رأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لدى افتتاحه اجتماعاً يستمر أسبوعاً في فيينا أمس، أن على إيران بذل كل ما في وسعها لتوضيح برنامجها النووي بغية إغلاق هذا الملف، في وقت كشفت معلومات صحافية في واشنطن عن تفكير الولاياتالمتحدة في الانضمام إلى الجهود الأوروبية في عرض الحوافز على طهران. ويأتي اجتماع الوكالة غداة تحقيق القائمين على البرنامج الإيراني نجاحاً كبيراً بإبرام اتفاق مهم مع روسيا للحصول على وقود اليورانيوم. وطالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران بأن تكون أكثر صراحة مع المفتشين الدوليين، مشيراً إلى أنه"ينبغي أن نعمل على توفير مناخ من الثقة وإعطاء ضمانات بأننا رأينا جميع جوانب برنامجهم طيلة ما يقرب من عشرين عاماً". وأضاف:"أود إقفال الملف في أقرب وقت ممكن، ولذلك أطلب من إيران القيام بمبادرات وبذل كل ما في وسعها لمساعدتنا على الانتهاء من هذه المسائل". وقال البرادعي:"في بعض الحالات نظل في انتظار المعلومات وهذا بالتالي يؤخر عملنا". وأضاف:"بالنظر إلى طبيعة الجوانب المهمة للبرنامج النووي الإيراني والتي لم يعلن عنها في الماضي، أصبح هناك مجال لفقدان الثقة وعلى إيران أن تعمل عن كثب مع الوكالة بطريقة متجاوبة". ولفت إلى أن الوكالة تيقنت من تعليق إيران للأنشطة ذات الصلة بتخصيب اليورانيوم، وقال:"إنه أمر طيب". واستبعد ديبلوماسيون أن يمرر مجلس محافظي الوكالة الدولية هذا الأسبوع أي قرارات تدين إيران أو تحيل الأمر إلى مجلس الأمن لاحتمال فرض عقوبات. واشنطن والمفاوضات بالتزامن مع ذلك، ذكرت صحيفة"واشنطن بوست"الأميركية أن الولاياتالمتحدة تبحث بجدية إمكان انضمامها إلى الجهود الأوروبية في عرض الحوافز على طهران. وترفض إيران المطلب الأوروبي، قائلة إنها لن تتخلى أبداً عن تخصيب اليورانيوم، وأن على الأوروبيين أن يقبلوا بحل وسط. وقال سيروس نصري أحد أبرز المفاوضين الإيرانيين مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن على الأوروبيين القبول بذلك وإلا"فإنهم سيكونون اختاروا المواجهة، وهو ما تفضله الولاياتالمتحدة في ما يبدو وسيؤدي ذلك إلى موقف مربك يترتب عليه عواقب لا أحد يعلم مداها تمس الجميع". وتأتي المقاربة الأميركية الجديدة إثر المحادثات التي أجراها الرئيس الأميركي جورج بوش أخيراً مع المسؤولين الألمان والفرنسيين، ثم خلال اجتماع مع نائب الرئيس ديك تشيني وأعضاء أساسيين في الحكومة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية القول:"لا يوجد جدول زمني لكننا نعمل على اتخاذ قرار". وقال مسؤول أميركي آخر للصحيفة إن في إطار الاجتماعات"الجيدة فعلاً"التي عقدت الأسبوع الماضي، فإن البيت الأبيض"يريد التحرك سريعاً لوضع لائحة حوافز تقدم لطهران كجزء من المحادثات بين أوروبا وإيران". وأكدت الصحيفة أن أحد حجج واشنطن للانضمام إلى الجهود الديبلوماسية الأوروبية مسألة تحميل الأميركيين المسؤولية في حال فشلها. وبين الحوافز المطروحة، احتمال ترشيح إيران للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وتقديم دعم لجهودها من أجل الحصول على قطع الغيار اللازمة لصيانة أسطولها القديم من الطائرات التجارية. وأكد المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن"نوع التغييرات السياسية والاقتصادية المطلوبة من أجل الترشح للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية هو في كل الأحوال ما نريد أن نراه يتحقق"في طهران، وتابع"نحن نشكك كثيراً إزاء ما ستقوم به إيران، لكننا نريد القيام بكل ما هو ممكن لمساعدة الأوروبيين على النجاح". أرض باكستان وأمام المخاوف من أي عمل عسكري ضد إيران وإن كانت واشنطن أكدت تفضيلها للسبل الديبلوماسية، أعلن وزير الخارجية الباكستاني مسعود خان إن بلاده التي تدعم جهود بريطانيا وفرنسا وألمانيا في المفاوضات مع إيران، لن تسمح باستخدام أراضيها لشن أي ضربات لإيران. و قال خان:"سياستنا في هذا الشأن واضحة جداً. لقد قلنا مراراً بأننا لا نريد أي صراع في المنطقة. نريد للخيار الديبلوماسي أن ينجح بين الأطراف كلها". وأضاف:"رئيس الوزراء كان واضحاً جداً في تأكيده أننا لن نسمح تحت أي ظرف باستخدام أراضينا ضد دولة إيران الشقيقة".