سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انقسامات أميركية تؤخر الاتفاق مع أوروبا وبريطانيا لا تتوقع موقفاً موحداً من "الست" . إيران تواجه اجتماع "الكبار" في لندن بتجديد استعدادها للتفاوض على "النووي"
أجرى مسؤولون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الصينوروسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا زائد ألمانيا، محادثات في لندن أمس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق على السبل الكفيلة بالتعامل مع الرفض الإيراني لإنهاء برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم، فيما أقرت بريطانيا بأنها لا تتوقع أن يتحقق تقدم في الاجتماع الذي تأجل منذ الأسبوع الماضي. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت إن المجتمعين"لا يتوقعون حقيقة أن يكون الاجتماع هو الأخير"، ورأت أن على المجتمع الدولي أن يقنع ايران بأنه سيكون في مصلحتها ان توقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وأكدت أن بريطانيا"ليست لديها نية لشن عمل عسكري ضد إيران". ولكنها أوضحت انه"إذا ما استمرت الحكومة الإيرانية في تحدي الأممالمتحدة، سيكون هناك قلق". في غضون ذلك، قال رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية سيرغي كيرينكو انه يأمل في تحقيق"انفراج كبير"في اجتماع لندن، وذلك بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومسؤولين أميركيين آخرين. ولم يتضح ما إذا كان الاجتماع سيحل الخلافات الكبيرة بين واشنطنوموسكو في شأن مطالب أميركية بأن إيران ستواجه عقوبات إذا استمرت في تحدي المجتمع الدولي، وهو ما تعارضه موسكو وبكين. في غضون ذلك، أفادت صحيفة"فايننشال تايمز"ان انقسامات بين مسؤولين أميركيين كبار تعقد الجهود الأوروبية لوضع حوافز لإيران. وقال ديبلوماسي للصحيفة ان رايس أرادت دعم الحوافز التي تعدها الترويكا الأوروبية، لكنها واجهت مقاومة من نائب الرئيس ديك تشيني. وأفاد ديبلوماسي آخر أن انقسامات أميركية داخلية تؤخر التوصل إلى اتفاق مع حلفاء واشنطن الأوروبيين الثلاثة. وزاد أن تشيني يعارض فكرة"مكافأة السلوك السيئ"بعدما انتهكت إيران التزاماتها في المجال النووي. وأكدت الصحيفة أن بعض الديبلوماسيين الأوروبيين يظنون أن الولاياتالمتحدة ستدعم مقترحاتهم إذا دعمت روسيا قراراً صارماً في الأممالمتحدة يطلب من إيران تعليق تخصيب اليورانيوم. وتعرض بريطانيا وفرنسا وألمانيا حوافز على إيران لقبول عرضها الجديد الذي يتضمن بناء مفاعل يعمل بالماء الخفيف. آصفي وجدد الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي استعداد بلاده للتفاوض"من دون أي شروط"مسبقة حول برنامجها النووي. وقال أمام الجلسة العلنية لمجلس الشورى:"أعلنا سابقاً أن هذه القضية لا يمكن حلها إلا بالمفاوضات". وأشار إلى"الخلافات العميقة"بين أميركا والمجتمع الدولي حيال النشاطات النووية الإيرانية السلمية، وقال إن واشنطن تريد تحقيق اتفاق بين البلدان"على أساس استنتاجاتها البعيدة عن المنطق وعبر القوة". وأفاد الرئيس الأميركي جورج بوش انه يجب على الدول أن تعمل معاً لتشجيع طهران على وقف برنامجها النووي. ويريد بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي ومحللون والوكالة الدولية للطاقة الذرية من واشنطن التعامل مع إيران، ويعتقدون بأن السبيل الوحيد لعودة طهران الى المفاوضات وحملها على التوقف عن الأنشطة النووية يكون بتعهد أميركي بعدم محاولة الإطاحة بنظام الحكم في إيران. وقال بوش إن إيران لم تظهر حتى الآن علامات على الموافقة وأن واشنطن تعمل مع شركائها ومن بينهم روسيا حتى تبين لهم أن إيران لا"تبدي نية طيبة". وأثار الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو مفاجأة بين الصحافيين عندما استبعد اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران. وقال:"اقول لكم: ان استخدام القوة ليس خياراً مطروحاً على الطاولة، اتفقنا؟". وتلا ذلك بعض الفوضى، لا سيما أن بوش اكد ان"كل الخيارات مطروحة على الطاولة". واستدرك سنو وقال"أنا آسف: انه خيار مطروح على الطاولة". وجدد طلب واشنطن بان تتخلى ايران عن تخصيب اليورانيوم. محادثات مباشرة أمام ذلك، أفادت صحيفة"واشنطن بوست"أن إيران طلبت من طريق وسطاء، محادثات مباشرة مع واشنطن في شأن برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن سعيد ليلاز المسؤول السابق في الحكومة الإيرانية والمحلل الشهير في طهران وديبلوماسيين، أن مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى طلبوا من"عدد من الوسطاء"تمرير رسالة إلى واشنطن تفيد بأن طهران منفتحة على محادثات مباشرة. وبين هؤلاء"الوسطاء"المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومسؤولون في إندونيسيا والكويت. ووافق مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي ضمناً على رسالة كان بعثها احمدي نجاد إلى بوش يدعوه إلى التحاور المباشر بين بلديهما. وقال ليلاز:"قبل شهرين لم يكن أحد ليفكر ان خامنئي واحمدي نجاد سيسعيان إلى دفع بوش إلى بدء مفاوضات". وأضاف:"هذا مؤشر على تغيير في الاستراتيجية". مسقط في غضون ذلك، قال خبراء في مسقط إن سلطنة عمان الجار الأقرب لإيران تخشى هجوماً وقائياً أميركياً على طهران اكثر من خشيتها من امتلاك إيران يوماً ما سلاحاً نووياً. وقال ديبلوماسي طلب عدم كشف هويته إن"الأولوية الأولى للسلطان"قابوس بن سعيد سلطان عمان على المستوى الديبلوماسي"هي قيام علاقات جيدة مع دول الجوار"وبينها إيران خصوصاً ان الدولتين لا يفصل بينهما إلا مضيق هرمز. وقال ديبلوماسي آخر إن"بعض دول الخليج منشغلة جداً بإيران وطموحاتها النووية وبعضها الآخر اقل انشغالا"، مضيفاً أن"عُمان تبدو مرتاحة اكثر لأنها مارست باستمرار سياسة حياد". لكن المراقب الأجنبي أشار إلى أن"العمانيين مقتنعون بأن الإيرانيين يريدون امتلاك سلاح نووي لكن ما يخيفهم اكثر هو ضربات عسكرية أميركية". على صعيد آخر، نفذ مئات الطلاب احتجاجات في طهران، حيث جرت مواجهات بينهم وبين الشرطة في حرم جامعة طهران. وقال الجنرال مرتضى طلائعي قائد شرطة طهران ان"نحو أربعين شرطياً أصيبوا بجروح طفيفة بحجارة رشقهم بها طلاب أمام حرم جامعة طهران". ولم يذكر مسؤول الشرطة أسباب المواجهات، مشيراً إلى أن الشرطة تحركت"بتسامح وهدوء"، موضحاً أن"أي طالب لم يعتقل في هذه المواجهات".