نفذت فرنسا تعهدها الانضمام إلى التحالف الدولي - العربي لمحاربة «داعش» فأغارت طائراتها على معقل للتنظيم الذي شن سلسلة هجمات ليل الخميس- الجمعة استهدفت مواقع في بغداد وخلفت عشرات القتلى والجرحى. (للمزيد) إلى ذلك، حذر المرجع الشيعي علي السيستاني السياسيين من استغلال المساعدات الدولية وخرق السيادة العراقية، واتخاذها ذريعة للهيمنة على البلاد. ودعا ممثل مقتدى الصدر في الكوفة إلى تظاهرة اليوم ضد «الاحتلال». وأحبطت قوات الأمن محاولة لاقتحام سجن في منطقة الكاظمية، مؤكدة قتل وجرح نحو 140 شخصاً. وسبق المحاولة قصف بقذائف الهاون، وهجوم بأربع سيارات مفخخة على مداخل مقر الشعبة الخامسة. واستمرت الهجمات إلى صباح أمس، مخلفة العشرات بين قتيل وجريح، وطاولت حي الكرادة. في باريس، أعلن قصر الإليزيه في بيان أن «سلاح الجو وجه صباح الجمعة (أمس) أولى ضرباته لمواقع الدولة الإسلامية» قرب الموصل، مؤكداً «إصابة الهدف وتدميره بشكل كامل». وكانت طائرات «رافال» استطلعت المنطقة، انطلاقاً من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة. غير أن الرئيس فرانسوا هولاند أكد أن باريس لن ترسل قوات برية، ولن تشن غارات خارج العراق، مميزاً بذلك موقفه عن الخطة الأميركية القاضية بتوسيع الغارات على معاقل «داعش» في سورية أيضاً. في كربلاء، قال ممثل السيستاني عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة أمس، إن «تمدد تنظيم داعش الإرهابي إلى أكثر من دولة، وبشاعة جرائمه التي لا تستثني أحداً، يستدعي مشاركة دولية في الحرب عليه». لكنه طالب «القيادات السياسية العراقية بالحذر والوعي وعدم جعل المساعدات مدخلاً للمساس بالقرار العراقي، وأن لا تكون ذريعة للهيمنة على مجريات الأحداث فيه خصوصاً المجريات العسكرية الميدانية». وشدد على «ضرورة الحفاظ على سيادة واستقلال القرار العراقي، حتى وإن كان في حاجة إلى مساعدة الأشقاء والأصدقاء في حربه». ولفت إلى أن «الجهد العسكري، وإن كان مؤثراً، فإنه ليس كافياً للقضاء على الإرهاب وفكره المتطرف الذي يقصي الآخر، ولا يقبل التعايش السلمي ويحلل دماء الآخرين»، وطالب «الأجهزة الأمنية والعسكرية بالإسراع في دعم ونصرة أهالي ناحية الضلوعية وفك الحصار عنهم ومنع استباحة هذه الناحية». وزاد أن «الجماعات الإرهابية بدأت تتبع طرقاً جديدة في عملياتها لإرباك القوات الأمنية كما حصل أمس في مدينة الكاظمية». في الكوفة، أعلن خطيب الجمعة هادي الدنيناوي (التيار الصدري) أمس تنظيم تظاهرة في بغداد اليوم «لرفض المحتل ووجوده العسكري»، وطلب عدم رفع السلاح أو الشعارات الطائفية. وقال إن «التظاهرة ستكون من أجل رفض المحتل ووجوده العسكري في العراق». سياسياً، ما زالت الخلافات محتدمة داخل الأحزاب السنية والشيعية على ملء حقيبتي الدفاع والداخلية، فيما زار رئيس الوزراء حيدر العبادي محافظة السليمانية، حيث التقى الرئيس السابق جلال طالباني. وقال القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» حسن جهاد، في اتصال مع «الحياة» أمس إن «الزيارة شخصية للاطمئنان إلى صحة الرئيس، لكن العبادي عقد اجتماعاً مع وزير المال روز نوري شاويس للبحث في مطالب إقليم كردستان». ورجح أن «يزور رئيس حكومة الإقليم نيجرفان بارزاني بغداد الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات في المطالب الكردية والبدء في تنفيذها». وعلمت «الحياة» أن وزارة الخارجية السعودية تتجه إلى اعادة فتح بعثتها الديبلوماسية في العراق، بعد أكثر من 20 عاماً، اثر الغزو العراقي للكويت. وسمت الخارجية السعودية الديبلوماسيين الذين جرى تعيينهم كقائم بالأعمال في بغداد، كما سمت قنصلاً عاماً في كردستان العراق، وعلمت «الحياة» أن أحد الديبلوماسيين المعينين كان يعمل مسؤولاً رفيعاً في السفارة السعودية لدى سورية قبل إغلاقها منذ نحو عامين. وتأتي الأحداث الأخيرة في ظل انفراج كبير في العلاقات السعودية - العراقية بعد تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة حيدر العبادي، كما تأتي في ظل تواتر أنباء عن زيارة رسمية للرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى جدة خلال الأسابيع المقبلة. وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أشار في تصريحات صحافية خلال زيارته إلى المملكة أخيراً، أنه تلقى وعداً من السعودية بافتتاح السفارة قريباً في بغداد.