أعربت اسرائيل عن عظيم ارتياحها لتصريحات الرئيس جورج بوش في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده أول من أمس، مع رئيس حكومتها ايهود اولمرت بعد اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض. واقرت أوساط قريبة من أولمرت ان الدعم الذي أعلنه الرئيس الاميركي لخطة الانسحاب الاسرائيلي الاحادي من أجزاء في الضفة الغربية والإطراء الذي اغدقه لشخص رئيس الحكومة الاسرائيلية على"افكاره الشجاعة"فاقا توقعات اولمرت نفسه"الذي أوى الى مخدعه وابتسامة عريضة على محياه"، كما قال مراسل الاذاعة الاسرائيلية، مضيفاً ان ما كان مفروضاً ان يكون"لقاء تعارف"بين الرجلين انتهى بتبني الرئيس الاميركي مشروع اولمرت. ولم يخف اولمرت نفسه"سعادته باللقاء الودي واللطيف للغاية"كما وصفه في ايجازه للصحافيين الاسرائيليين المرافقين له، مضيفاً انه خرج من لقائه الرئيس الاميركي"بشعور ممتاز، سواء في الأجواء أو على الصعيد الشخصي والمضمون كما انعكس في البيانات العلنية". وزاد انه تناول مع مضيفه بإسهاب الملف الايراني"وثمة تفاهم تام بين الرئيس وبيني على الطريق التي تنبغي بموجبها معالجة هذا الملف". وتطرق اولمرت الى"الكيمياء"التي نشأت بينه وبين الرئيس بوش وقال:"خضت تجربة رائعة للغاية. التقيت انساناً لطيفاً ودافئاً وودوداً جداً". وأشارت وسائل الاعلام العبرية كلها الى ان تصريحات الرئيس بوش المؤيدة لأفكار اولمرت جاءت خلافاً لكل التوقعات في كل من اسرائيل وواشنطن التي استبعدت ان تحظى خطة اولمرت بمثل هذا الدعم في هذه المرحلة، لكنها لم تقدم تفسيراً مقنعاً لما روجت له من ان"خطة الانطواء"لن تكون في صلب المحادثات في واشنطن. وكتب المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"الوف بن ان خفض التوقعات من جانب ديوان رئيس الحكومة والبيت الأبيض من زيارة أولمرت وبث الانطباع لوسائل الإعلام بأن الدعم الأميركي لخطة أولمرت سيكون فاتراً، وأن القضية الأهم هي التسلح النووي الإيراني، وفرا الأرضية لتصريحات بوش الداعمة لأولمرت، مشيراً الى أن الأخير ساهم بقسطه حين التزم أمام الملأ أنه سيحاول بكل الطرق اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، ممتدحاً رئيس السلطة محمود عباس الذي وصفه ب"الرئيس"وليس"رئيس السلطة". واضاف بن أنه رغم هذا الالتزام، سارع القريبون من أولمرت الى سكب الماء البارد بالقول إن أولمرت لا يعلق آمالاً على مفاوضات مع عباس، وأن الحديث يدور عن"وقت مستقطع الى حين بلورة الخطة الأحادية". على صلة، قال المستشار الخاص لرئيس الحكومة دوف فايسغلاس للإذاعة الإسرائيلية أمس إنه لم يتم بعد ترتيب قمة ثلاثية بين أولمرت وعباس والرئيس حسني مبارك، وأن رئيس الحكومة يعتزم أولاً لقاء الرئيس المصري ثم الرئيس الفلسطيني. وأضاف ان دفع"خطة الانطواء"سيتم في حال تعثرت الجهود لتطبيق"خريطة الطريق"، مضيفاً أن مفاوضات مع الفلسطينيين لن تجري قبل أن تقبل حكومة"حماس"بالشروط الإسرائيلية - الدولية أو أن تسقط. وتابع أن خطة أولمرت ستبقي تحت السيطرة الإسرائيلية الكتل الاستيطانية في محيط الضفة والقدس"وهذا ما أكدته رسالة الضمانات الأميركية لإسرائيل في نيسان ابريل 2002". وقال وزير القضاء حاييم رامون إن الرئيس بوش تبنى وبكل وضوح المشروع الذي حمله أولمرت ابان المعركة الانتخابية في إسرائيل قبل شهرين الانسحاب الاحادي وبعد تشكيل حكومته. وأضاف في حديث اذاعي ان رئيس الحكومة سيكرس جهداً صادقاً ويبدي رغبة حقيقية ليتيقن ما اذا كان ممكناً اجراء مفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية وقدرة هذا علىتطبيق الاستحقاقات الواردة في"خريطة الطريق"والحؤول دون ان تكون الحكومة الفلسطينية"تنظيماً ارهابياً". وأشار الى ان الرئيس الأميركي كرر بوضوح الشروط الدولية الثلاثة للتعاطي مع حركة"حماس"وحكومتها. وزاد ان اسرائيل لن تنتظر سنوات لكنها ستعتبر هذا العام"عاماً سياسياً"وفي حال تبين ان المفاوضات لن تقود الى النجاح وأنه لا يوجد شريك فلسطيني"فسنتوجه لتنفيذ خطة الانسحاب الاحادي التي لقيت ترحيباً أميركياً واضحاً بل أعظم من ترحيب واشنطن بخطة فك الارتباط عن غزة".