أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي جهازاً قومياً سرياً للتجسس يديره عميل ملقب ب"خوسيه"، مهمته"تسوية الخلافات"بين 15 جهازاً حكومياً للتجسس وتمتين التعاون بين وكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع البنتاغون. وجاء الاعلان عن استحداث الجهاز بموافقة الرئيس جورج بوش في وقت متقدم الخميس، تنفيذاً لإحدى توصيات لجنة كلفها الكونغرس التحقيق في عمل وكالات الاستخبارات. وبدأت اللجنة تحقيقها في شباط فبراير 2004. وتوصلت بعد أكثر من سنة الى رفع تقرير في 618 صفحة الى بوش مرفقاً ب70 توصية لتحسين عمل الاستخبارات. ويأتي استحداث هذا الجهاز لتعزيز مركز الريادة ل"سي آي اي"بين اجهزة التجسس الاميركية، في وقت يتردد ان المعنويات في الوكالة منخفضة بسبب الاخفاقات التي لحقت بها بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 والحرب على العراق والتقارير غير الدقيقة عن أسلحة الدمار الشامل وسوء التعاون بين الوكالات، اضافة الى انقسامات داخل الأجهزة. ووصف بورتر غوس مدير"سي آي اي"إنشاء الجهاز الجديد بأنه"تعبير عن الثقة في الوكالة"، فيما قال للصحافيين مسؤول استخباراتي بارز طلب عدم كشف هويته:"هذا اعتراف حقيقي بخبرة الوكالة الطويلة في جمع المعلومات من طريق التجسس في العالم"والتي يطلق عليها"الاستخبارات البشرية". ويتولى"الجهاز القومي السري"تنسيق عمليات جمع الاستخبارات وتسوية النزاعات الداخلية عندما تتداخل تلك العمليات، ويضع معايير مشتركة لنشاطات الاستخبارات تحدد الاجراءات والسياسات وكذلك تدريب الضباط على العمل السري. ورشح نائب مدير العمليات الحالي في الوكالة الذي لم يحدد بالاسم لانه لا يزال يعمل سراً تحت لقب"خوسيه"للإشراف على الجهاز واقترح تكليف غوس المهمة. ويشرف"خوسيه"على جمع المعلومات الاستخباراتية البشرية وتدعيم سبل التنسيق بين مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي وجهاز التجسس في البنتاغون. ولم يتضح حجم السلطات التي ستمنح لهذا الجهاز الجديد لتنفيذ العمليات العسكرية خارج نطاق ال"سي آي اي"، أو مدى سلطته لحل اي تضارب قد ينشأ بين عمليات الأجهزة. ويشرف على كل هذه الاجهزة المكتب الجديد لمدير الاستخبارات القومية برئاسة جون نيغروبونتي الذي اخذ من"سي اي آي"دورها في ادارة اجهزة الاستخبارات الاميركية كافة.