قال ديبلوماسيون ان ايران سحبت رسمياً طلبها استثناء بعض معداتها النووية من عملية تجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وأكد ديبلوماسي غربي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الوكالة تسلمت رسالة من طهران تتعلق ب20 جهازاً للطرد المركزي، "ويبدو انها تغطي كل العناصر وانها مقبولة من الاتحاد الأوروبي". لكن الديبلوماسي أشار الى ان هناك حاجة الى دراسة الرسالة بتمعن لمعرفة حقيقة ما وافق عليه الايرانيون. ويأتي الكشف عن الرسالة في وقت أكد الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان المفاوضات الايرانية مع الاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة لم تنقطع، وقال: "ان المحادثات بين الجانبين ستستمر حتى الوصول الى نتيجة مقنعة، تضمن الحفاظ على مصالح ايران وحقها المشروع في حيازة التكنولوجيا النووية الذي لا يمكن ان تتراجع عنه". ورأى ان "التهديدات الأميركية لايران ليست جديدة، وهي صادرة عن الأدبيات السياسية الأميركية التي تتراوح بين التشدد والتراجع بسبب التوتر الذي تعيشه الادارة الأميركية". وقال آصفي "ان المفاوضات التي أجريت وتجرى في فيينا كان اطرافها الأوروبيين وغير الأوروبيون من اعضاء الوكالة الدولية - في اشارة الى دول عدم الانحياز - وان نتيجة لاعتراض ايران على مسودة المشروع الأوروبي مرتين ادخال تعديلات عليها حتى توصلنا الى مسودة ثالثة تقاربت فيها آراء كثيرة، الا ان طهران ترى ان النص الاخير لا ينسجم مع موقف ايران ولا تزال فيه نقاط يجب تعديلها". وكشف آصفي عن ان نقطة الخلاف الجوهرية بين ايران والاتحاد الأوروبي تكمن في مسألة التعليق الدائم لتخصيب اليورانيوم، التي تصر ايران على ان يكون طوعياً وقبلت به طهران انطلاقاً من مبدأ تعزيز الثقة الدولية بسلمية نشاطها، وترى ان نص المشروع يضع على كاهل طهران التزامات قانونية لا تريدها ويخرج اتفاق باريس عن طبيعته السياسية. وأضاف آصفي "ان مشروع القرار ربط بين تعليق التخصيب ومسألة تلوث عدد من المعدات الايرانية بيورانيوم عالي التخصيب، في حين ان من واجب الوكالة الدولية البحث عن سبب التلوث الذي اعلنت طهران انه كان موجوداً اساساً قبل شراء هذه المعدات من الخارج". ونبّه آصفي الى ان طهران "ستعلن موقفاً قد يكون سلبياً من قرار مجلس الحكام في حال جاء خلافاً لما تريده او تتوقعه طواعية تعليق التخصيب على رغم التقارب في المواقف الذي حدث بينها وبين الاتحاد الأوروبي، الا ان ذلك ما زال بعيداً من روحية اتفاق باريس". وحول الطلب الايراني استثناء عشرين جهازاً للطرد المركزي من عملية التعليق، قال آصفي ان "من الممكن التوصل مع الأوروبيين الى حل هذه المسألة وطريقة الافادة منها مستقبلاً". ونفت طهران أمس، عبر "وكالة انباء الطلبة" اسنا تقريراً عن بناء ايران نفقاً سرّياً تجرى فيه عمليات انتاج كميات كبيرة من غاز اليورانيوم هيكسافلوريد الذي يدخل في عملية التخصيب، ونقلت الوكالة عن آصفي قوله: "كيف يمكنك ان تحفر نفقاً كبيراً كهذا في الخفاء ثم تبقيه سراً عن العالم بأسره". شارون يحرّض على ايران في غضون ذلك، صعدت اسرائيل من جديد وعلى لسان رئيس الحكومة آرييل شارون نبرة التحريض على ايران بداعي ان مشروعها النووي يشكل خطراً على العالم بأسره يستدعي تدخل مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بفرض عقوبات على طهران لارغامها على وقف مشروعها. وقال شارون في حديث الى صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" ان "الخطوات التي اتخذتها الوكالة الدولية للطاقة ودول أوروبية غير كافية لوقف المشروع الايراني وان الحل الامثل الوحيد هو ان يبذل المجتمع الدولي جهداً كبيراً ويمارس ضغطاً ديبلوماسياً واقتصادياً على ايران". ورفض شارون تأكيد او نفي الخبر عن قيام تل أبيب بتزويد واشنطن، خلال زيارة وزير الخارجية المستقيل كولن باول للمنطقة الاسبوع الماضي معلومات سرية عن المشروع الايراني، واكتفى بالقول ان اللقاء كان جيداً للغاية: "والادارة الاميركية صدوقة جداً وربما لم تكن مثل هذه الادارة ابداً من قبل في علاقاتها الحميمة معنا".