالات على يد فرق الموت المتنقلة التي ترتدي زي الاجهزة الامنية وتقيم سيطرتها التفتيشية في انحاء بغداد". واضاف"كنا متفائلين بالخطة، لا سيما اننا نعلم ان رئيس الوزراء نوري المالكي شخص حازم وحيادي. لكن يتوجب على الحكومة محاربة كل اشكال الارهاب بما فيها الميليشيات المسلحة التي لا تعرف انتماءاتها". وزاد"يبدو ان خطوات وزير الداخلية جواد البولاني جيدة في تطهير الاجهزة الامنية من العصابات الاجرامية لكن يتوجب على الحكومة بجميع مؤسساتها معالجة الوضع بشكل مدروس وشامل"ولفت الى ان"التوتر الامني لم يعد مرتبطاً بالتنظيمات الارهابية الخارجية اذ ان جهات داخلية تمارس نشاطات اجرامية بحق اهل السنة خصوصاً"، محذراً من"تضاعف العنف طالما كانت معالجته خاطئة"، ومؤكداً ان"المؤسسات الصحية، خصوصاً مستشفى الشعلة ومدينة الطب ومديريات الطب العدلي، باتت تشكل مرتعاً للجماعات المسلحة التي تقتل الناس بصورة مباشرة"، مضيفاً ان"الشيخ حسين الكنعاني، امام جامع المهيمن في الغزالية ببغداد، قتل في حي الشعلة لدى عودته من دائرة الوقف السني ونقلت جثته واحد مرافقيه الذي جرح الى مستشفى النور بالشعلة ليتم خطف اربعة من اقاربه اليوم الجمعة عندما كانوا ذاهبين لتسلم جثمانه". ودان الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء، التفجير الانتحاري الذي تعرض له جامع براثا الشيعي وسط بغداد الذي راح ضحيته 11 قتيلا و25 جريحاً. وقال ان"الارهابيين والمجرمين التكفيريين يأبون الا ان يضيفوا صفحة سوداء جديدة الى تاريخهم المليء بصفحات الاجرام والذبح والقتل". واضاف"اقول لهؤلاء ان سياراتكم المفخخة وعبواتكم الناسفة لن تخيفنا. فلو قطعتمونا اربا اربا فستبقى دماؤنا تجري على ارض العراق". ومن جهة اخرى، حمل الكربلائي القوات الاميركية مسؤولية تدهور الوضع الامني في العراق، ولفت الى انه"يفترض ان تتجنب قوات الاحتلال اي اجراء يؤدي الى مزيد من الاحتقان في الساحة العراقية، خصوصا في المدن التي تشهد وضعا امنيا مستقرا مقارنة بغيرها"، معتبراً ان اعتقال رئيس مجلس محافظة كربلاء عقيل الزبيدي على يد القوات الاميركية مساء الاربعاء"محاولة لتأزيم الوضع الامني الهادئ في المدينة". وطالب أعضاء مجلس المحافظة ب"العمل بجهد وشراكة اكبر لتجاوز الإخفاقات". وفي النجف تساءل صدر الدين القبنجي عن سبب اعتقال القوات الاميركية رئيس مجلس محافظة كربلاء خصوصاً بعد تسلم القوات العراقية الملف الامني بالمحافظة، وطالب في خطبة الجمعة"القوات الأجنبية بتفسير موقفها وشرح المبررات الرسمية". ولفت الى أن"العراقيين مع المصالحة الوطنية مع المسلحين ولكن بشروط بينها إلقاء السلاح وإيقاف الأعمال الإرهابية وتحكيم القانون"وطالب المسلحين ب"اثبات حسن موقفهم بإيقاف العمليات الإرهابية لمدة شهر ومن ثم تبدأ المصالحة"، مضيفاً ان"اطلاق المعتقلين يجب ان يتم بموجب القانون". الى ذلك، انتقد القبنجي موقف الدول العربية من مقتل زعيم تنظيم"القاعدة"في العراق أبي مصعب الزرقاوي، الذي"اتسم بالبرود والصمت"، ودان الموقف الذي اتخذته حركة"حماس"الفلسطينية ووصفه بأنه"أشد إيلاماً للعراقيين". وقال:"حتى لو افترضنا أن الزرقاوي يقاتل الاحتلال فهل هناك شرع أو قانون يجيز لأي أجنبي بالمجيء ومقاتلة الاحتلال في دولة أخرى؟". وسأل القبنجي الدول العربية"لماذا تقبلون بإراقة دمائنا؟".