طالب خطباء الجمعة في العراق أمس الحكومة العراقية والاطراف الدينية بتفعيل بنود"وثيقة مكة"، التي تم توقيعها نهاية الاسبوع الماضي، مشددين على ضرورة وقف عمليات القتل الطائفي والتهجير في مختلف ارجاء البلاد. وحذر التيار الصدري من عواقب الأعمال التي يقوم بها أنصار التيار"غير المنضبطين"واعتبر ان اعمال العنف التي جرت في محافظاتالعراقالجنوبية كانت بسبب عدم"اطاعة اوامره"، فيما حذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني من"جر محافظة ديالى الى الفتنة الداخلية"بسبب اعمال"الارهابيين"و"التكفيريين". وطالب الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وامام جامع ام القرى في بغداد، بدعم وتفعيل"وثيقة مكة"التي نصت على تحريم الاقتتال بين العراقيين، والالتزام ببنودها"باعتبارها وثيقة مشروعة مؤيدة من جانب العالم الاسلامي اجمع عليها العراقيون بمختلف اطيافهم ومذاهبهم"، واعتبر ان"كل من يخرج عما جاء في الوثيقة ويمارس عمليات القتل والتهجير هو خارج عن ضوابط الدين والاسلام". وناشد الجماعات المسلحة وعصابات الخطف الافراج عن كل المخطوفين من العراقيين والاجانب، كما دعا رجال الدين من السنة والشيعة الى عقد لقاءات متواصلة واجتماعات ثنائية في كربلاء والنجف وجامع ام القرى وبراثا وجامع ابي حنيفة للمساهمة في تفعيل العمل ببنود الوثيقة حول بعض الامور الاساسية العالقة، والتفاهم بشأن المساجد والجوامع والحسينيات التي تم الاستيلاء عليها بعد احداث سامراء وايقاف عمليات التهجير الطائفي واعادة المهجرين الى مناطقهم. وطالب الحكومة بإثبات حسن نيتها ازاء ما جاء في وثيقة مكة واطلاق كل المعتقلين الابرياء ومحاكمة المذنبين بعد احالتهم الى القضاء. كما اكد الشيخ محمد جاسم السامرائي، خطيب وامام جامع الشكرة في الغزالية في بغداد، ضرورة تفعيل بنود وثيقة مكة وتفعيل مبادرة المصالحة الوطنية، وطالب الحكومة بايجاد حلول ملائمة ل"فرق الموت"التي"تمتهن القتل الطائفي"في البلاد. وفي الكوفة 150 كلم جنوببغداد حذر الشيخ جابر الخفاجي، أحد ممثلي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من عواقب الاعمال التي يقوم بها بعض انصار التيار الصدري غير المنضبطين، واعتبر ان اعمال العنف التي جرت في محافظاتالعراقالجنوبية بين ميليشيات الصدر وقوات الجيش كانت بسبب"مخالفة بعض منتسبي التيار الصدري لتوجيهات السيد مقتدى الصدر الى انصاره"معتبراً ما جرى في هذه المدن"نوعاً من العصيان لأوامر"الزعيم الشيعي، في اشارة الى المواجهات التي حدثت أخيراً بين الشرطة وميليشيا"جيش المهدي"التابعة للصدر في محافظتي الديوانية والعمارة جنوبالعراق. وحذر من"وجود الكثير من المتسلقين ممن ينضوون تحت لواء التيار الصدري ويحاولون تشويه صورة التيار بتصرفاتهم غير المسؤولة والبعيدة عن توجيهات"زعيمه. وشدد على ان"ما قاله مقتدى من توجيهات في خطبة صلاة العيد لا ينبغي التخاذل عنه ... وان لم تطيعوه فستندمون، بل أقولها بصراحة ستبتلون". وكان الصدر اعلن في خطبة عيد الفطر في الكوفة الاسبوع الماضي رفضه العنف الطائفي بين السنة والشيعة، وقال:"ارفض رفضاً قاطعاً واحرم اي اقتتال شيعي شيعي او شيعي سني بأي حجة كانت". واكد ان"هدفنا في العراق ابعاد الاحتلال الاميركي وليس الاقتتال". وفي مدينة الصدر شرق بغداد استنكر الشيخ عبد الزهرة السويعدي في خطبة الجمعة التي اقامها امس في جامع المحسن، عمليات الدهم التي قامت بها القوات الاميركية في بعض أحيائها، وقال"ان الدماء التي سفكت في مدينة الصدر اثر المداهمات الاخيرة والقصف الجوي للمدينة خلال ايام العيد كفيلة باخراج المحتل من البلاد". وانتقد السويعدي صمت الحكومة على محاولات اعلان الامارات الاسلامية في البلاد، وقال"ان اعلان الامارات التكفيرية إشارة واضحة الى عجز الحكومة في مواجهة الارهاب والترويج الى الفيديرالية وفق المخطط الاميركي- الاسرائيلي". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد حذر الشيخ مهدي الكربلائي، ممثل المرجع آية الله علي السيستاني، من"جر محافظة ديالى 60 كلم شمال بغداد الى الفتنة الداخلية"بسبب اعمال"الارهابيين والتفكيريين". وطالب وزارتي الدفاع والداخلية باتخاذ الاجراءات اللازمة لردع الارهابيين في ديالى الذين يريدون جر المحافظة الى فتنة داخلية". وحذر الكربلائي من ان"هذا ربما يؤدي الى ان لا يجد الكثير من المواطنين الوسيلة لحماية انفسهم والرد بالمثل ... وحينئذ ستدخل المدينة في قتال متبادل ويصبح من الصعب حل تلك الازمة". ولفت الى ان"التساهل في التعامل مع هؤلاء الارهابيين سيجرهم الى ادخال مدن اخرى في مسلسل جرائمهم"مشيراً الى مدينة بلد 70 كلم شمال بغداد التي شهدت اعمال عنف طائفية وقع ضحيتها نحو 90 قتيلا. وقال:"بلد تعاني من جرائم التكفيريين والبعثيين حيث يقصفونها بالهاونات ويحاصرونها لمنع دخول المؤن اليها وبالتالي ارغام سكان المدينة من الشيعة على الهجرة". وبعدما حمّل القوات الاميركية مسؤولية بسط الامن في البلاد دعا هذه القوات الى اللجوء الى لغة الحوار والتفاهم بدلاً من شن الهجمات العسكرية، كما طالب القوات الاميركية بعدم اقتحام المدن، مثلما حدث في مدينة الصدر قبل أيام. وفي النجف 180 كلم جنوببغداد قال الشيخ صدر الدين القبنجي، خطيب وامام الحسينية الفاطمية في المدينة، ان"الحديث عن تقسيم العراق امر غير وارد"واعتبر ان"الفيديرالية ستمنح العراقيين شكلاً جديداً ومتحرراً من اشكال الحكم"نافياً انها تسهم في تقسيمه. وشدد القبنجي، وهو قيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"على"عدم عودة البعث والديكتاتورية ونبذ منهج العنف والارهاب وإيقاف التدخل الاجنبي على حساب الارادة العراقية". وطالب الحكومة العراقية ب"تحمل مسؤولياتها ازاء عمليات التهجير في مدينة بلد وانقاذ اهلها من الارهاب".