أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن بلاده"لن تتراجع قيد أنملة"في برنامجها النووي، وقال:"لن نذعن لتهديدات قلة من الدول التي نعتبر مطالبتها لنا بالتخلي عن حقوقنا القومية ظالمة وقاسية"، في وقت أكد البيت الأبيض توقعه خلال هذا الأسبوع إعلاناً"قوياً"من رئاسة مجلس الأمن ضد الطموحات النووية الإيرانية، فيما اعادت روسيا احياء مبادرتها لتخصيب اليورانيوم الايراني على اراضيها، حلاً للمشكلة. وأفاد حسين انتظامي الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي المكلف الملف النووي تمسك طهران بمعاهدة حظر الانتشار النووي، بعدما المح وزير الخارجية منوشهر متقي أول من أمس الى احتمال الانسحاب منها. وأكد انتظامي أن"إيران ترى انه لا تزال هناك إمكانية لمواصلة الحوار مع مختلف الأطراف"، مضيفاً:"يجب إعادة النظر في الخطة الروسية مع اخذ الوضع الجديد في الاعتبار"، مشيراً إلى أن إيران تعتبر المحادثات مع روسيا حول طاقتها النووية"منطقية"مع"الأخذ في الاعتبار حقوق الجانبين". وأشار متقي الى أن إيران لم تقرر بعد اتخاذ قرارات خطرة في النزاع النووي، فيما أعلن وزير الطاقة الإيراني برويز فتاح أن بلاده ستبدأ خلال الشهور الستة المقبلة بناء محطة نووية مدنية ثانية. وقال:"تسلمنا الخطط من غلام رضا آقازاده رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية والتصريح ببدء بناء المحطة". ونددت وزارة الخارجية الايرانية بقرار الولاياتالمتحدة تخصيص أموال لتشجيع الديموقراطية في طهران، معتبرة ذلك"تدخلاً"في شؤونها الداخلية. ووجهت الوزارة رسالة الى شعبة المصالح الاميركية في السفارة السويسرية في طهران، اعتبرت التحرك الاميركي"انتهاكاً صارخاً لاتفاقات الجزائر"في هذا الشأن. واشنطن في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان توقع واشنطن إعلاناً"قوياً"من رئاسة مجلس الأمن هذا الأسبوع، في رد على التحدي الإيراني. وزاد أن الولاياتالمتحدة تريد الحصول على"إعلان يقول للنظام الإيراني بوضوح ما يجب أن يفعله". وعلى رغم الخلافات في وجهة النظر بين روسياوالصين، قال ماكليلان"نعمل جميعاً على إيجاد حل ديبلوماسي". وتناقض ذلك مع تقرير نشرته صحيفة"واشنطن بوست"، مفاده أن إدارة الرئيس جورج بوش تخطط لحملة منظمة ضد طهران قد ينتج منها تغيير النظام الإيراني. وأفادت الصحيفة أن بوش وفريقه عقدوا سلسلة اجتماعات مغلقة لدراسة الموضوع الإيراني ودعوا أكاديميين متخصصين إلى تقديم استشارات حوله. كما افتتحوا مكتباً للشؤون الإيرانية في واشنطن ومراكز تنصت في الخارج لتنسيق الحملة ضد طهران. ونشرت الصحيفة أن الجدال الذي دار خلال الولاية الأولى لبوش بين فريق دعا إلى التفاهم مع طهران وآخر دعا إلى مواجهتها، حسم في ولاية بوش الجديدة لمصلحة الفريق الثاني. ونقلت عن أعضاء في مجلس أمناء مؤسسة"هوفر"للبحوث التقوا بوش ونائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفان هادلي منذ أسبوعين، انطباعهم بأن موقف الإدارة من الحكومة الإيرانية صار اكثر تصلباً. كما نقلت عن رجل الأعمال الإيراني - الأميركي عضو مجلس أمناء المؤسسة إسماعيل اميد - هزور قوله:"خرجنا بانطباع أن الإدارة الأميركية تميز بين الشعب الإيراني والنظام". وقال مدير دائرة التخطيط في وزارة الخارجية خلال ولاية بوش الأولى ريتشارد هاس:"القرار اصبح بيد الداعين إلى تغيير النظام لا الداعين إلى اعتماد الحلول الديبلوماسية". وعقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا اجتماعها الثالث أمس، لمناقشة النص الذي سيصدره المجلس في شأن الملف النووي الايراني، كما أعلن المندوب الأميركي جون بولتون الذي رفض تزويد الصحافيين اي تفاصيل. روسيا في المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات مع إيران ستستأنف"قريباً جداً"، مؤكداً أن"روسيا شعرت بخيبة أمل كبيرة من تصرف إيران في المفاوضات والذي لا يساعد أولئك الذين يريدون إيجاد وسيلة سلمية لتسوية الوضع المتعلق بالمشكلة النووية الإيرانية". في الوقت ذاته، نقلت وكالة"انترفاكس"عن مصدر مسؤول في الخارجية الروسية قوله إن مسؤولين في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أكدوا خلال اتصالات أجريت في الساعات ال24 الماضية، أن طهران تواصل درس الاقتراح الروسي، ونفوا ما قاله الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي، عن ان بلاده لم تعد تنظر في الاقتراح الروسي بسبب المتغيرات الأخيرة، وأنها ستقوم بإنجاز مشروع خاص بتخصيب اليورانيوم الإيراني. وأثارت تصريحات آصفي قلق موسكو، لكن ناطقاً باسم الخارجية أعرب عن تفاؤله بعد تطمينات إيرانية تنقض موقف آصفي. ونفى لافروف صحة معلومات عن توصل موسكووواشنطن إلى اتفاق تبادلي تخفف بموجبه روسيا اعتراضاتها على نقل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، في مقابل تسريع وتيرة انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية. وقال إن الملف الإيراني"ليس خاضعاً بالنسبة الى موسكو لأي مبادلات أو صفقات"وشدد على أن مطالبة بلاده بالانضمام إلى المنظمة العالمية هو"حق مشروع لا يتطلب تقديم تنازلات في اي مجال وخصوصاً المسألة الإيرانية". في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أن موسكو متمسكة بموقفها الثابت حول سبل حل المشكلة النووية الإيرانية. وقال إن بلاده تعتبر الاقتراح الروسي وسيلة ناجحة لتسوية الملف الإيراني، وشدد على"قناعة موسكو الأكيدة"بأن فرص التوصل إلى حل نهائي للمشكلة الإيرانية ضمن أطر الوكالة الدولية"لم تستنفد بعد".