وقفت قرعة تصفيات كأس أمم آسيا التي سحبت أول من أمس، إلى جانب الفرق الكبيرة، ولم تتخل عن صقور الكرة في القارة الصفراء، ويمكن الجزم بأن منتخبات السعودية وايرانواليابانوكوريا الجنوبيةوالعراقوقطر، يمكن أن تجد لها مكاناً محجوزاً في النهائيات، لسهولة الطريق المؤدي إلى الدول الأربع التي ستستضيف"المونديال"الآسيوي. لم ينزعج السعوديون لنتيجة القرعة بل أبدوا ارتياحاً واضحاً، وينظر السعوديون إلى بطولة أمم آسيا على أنها بطولتهم المفضلة، خصوصاً أنهم كانوا الطرف الثابت في نهائي البطولة منذ عام 1985، يوم فازوا بكأسها للمرة الأولى في تاريخ الكرة السعودية، مروراً بمحافظتهم على اللقب في 1988 في الدوحة، وحصولهم على المركز الثاني بعد ذلك بأربع سنوات وتحديداً 1992، خلف المنتخب الياباني الذي فاز على السعودية 1- صفر في اليابان، ثم نجاحهم من جديد في نيل اللقب في أبو ظبي عام 1996، قبل أن يعودوا إلى المركز الثاني في بيروت عام 2000، وأمام المنتخب الياباني أيضاً، قبل أن يسجلوا فشلهم الذريع في الصين العام الماضي. وقبل أن تجرى القرعة، أبدى السعوديون امتعاضاً كبيراً من تصنيف منتخبهم في المستوى الثاني، خلف منتخبات لم تسجل تأثيراً يذكر في تاريخ كرة أكبر القارات، ولم تمثل القارة الصفراء في"المونديال"، لكن مسيري الاتحاد الآسيوي اعتبروا نتائج المنتخبات الآسيوية في بطولة أمم آسيا هي المعيار الحقيقي، الذي تم من خلاله توزيع المنتخبات على أربعة مستويات، ولأن المنتخب السعودي فشل في اجتياز الدور الأول من تلك البطولة، فبالتالي لا يمكن إعطاء السعوديين ميزة تفضلهم على المنتخبات التي التحقت بالأدوار النهائية. وقدم السعوديون تبريرات حاولوا من خلالها ثني الاتحاد الآسيوي عن المضي قدماً في تقسيماته، وتمثلت تلك التبريرات في أن الفريق السعودي تأهل إلى"المونديال"للمرة الرابعة على التوالي، بعروض جعلته يتخطى منتخب كوريا الجنوبية رابع"مونديال"2002، بل إنه فاز على الكوريين في سيول المكان الذي تصعب على الكثيرين هزيمة المنتخب الكوري عليه. وكاد التصنيف الآسيوي يرمي بالمنتخب السعودي في مجموعة قوية، كتلك المجموعة النارية التي ضمت منتخبات استراليا والكويت والبحرين. وتلعب القرعة لعبتها ويقع المنتخب السعودي في المجموعة الأولى، التي تضم إلى جانبه حامل اللقب المنتخب الياباني واليمن والهند، وسبق للمنتخبين السعودي والياباني أن التقيا من قبل في الدور الأول في كأس آسيا ال12 التي أقيمت في بيروت، ويومها سحق اليابانيون نظراءهم السعوديين بخماسية، أطارت رأس مدرب"الأخضر"آنذاك التشيخي ميلان ماتشالا، ثم عاد المنتخبان من جديد ولعبا في نهائي البطولة ذاتها، وفاز اليابانيون بهدف وحيد، مع إهدار مهاجم المنتخب السعودي حمزة إدريس ركلة جزاء. على الورق ونظرياً، يمكن تسمية المنتخبين السعودي والياباني على أنهما المتأهلان عن المجموعة الأولى، علماً بأن المنتخب اليمني يمكن أن يؤدي دوراً قوياً، خصوصاً عندما يلاقي السعودية، لأنه يلعب بشكل حماسي أمام جماهيره في صنعاء. وفي المجموعات الأخرى، تبدو حظوظ العرب قوية في بلوغ النهائيات، خصوصاً في المجموعة الثالثة التي تضم ثلاثة منتخبات عربية هي الأردن وعمان والامارات، وبلوغ اثنين من ثلاثة أمر مفروغ منه، لأن المنتخب الباكستاني وهو الرابع في المجموعة، لا يمكن أن يحدث المفاجأة. وتبدو حظوظ العراق قوية في التأهل عن مجموعته الخامسة إلى جانب الصين، مع استبعاد فلسطين وسنغافورة. والأمر ذاته ينطبق على قطر في المجموعة السادسة، التي تضمها إلى جانب اوزبكستان وهونغ كونغ وبنغلاديش. وستواجه سورية صعوبات بالغة امام ايرانوكوريا الجنوبية، بينما يستعد المنتخبان الخليجيان البحرين والكويت لمنازلة ضيف آسيا الجديد المنتخب الاسترالي، لعلهما يخطفان البطاقتين.