اصدر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي فتوى تحرم استخدام الاسلحة النووية، في خطوة تهدف الى طمأنة الغرب، خصوصاً محاوري بلاده الاوروبيين الى ان البرنامج الذري الايراني مخصص فقط لتوليد الطاقة الكهربائية. وجاء الاعلان عن هذه الفتوى على لسان الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي عشية بدء اجتماعات حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم، والتي ستركز على تقويم الملف النووي الايراني ومدى الحاجة الى احالته الى مجلس الامن لفرض عقوبات محتملة على طهران، الامر الذي تضغط واشنطن من أجله. وقال آصفي للصحافيين امس: "نحن مستعدون لتقديم ضمانات بأن النشاطات النووية الايرانية لها طابع مدني حصراً، لأننا نعتبر من البداية ان استخدام الاسلحة النووية محرم واصدر مرشد الجمهورية فتوى في هذا الشأن". واضاف ان "احداً في هذا البلد لا يفكر في الحصول على القنبلة النووية". كذلك اعلن آصفي ان طهران توصلت الى حل معظم القضايا العالقة مع الوسطاء الاوروبيين بريطانيا والمانيا وفرنسا ووكالة الطاقة، نافياً ما تردد عن وجود اي انذار اوروبي او مهلة حددت لبلاده للكشف عن كل جوانب برنامجها النووي. واكد ان المحادثات مع الدول الاوروبية، أدت الى حل 95 في المئة من القضايا العالقة ومنها قضيه تلوث معدات ايرانية باليورانيوم المخصب، اذ "تم التأكد من ان مصدر التلوث خارجي"، ويسبق استيراد تلك المعدات الى ايران. ورأى ان ما تبقى من قضايا موضع جدل، قابلة للحل عبر المفاوضات "البناءة والايجابية" المستمرة مع الاوروبيين. وتبدو طهران مطمئنة الى عدم وجود امكانية لإحالة ملفها النووي الى مجلس الامن، خصوصاً مع اعلان استعدادها للإيفاء بتعهداتها في اطار ما ينص عليه البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة الحد من الانتشار النووي والذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة لمنشآتها. ولا تزال العقدة الأهم في المفاوضات بين طهران والاتحاد الاوروبي تتركز على رفض ايران التراجع عن حقها في امتلاك دورة انتاج الوقود النووي، بما في ذلك عمليات تخصيب اليورانيوم. وساعد على تأزيم الموقف بين ايران واوروبا، قيام طهران بإعادة تجميع اجهزة الطرد المركزي بعد اتهامها الاوروبيين بعدم الالتزام بتعهداتهم لجهة اغلاق الملف الايراني في اجتماع سابق للوكالة في حزيران الماضي. وفي القدسالمحتلة أ ب، قال مساعد وزير الخارجية الاميركي جون بولتون ان العقوبات الاقتصادية ضد ايران "غير حتمية". وأعلن ان الرئيس جورج بوش "مصمم على التوصل الى حل سلمي وديبلوماسي" لهذه القضية. لكنه لمح الى ان الاحتمالات مفتوحة بما فيها استخدام القوة. وقال: "نحن مصممون على ألا يحصلوا على قدرات نووية". وأشار بولتون الى ان الولاياتالمتحدة وأوروبا قريبتان من الاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها ضد ايران، متوقعاً ان يتوصل الجانبان الى اتفاق خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة.