بعد هجمات الحادي عشر من ايلول سبتمبر، قاد الرئيس جورج بوش تحالفاً عريضاً ضم أكثر من ثمانين بلداً لمكافحة الإرهاب. وأفضى تقويم بنية تحالفاتنا العسكرية التقليدية ودورها، وخصوصاً بنية تحالف شمال الاطلسي الناتو، الى إنشاء قوة تدخل جديدة. ولم يعد دور"الناتو"محصوراً بأوروبا. فشاركت قواته قوات التحالف الدولي في إرساء الامن بأفغانستان. ويحتل العراق وأفغانستان اليوم صدارة أولوياتنا ومشاغلنا. ولكن هذه الأولويات تتغير بمرور الزمن. وتحد خياراتنا خيارات القوى الاخرى. فروسيا بلد يملك موارد طبيعية ضخمة، وشعبها صاحب إنجازات علمية وثقافية. وشأن غيرها من البلدان، يتهدد روسيا خطر التطرف والعنف. وروسيا هي شريك الولاياتالمتحدة في احلال الامن ومكافحة الارهاب. والعلاقات بها أفضل من أي وقت مضى. ولكن روسيا لم تتعاون معنا بشكل كاف. واستخدمت مصادر الطاقة سلاحاً سياسياً. وعرقلت التحولات السياسية الإيجابية في جوارها. وشأن روسيا شأن الصين. فالشعب الصيني متعلم وموهوب. وتعزز معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة، ووفرة اليد العاملة الصناعية، إمكانات هذا البلد. ولكن بعض وجوه السياسة الصينية مزعج، ويعكر صفاء العلاقات بالحكومة الصينية. ففي العام الماضي، لاحظت وزارة الدفاع أن حجم موازنة الصين الدفاعية يفوق القيمة المعلن عنها. ويقلق غياب الشفافية بلدان الجوار الصيني. وكذلك، فإن خيارات اميركا الجديدة تحدد مواجهات المستقبل. فمن وقت الى آخر، يعارض الاميركيون تدخل حكومتهم خارج حدودهم، والتزام تحالفاتها الدفاع عن الحرية. وفي خضم المواجهة مع الاتحاد السوفياتي، في النصف الاول من السبعينات، مثلتُ أمام الكونغرس الاميركي، وساندت وجود قواتنا بأوروبا الغربية، ودافعت عن عضويتها في حلف الشمال الاطلسي. واليوم انضم عدد من البلدان التي انضوت سابقاً في معاهدة وارسو الى"الناتو"، وأصبحوا حلفاءنا في مكافحة الارهاب. وأنا مقتنع بجدوى احتكام استراتيجياتنا الى الحكمة والقوة والشجاعة والتعاون مع شركاء جدد، وتحقيق النصر في كفاحنا عنف المتشددين وغيره من المخاطر. عن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي، "جابان تايمز" اليابانية. 10/5/2006