أبدى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أمس، قلق بلاده من استخدام روسيا مواردها من الطاقة كسلاح سياسي، وعدم انتهاج الصين سياسة"شفافة"في انفاقها العسكري. وكتب رامسفيلد في مقال رأي نشرته صحيفة"لو فيغارو"الفرنسية، أن الولاياتالمتحدة تركز حالياً على العراق وأفغانستان، لكنها ستحدد سياستها في المستقبل، استناداً إلى خيارات دول كبرى مثل الصينوروسيا. ووصف رامسفيلد روسيا بأنها"شريكة رئيسة لأميركا في قضايا الامن، لكنها لم تتعاون بشكلٍ كافٍ في بعض القضايا، واستغلت موارد الطاقة كسلاح سياسي". وأثار ديك تشيني، نائب الرئيس الاميركي، غضب موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري، حين قال أمام قمة لزعماء دول البلطيق والبحر الاسود إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تراجع عن السير على طريق الديموقراطية، وانه يستخدم احتياط بلاده من الطاقة من أجل"ابتزاز جيران موسكو"، علماً أن روسيا قطعت لفترة قصيرة مطلع السنة إمدادات الغاز الطبيعي عن أوكرانيا في نزاع على الاسعار عطل التصدير إلى أوروبا. وفي شأن الصين، رأى رامسفيلد أن عدم شفافية حجم الانفاق العسكري لبكين يعقد علاقاتها مع واشنطن، علماً أن بكين تؤكد أن الانفاق منخفض عن المعايير الدولية مقارنة بحجم إجمالي الناتج المحلي وموازنة الحكومة. على صعيد آخر، اتفقت الصينوالولاياتالمتحدة على تعزيز التعاون العسكري بعدما قطعت عام 2001، في أعقاب اصطدام مقاتلة صينية بطائرة استطلاع أميركية فوق بحر الصين الجنوبي، ما أسفر عن مقتل الطيار الصيني وأجبر الطاقم الأميركي على الهبوط في الصين وصولاً إلى نشوب خلاف ديبلوماسي قبل الإفراج عنه. جاء ذلك بعدما التقى الجنرال وليام فالون، قائد القوات البحرية الاميركية في المحيط الهادئ، وزير الدفاع الصيني كاو جانجشوان في بكين، لكن التقارير الاعلامية الصينية لم تشر إلى إمكان دعوة الولاياتالمتحدةالصين لمراقبة أي مناورات عسكرية. وزار الرئيس الصيني هو جينتاو واشنطن الشهر الماضي بهدف تخفيف المخاوف في شأن حجم الانفاق العسكري لبكين ونفوذها الدولي المتصاعد. وفي النسخة الدولية من صحيفة"الشعب"الرسمية، دعا زينغ بيجيان، المستشار البارز في الحزب الشيوعي إلى مزيد من التعاون وتعزيز الاتصالات المشتركة لخفض القلق الاميركي و"بالتالي تقليل الأحكام الخاطئة".