دعا خطباء الجمعة في العراق الى تفعيل مقررات مؤتمر المصالحة، وناشد بعضهم التيار الصدري انهاء مقاطعته للحكومة والبرلمان والعودة الى المشاركة السياسية. وطالب الشيخ علي الزند، خطيب وامام جامع ام القرى في بغداد، حكومة نوري المالكي بتفعيل مقررات مؤتمر القوى والاحزاب السياسية للمصالحة الوطنية، مؤكداً"اهمية تطبيق المقررات وعدم الاكتفاء بتشكيل اللجان والقاء الكلمات الرنانة". وطالب الحكومة بالاهتمام بالوضع الاقتصادي مشيراً الى عدم تسلم مواطنين الحصة التموينية منذ اكثر من 5 شهور، فيما تتعرض بعض العائلات المهجرة للقتل عند مراجعتها مراكز التموين في مناطق سكنها التي هجرت منها. وانتقد الشيخ سهيل العقابي، خطيب الجمعة في جامع المحسن بمدينة الصدر، مشروع المصالحة الوطنية الذي طرحه المالكي قبل اكثر من ستة اشهر"لأنه لم يأت بجديد ... بل ان الامور بدأت تزداد سوءاً بسبب ازمة عدم الثقة وعدم وجود نيات صادقة من جانب الاطراف السياسية". ولفت الى ان"الدعوات والهتاف للمصالحة سيبقى حبراً على ورق من دون التوصل الى توافق سياسي وفهم مشترك من جانب الكتل السياسية". وفي كربلاء 120 كلم جنوببغداد دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وكيل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، الى الوقوف ضد"الدعوات الطائفية"التي تصدر من بعض الشخصيات بدعوى الوطنية والحرص على وحدة الشعب العراقي، مذكراً دول الجوار ب"مراعاة حقوق الجوار والمساهمة في استقرار البلد والتعاون اقتصاديا واجتماعيا لتحقيق المصالح المشتركة". وانتقد الكربلائي اعضاء البرلمان العراقي لتعطيلهم جلسات البرلمان بعد ان توجه حوالي 100 منهم لاداء مناسك الحج وهو ما اعتبره تخلياً عن"مسؤولياتهم الوطنية". وقال:"من اولويات المهام الملقاة على عاتق جميع الاخوة الذين يتبؤون المناصب التشريعية والتنفيذية في الدولة العراقية اداء المسؤولية على احسن وجه وبما يتناسب مع حجم المحنة والابتلاء الذي يمر به البلد". ودعا الى"الحضور الدائم والفاعل في مواقع المسؤولية للخروج من الازمات والوضع الصعب الذي يمر به الشعب العراقي ودولته". واكد انه يوجه خطابه"الى اعضاء مجلس النواب، اذ تتناقل وسائل الاعلام عدم امكان تحقيق النصاب القانوني لعقد اجتماعاته الرسمية بسبب سفر عدد كبير من اعضائه الى الديار المقدسة لاداء مناسك الحج، والوطن في هذه الاوقات في امس الحاجة لاتخاذ القرارات المهمة". واشار الكربلائي الى ان"تقارير صحافية تحدثت ان عدد اعضاء البرلمان الذي ذهبوا لاداء الفريضة يبلغ 100". وقال"اوجه كلامي لمن سافر الى الحج للمرة ثانية: هناك مسؤولية شرعية وقانونية ووطنية ملقاة على عاتقكم منذ انتخبكم هذا الشعب وحملكم مسؤولية البلد الجريح". واضاف ان"هذه المسؤولية الدينية والقانونية والوطنية تقتضي حضوركم الدائم والفاعل في اروقة قاعة مجلس النواب لتساهموا في بناء هذه البلد". وفي النجف 180 كلم جنوببغداد اعتبر الشيخ صدر الدين القبنجي، تسليم الملف الامني في المدينة الى القوات العراقية"خطة متقدمة". كما اعتبر مؤتمر المصالحة الوطنية"خطوة في طريق المصالحة وتوضيح الصورة امام العالم العربي". وانتقد الحكومة والفساد الاداري وتدخل القوات الاميركية في شؤون قوات الامن العراقية، مشيراً الى ان"فرار وزير الكهرباء ولجوئه الى عمان واتصاله بالسفارة الاميركية يثير علامات الاستفهام ويتطلب توضيحاً من الحكومتين الاردنية والاميركية". وناشد القبنجي"الذين انسحبوا البرلمان والحكومة من المخلصين للعملية السياسية"- ويقصد التيار الصدري - ب"العودة"، وقال ان"هذا الانسحاب هو مشاركة مع الذين يريدون تدمير المجلس والعملية السياسية". وشكر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل على موقفه الرافض لما تناولته وسائل الاعلام من دعم الحكومة السعودية لسنة العراق.