أطلق اختيار الرئيس الأميركي جورج بوش الجنرال مايكل هايدن لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي صراع صلاحيات جديداً مع وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، الذي يوسع شبكته الخاصة للتجسس وعمليات تعقب الإرهابيين، وكلاهما من مهام"سي آي إي". ويتولى ستيفن كمبوني، قيصر الاستخبارات ومحط ثقة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، مراقبة توسيع الوحدة العسكرية لمنع التسلل عبر الحدود ومهام المطاردة، وهو يعمل في الظل على رغم انه أحد أهم رجال الاستخبارات الأميركية وأقواهم. منذ استحداث منصبه قبل ثلاث سنوات، قاد كمبوني ونائبه الفريق وليام بروكين القائد السابق في قوة دلتا العسكرية النخبوية، إصلاحات واسعة في استخبارات البنتاغون.وتشرف وزارة الدفاع اليوم على مجموعة من الوكالات الاستخباراتية مثل وكالة الاستخبارات العسكرية والوكالة المكلفة الاستخبارات الإلكترونية ومكتب الاستكشاف الوطني الذي يطلق أقماراً صناعية ويديرها. وبذلك، يسيطر البنتاغون على ثمانين في المئة من الموازنة المرصودة لأنشطة التجسس والتي تتجاوز أربعين بليون دولار سنوياً. وتتولى "سي آي إي"دوراً ريادياً في"الاستخبارات البشرية"أو التجسس داخل الحكومة. وجاءت غالبية التوسع في مهمات التجسس العسكرية، سواء عن تصميم أو من باب الصدفة، بأمر من قيادة العمليات الخاصة التي ترفع تقارير إلى رامسفيلد وتقع خارج صلاحيات مدير الاستخبارات القومية جون نيغروبونتي. وفي أكثر المهمات المستحدثة جرأة، زاد البنتاغون فريق مراقبة التسلل في وكالة استخبارات الجيش وقوات العمليات الخاصة التي تقود مهام مكافحة الإرهاب في العراق وأفغانستان وغيرهما. وفيما استخدم تسمية أوسع لصلاحياته في قيادة"نشاطات عسكرية تقليدية"و"تحضير ساحة القتال"، وزّع البنتاغون فرقاً لجمع معلومات عن أعداء محتملين قبل بدء إطلاق النار. وفي إطار الجهود المبذولة لتعزيز الاستجوابات العسكرية، يتولى كامبوني أيضاً مهمة في غاية الحساسية تتعلق بإعادة رسم الحقل العسكري يدوياً. وهو تقدم الأسبوع الماضي إلى مجلس الشيوخ ومعه مسؤولون آخرون في البنتاغون باقتراح لاعتماد نهج واحد من تقنيات الاستجواب في ما يتعلق ب"المقاتلين الأعداء"في الحرب وغيرها، كما الحال في غوانتانامو، بحسب ما أكد مساعد لسناتور فضل عدم الكشف عن اسمه. وأعلن رامسفيلد الثلثاء دعمه لتسمية الجنرال هايدن نافياً تضارب صلاحيات الأخير مع الأجهزة العسكرية للاستخبارات. لكن رامسفيلد لا يخفي نيته زيادة الأنشطة الاستخباراتية البشرية لوزارة الدفاع التي هي أصلاً من اختصاص وكالة الاستخبارات، حتى لو نفى وجود نزاع على السلطة بين المدنيين والعسكريين بهدف السيطرة على قطاع الاستخبارات. ويعزو البنتاغون طموحاته إلى حاجات العسكريين الميدانية في العراق وأفغانستان وغيرهما إلى إدارة عملياتهم ضد الإرهابيين. واعتبر رامسفيلد مكافحة الإرهاب توجب"مقاربة مختلفة". وأقر"البنتاغون" بأن عناصر من القوات الخاصة كلفوا منذ نحو سنتين تنفيذ مهمات في السفارات الأميركية في دول غير مستقرة، حيث يتولون جمع معلومات عن شبكات إرهابية. وأرسل هؤلاء ضمن مجموعات صغيرة إلى 12 سفارة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية، حيث يشتبه في وجود أنشطة لمنظمات إرهابية. لكن وجود تلك القوات الخاصة في السفارات أثار اعتراض"سي آي إي"التي اعتبرت الأمر تعدياً على صلاحياتها. وأكد نيغروبونتي أن المخاوف من دور مهيمن للبنتاغون في الاستخبارات"لا أساس لها". وذكر بأن هو من يتولى مسؤولية ترتيب الأولويات في قطاع الاستخبارات. استقالة الرجل الثالث في غضون ذلك أ ف ب، أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية أن الرجل الثالث في الوكالة كيلي فوغو قدم استقالته بعد اتهامه بالتورط في فضيحة فساد. وأفادت ناطقة باسم"سي آي إي"إن فوغو"استقالالاثنين". ولم تعط أي تفاصيل إضافية عن الاستقالة مؤكدة فقط أنها"قضية داخلية". وكان فوغو يخضع لتحقيق حول علاقته ببرانت ويلكيس الضالع في قضية فساد تتعلق بالنائب السابق عن كاليفورنيا راند كونينغهام.