دعا خطباء المساجد الشيعة والسنّة الى توحيد الصفوف وحذروا من حرب مذهبية قد تعصف بالبلاد، وحملوا القوات المتعددة الجنسية مسؤولية حفظ الأمن في العراق، فيما بدا لافتاً دعوة ممثل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الكاظمية الى"الأخذ بالثأر وعدم الوقوف صامتين أمام القتلة والمجرمين من اتباع الزرقاوي والتكفيريين واتباع صدام الكافر". قال إمام جمعة النجف والقيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"صدر الدين القبانجي ان السنة يتفهمون المشهد السياسي في تلعفر و"السبب في اجتياحها ما هو الا لتطهيرها من الارهاب"وشكر وزارتي الداخلية والدفاع على عملهما كي يكون عام 2005 نهاية الارهاب في كل العراق. واعتبر ان لدى الشعب العراقي ثلاثة خيارات لتحدي الارهاب وهي:"الاستسلام وهذا يعني ابادة العراقيين، او الانجرار الى فتن داخلية وهذا سيؤدي الى فشل العملية السياسية وتردي الوضع الأمني، أو مواصلة الطريق لبناء العراق الجديد وقهر الارهاب". ودعا الى"توحيد كلمة العراقيين عموماً والشيعة خصوصاً وتجاوز كل الخلافات لاننا امام عدو واحد". وخاطب التيارات الدينية الشيعية"المجلس الاعلى ومنظمة بدر وحزب الدعوة وحزب الفضيلة والتيار الصدري: يجب ان تدركوا مدى التحدي فنحن نكاد ان نحقق النجاح بعون الله وحربنا من اجل البقاء، إما ان نكون، او لا نكون من اجل كل العراق". ودعا العراقيين الى"الوقوف صفاً واحداً ضد العدو الاول الذي يتربص بنا"في اشارة الى عمليات التفجير الانتحارية. وفي كربلاء 100 كلم جنوببغداد قال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني ان"ما يدمي القلب ويزيدنا ألماً هو ان نزيف الدم ما زال جارياً للعراقيين وخصوصاً اتباع اهل البيت الشيعة". واضاف:"وصل الأمر باستهداف المدنيين الابرياء حداً لا يمكن تحمله، وتقع على قوات الاحتلال مسؤولية كاملة في حفظ الامن وفقاً للقوانين الدولية". وحذر من انه"قد يصل الوضع الى حال لا يمكن السيطرة عليها". واشار الى المسؤولية التي تتحملها الحكومة العراقية ممثلة ب"وزارتي الدفاع والداخلية اللتين يجب ان تبذلا جهوداً أكبر لوضع حد لهذه المآسي". وندد الشيخ ضياء الدين الاحمدي، إمام جامع براثا شيعي في بغداد ب"العمليات الارهابية التي تستهدف الشيعة"وربط في خطبة الجمعة بين"استهداف نظام صدام حسين مدن الجنوب الشيعية وايران ونظامها الاسلامي وبين الحملات الارهابية التي يشنها ازلامه من الارهابيين والتكفيريين على الشيعة اليوم". ولفت الى ان"النزعة العدوانية هي ذاتها وذبح الشيعة على الهوية يحدث كما كان في النظام السابق"، معتبراً ان"صدام يظهر اليوم بأسماء مختلفة، والزرقاوي احدها، تستهدف الدم العراقي". وأكد ان النظام السابق ساهم قبل الحرب بتأسيس مدارس تكفيرية ودعمها مادياً ومعنوياً، مشيراً إلى ان هؤلاء يثأرون اليوم من العراقيين الابرياء بعدما خسروا السلطة والثروة، وشدد على انه"رغم محاولة الارهابيين ايجاد فجوة لاشعال الحرب بين الشيعة والسنّة، فإن الشيعة لن يثوروا على اخوانهم في الدين او ينتقموا من احد"مطالباً السنة في الوقت ذاته ب"عدم الانجرار إلى المخططات التكفيرية الارهابية". وفي مدينة الصدر الشيعية شرق بغداد استنكر الشيخ عبد الزهرة السويعدي، ممثل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر"ما قام به بعض الجماعات التكفيرية والسلفية من اعمال وحشية تمثلت بقتل جماعي واستهداف الابرياء من ابناء الشعب العراقي المظلوم". وأكد السويعدي"ان الوضع الامني لن يستقر ولن ينعم الشعب العراقي بالامن والامان الا بزوال الاحتلال لأن المحتل هو الذي يحول دون اجتثاث الارهابيين بل يدعمهم ليبقى جاثما على أرض العراق". من جانبه، انتقد حازم الأعرجي، ممثل مقتدى الصدر في منطقة الكاظمية شمال بغداد علماء الدين السنّة"لعدم اصدارهم فتوى لتكفير الزرقاوي مكتفين بالاستنكار الذي لا يليق بمستوى الفاجعة والشيعة يقتلون في كل مكان". وتساءل:"لماذا لا يكفرون الزرقاوي والقتلة الذين معه، خصوصاً أن الزرقاوي من أهل السنّة". ودعا الاعرجي شيعة العراق الى"الاخذ بالثأر وعدم الوقوف صامتين امام القتلة والمجرمين من اتباع الزرقاوي والتكفيريين واتباع صدام الكافر". وطالب في الوقت نفسه الحكومة العراقية بالقيام بدورها في"حماية المراكز الدينية وخاصة الشيعية منها لكونها اصبحت اهدافاً للتكفيريين والزرقاويين". وفي جامع أم القرى غربي بغداد دعا الشيخ محمود مهدي الصميدعي عضو"هيئة علماء المسلمين"السنية، المرجعيات الدينية في العراق الى عدم"البقاء صامتة ازاء ما يحدث في البلاد وان تقول كلمتها من اجل دماء العراقيين التي يسترخصها الاعداء الاحتلال"، محذراً من ان اهمال ذلك يعني"الحكم بالاعدام على العراقيين عرباً وأكراداً وتركمانيين ومسيحيين عبر نشوب حرب أهلية". كما دعا الى"وحدة الصف للعراقيين والحوار بين الاطياف العراقية". واضاف"نحن أخوة في بلد واحد ونستطيع بالحوار والكلام ان نوحد الصف ونمنع الانزلاق في حرب طائفية لا تخدم الا اعداء البلاد الاحتلال". وأضاف:"يجب أن يكون ولاؤنا للعراق بعيداً عن الولاءات الحزبية والولاءات لدول الجوار وقوات الاحتلال حتى نخلص البلد من الاقتتال الطائفي الذي لا يخدم إلا أعداء العراق"، وزاد بأن العراق لا يحتاج إلى"من وراء الحدود"ليكون وصياً عليه. ف"العراقيون يستطيعون تدبير أمورهم إذا ما اتفقوا على جمع الصف لاخراج المحتل واستقرار العراق". من جهة أخرى انتقد الصميدعي العمليات العسكرية في تلعفر، واعتبرها"حرباً طائفية"، كما دان مجزرة الكاظمية التي أودت بحياة العمال المدنيين، مؤكداً ان استهداف الأبرياء يخالف الشرع. الى ذلك، نظم التيار الخالصي، بزعامة الشيخ جواد الخالصي شيعي تظاهرة في بغداد عقب صلاة الجمعة حتى ساحة العروبة في منطقة الكاظمية، استنكاراً لتفجيرات الأربعاء الماضي وتنديداً باجتياح تلعفر، كما وزع بياناً ندد فيه ب"اجتياح المدن العراقية وما يتخللها من عمليات اعتقال وقتل عشوائي وتهجير طائفي"كما اعتبر"مجزرة الكاظمية امتداداً لمآسي العراقيين الباحثين عن لقمة العيش في ظل الجهات التي تنهب ثروات العراق وتقتل أهله". مؤكداً أن الحوادث الأمنية التي تطاول المدن العراقية سواء عن طريق الاحتلال أو بسبب الجماعات الارهابية تصب في مصلحة الاثنين وان الضحية هو الشعب العراقي. وفي كردستان شمال العراق شجب خطباء الجمعة"العمليات الارهابية"التي تطاول"الابرياء"مؤكدين"حرمة دم وعرض ومال المسلم على المسلم"وداعين الى عدم"الانزلاق في هاوية التطرف المذهبي الرامي إلى تمزيق العراق وشق الصف الاسلامي". وفي طهران أ ف ب، اتهم رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتيفي خطبة الجمعة الادارة الاميركية بأنها"تنفق بلايين الدولارات لتقتل عراقيين بدلاً من مساعدة ضحايا الاعصار كاترينا".