} استهل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس سلسلة زيارات الى واشنطن تحمل دعم قادة دول العالم للرئيس الاميركي جورج بوش الذي سيلتقي غداً رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر. وبينما تعكف وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون على دراسة خياراتها العسكرية من اجل الحرب على الارهاب ونفت ان توقف هذه الحرب ولو تم تسليم اسامة بن لادن، حذر حلف شمال الاطلسي من ان المعارك المتوقعة ستكون مكلفة على صعيد الخسائر البشرية بين القوات الغربية. وجددت الصين معارضتها امس، أي عمل عسكري بقيادة واشنطن لا يخضع لرقابة دولية مباشرة. وهدد متشددون اندونيسيون بمهاجمة اهداف اميركية في حال هوجمت افغانستان. واشنطن ، بكين، لندن، نيودلهي، بروكسيل، برلين، جاكرتا - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - استقبل الرئيس الأميركي جورج بوش امس نظيره الفرنسي جاك شيراك في اول لقاء يجريه مع رئيس اجنبي منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر الجاري. ونقل مصدر فرنسي مطلع عن شيراك ان فرنسا وأوروبا، لم تتبلغا بعد ما تنوي الولاياتالمتحدة القيام به على صعيد الرد العسكري. وقال المصدر ان شيراك اكد تضامن فرنسا وأوروبا مع الولاياتالمتحدة. وأشار الى أن حلف شمال الأطلسي ناتو اعتمد البند الخامس من معاهدة تأسيس الحلف، الذي يتيح لكل دولة من دوله حرية التصرف من حيث الوسائل والإجراءات المطلوبة، وطلب المساندة الكاملة من بقية الدول الأعضاء. وأضاف ان شيراك أوضح ان الطلب الأميركي، سيكون موضع بحث بين القادة الأوروبيين وأن فرنسا لن تقوم تلقائياً بأي شيء كان. وتابع ان شيراك اكد لبوش ضرورة إعادة إطلاق مسيرة السلام، كي يكون هناك بعض الضوء في ظل الظرف الحالي، وأنه ينبغي على أميركا وأوروبا وجميع الدول المعنية ان تضغط على إسرائيل والفلسطينيين لمعاودة الحوار. ومضى يقول نقلاً عن الرئيس الفرنسي، انه لا يمكن للولايات المتحدة ألا تنخرط أكثر في مسيرة السلام مع فسح المجال امام اوروبا للمشاركة فيها مثلما هي الحال الآن، وذلك بخلاف ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون التي قلصت هامش التحرك الأوروبي على صعيد المساعي السلمية. وينتقل شيراك اليوم الأربعاء من واشنطن الى نيويورك، حيث يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ويلتقي عمدة المدينة رودولف جولياني، ويقوم ببادرة تكريم لضحايا الاعتداءات المذكورة. والى واشنطن، يصل اليوم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وقالت وزارة الخارجية الالمانية ان وزير الخارجية يوشكا فيشر سيسافر الى واشنطن اليوم لعقد محادثات سياسية ثم يزور نيويورك غداً الخميس. ولم تتكشف بعد تفاصيل اخرى عن جدول اعمال الوزير الالماني. التحضيرات العسكرية وتعكف وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون على دراسة خياراتها العسكرية من أجل شن "الحرب" على الارهابيين. وقال وزير الدفاع الاميركي رونالد رامسفلد إن بلاده لن توقف عمليتها العسكرية المتوقعة في حال سلّمت "طالبان" اسامة بن لادن. وقال: "الرحلة تبدأ عادة بخطوة اولى... وتسليمه سيكون تلك الخطوة". وأضاف ان "طالبان" ستواصل ما تفعله من انتهاكات، لأن المشكلة اكبر بكثير من إبن لادن وحده". وأعلن القائد الاعلى لحلف شمال الاطلسي ناتو في اوروبا أمس ان وقوع خسائر بين القوات الاميركية لدى قيامها بالرد على الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة أمس هو أمر حتمي. وقال الجنرال جوزيف رالستون خلال مؤتمر صحافي في فيينا: "يجب ان نعرف جميعاً ان هذه العملية التي نستعد لها ليست خالية من المخاطر. ستقع خسائر في الارواح. هذا جزء ضروري من أي عملية عسكرية". وقال رالستون وهو أيضاً قائد القوات الاميركية في اوروبا: "لا يمكن ان نكون بصدد عملية تقف فيها احتمالات الخسائر عند الصفر... علينا ان ننفذ المهمة. سنتخذ كل التدابير الضرورية لحماية افرادنا بالطريقة المثلى". وصرح بان مكافحة الارهاب تتطلب جهوداً مستديمة، وأوضح: "لا أعتقد ان الناس يتوقعون ضربة واحدة وتنتهي المشكلة. انها جهود متواصلة يبذلها المجتمع الدولي لفترة طويلة". وحذر مسؤول الماني كبير في حلف الاطلسي أمس من التعجل في الرد على الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي على الولاياتالمتحدة، واشار الى ضرورة التمهل في القيام بأي عمل عسكري من دون ان يكون جزءاً من رد منسق أوسع نطاقاً. وقال نائب القائد الاعلى لقوات الحلف في اوروبا الجنرال ديتر شتوكمان في مقابلة أجرتها معه اذاعة المانية : "لا طائل من وراء رد فعل متسرع ومنعزل ما لم تترافق معه اعتبارات سياسية واقتصادية، وايضاً مالية لقطع تدفق الاموال على بعض القنوات". وأضاف: "اذا لم يشمل رد الفعل استراتيجية شاملة فان رد فعل عسكري متسرع لا معنى له على الاطلاق". وأشاد شتوكمان بواشنطن لاسلوبها في تناول الامر حتى الآن، قائلاً انها تسلك اسلوباً يتسم بالعقلانية التامة.، لكنه أضاف يفترض ان الولاياتالمتحدة ستقدم ادلة عن المسؤول عن الهجمات لأن ذلك سيقدم الاساس القانوني لعمل عسكري في وقت لاحق. معارضو التحالف ويقرع زعماء العالم الذين دانوا الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة نواقيس الخطر ازاء احتمالات قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري ضد افغانستان. وعلى رغم ان حلفاء الولاياتالمتحدة في حلف شمال الاطلسي أعربوا عن تأييدهم الكامل للحرب التي أعلنها الرئيس جورج بوش على الارهاب عقب العمليات الجوية الانتحارية التى قتل فيها الالوف، الا ان عدداً متزايداً من الدول رفعت أصواتها مطالبة بتوخي الحذر. وقالت الصين أمس ان العمل العسكري الاميركي يجب ان يتجنب ايذاء المدنيين وان يحترم القانون الدولي. وقال وزير الخارجية الصيني جو بانغزاو: "الصين مستعدة لبحث اتخاذ اي اجراءات ضد الارهاب في مجلس الامن الدولي". وأضاف: "اي هجوم على الارهاب يجب ان يستند الى أدلة ملموسة وان يكون له توجه واضح من دون ايذاء المدنيين".