سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اوساط اسرائيلية اكدت ان اميركا ستتمسك ب "خريطة الطريق" تحسباً لمعارضة اوروبا للإجراءات الاحادية . خفض التوقعات من زيارة اولمرت لواشنطن وتوقع لقاء بين عباس وليفني في شرم الشيخ
رجحت مصادر صحافية اسرائيلية ان يتفادى البيان الختامي المتوقع صدوره بعد اجتماع واشنطن الثلثاء المقبل بين رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت والرئيس جورج بوش، التطرق المباشر الى خطة تجميع المستوطنات خطة الانطواء بسبب عدم رغبة واشنطن في الظهور على الساحة الدولية كمن يدعم اجراء احادي الجانب يعارضه بشدة حلفاؤها في الاتحاد الاوروبي،"الذين تحتاجهم واشنطن الى جانبها في دعم خطواتها الديبلوماسية ضد ايران"، كما افادت صحيفة"هآرتس"امس. في المقابل يسعى الاميركيون الى انتزاع التزام اسرائيلي مجدد ب"خريطة الطريق"الدولية على انها المبادرة السياسية الوحيدة المطروحة حالياً لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وتوقعت ان يُعلن أولمرت تمسك اسرائيل بالخريطة، مكرراً الادعاء بأن المطلوب اولاً من الفلسطينيين تنفيذ استحقاقاتهم الواردة فيها، وفي مقدمها"تفكيك البنى التحتية للفصائل الفلسطينية المسلحة"، متجاهلا الاستحقاقات الاسرائيلية الواردة فيها. وأقرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بأن الحديث الاسرائيلي عن خطوات احادية الجانب"ليس مستساغاً لدى الاذن الدولية، ما يستوجب تغيير لهجتنا". واضافت ان اسرائيل تريد دفع حل الدولتين لشعبين الى امام لما فيه مصلحتها و"مصلحة الفلسطينيين المؤيدين لهذه الفكرة". وكان اولمرت ابلغ وزراء حزبه"كديما"مساء اول من امس ان هدف زيارته الاولى كرئيس للوزراء الى واشنطن هو تعزيز الصلة مع الرئيس الاميركي وان الموضوعين الفلسطيني والايراني سيتصدران جدول اعمال زيارته. واضاف ان"خطة الانطواء"ستكون في صدارة محادثاته،"لكننا لن نتسرع في اطلاق تصريحات علنية الى حين التأكد من عدم وجود شريك فلسطيني". وزاد ان اعلانًا كهذا قد يتم بعد 3 الى 10 اشهر و"عندها يمكن الانتقال الى خطوات احادية الجانب"، مشيراً الى ان الامر مرهون اساساً بالتطورات على الارض. ورأى اولمرت انه يسعى الى"خلق تفاهم وانسجام وكيمياء"مع الرئيس بوش وان الملف النووي الايراني سينال الحيز الاكبر من محادثاته، مضيفًا ان اسرائيل لن تكون رأس الحربة في مواجهة الخطر النووي الايراني، لكنها تتوقع من المجتمع الدولي بذل أكبر جهد لفرملة هذا التهديد. ولاحظ مراقبون ان ايلاء اولمرت الاهمية القصوى للملف النووي الايراني وليس ل"خطة الانطواء"خلال زيارته لواشنطن، مرده الرسالة التي حملها ثلاثة من كبار مستشاريه من زيارتهم الاسبوع الجاري للعاصمة الاميركية ومفادها ان الادارة الاميركية ليست معنية الان بالانشغال في تفاصيل"خطة الانطواء"وانه يجدر باسرائيل ان تتحدث عنها"على نار هادئة"لا ان تخوض في مسائل قد تثقل على كاهل الرئيس الاميركي"المنغمس في تداعيات الحرب على العراق"، وهو ايضا ما نصح به النائب الاول لرئيس الحكومة شمعون بيريز حين قال لاولمرت ان المطلوب الان ابداء اكبر قدر ممكن من الدعم للرئيس الاميركي"مثلما تلقينا منه دعماً غير محدود عندما احتجنا اليه". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن اوساط قريبة من اولمرت ان الاخير ملزم أن يبث للعالم ان اسرائيل معنية بالحوار مع الفلسطينيين وب"خريطة الطريق"الدولية، مع اضافة الملاحظة بأنها في الوقت ذاته لا يمكنها انتظار الفلسطينيين الى ما لا نهاية. وقال وزير القضاء حاييم رامون للاذاعة العبرية امس انه خلافًا للتقارير الصحافية فإن"خطة الانطواء"ستكون في صلب محادثات اولمرت في واشنطن، مضيفًا ان الاخير كرر في اكثر من مناسبة انه خلال عام ستحاول اسرائيل استنفاد العملية السياسية"حتى إن بدا ان الفرص لذلك ضئيلة"، مضيفًا انه في حال تبين ان لا شريك فلسطينياً للتفاوض فإن"خطة الانطواء"ستكون البديل"وستقتنع الاسرة الدولية، وهي التي طالما طالبتنا بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية والمستوطنات بها لانه لا يمكننا الابقاء على الوضع الراهن". ونفى السفير الاسرائيلي في واشنطن داني غيلرمان ان يكون ثمة تراجع في الموقف الاميركي من تأييد خطة اولمرت، وقال ان واشنطن وتل أبيب متفقتان تماما في المواقف من حكومة"حماس"و"الارهاب الفلسطيني"والتهديد الايراني، وان الرئيس بوش واولمرت سيتناولان الخيارات المستقبلية لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وزاد ان الهدف الأهم من الزيارة يبقى تعميق العلاقات الشخصية بين اولمرت وبوش وتطوير الشراكة الاستراتيجية لما فيه مصلحة الجانبين. وختم ان واشنطن ترغب في تحقيق رؤيا بوش كما تمثلت في"خريطة الطريق"لكن"في حال لم يتم احراز اي تقدم لغياب شريك فلسطيني، فإن الولاياتالمتحدة ستدعم الخيارات التي نطرحها وسنجد في بوش شريكا وفياً لكل المخططات المقترحة وبضمنها تحديدًا خطة اولمرت". وكتبت صحيفة"هآرتس"نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة ان واشنطن لم تتراجع عن تأييدها المبدئي ل"خطة الانطواء"، لكنها ستطالب اولمرت بعدم التسرع في اعلان خطوات احادية على ان تتواصل المحادثات الاسرائيلية - الاميركية في تفاصيل الخطة المقترحة بقنوات سرية. واضاف ان الادارة الاميركية معنية الان بحشد دعم اوروبا لموقفها من ايران وانها ستتجنب اثارة خلافات مع اوروبا في شأن خطوات اسرائيلية احادية تعارضها. الى ذلك، لم تستبعد اوساط في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان يشهد مؤتمر"دافوس"في شرم الشيخ الاحد المقبل لقاء بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني والرئيس محمود عباس ابو مازن قد يمهد للقاء بين الاخير واولمرت بعد عودة الاخير من واشنطن ولقاءيه المرتقبين مع كل من الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني.