سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحرك ليبي - أفريقي على خط نجامينا - الخرطوم ... والمتمردون يعطبون "المروحية القتالية" الوحيدة للجيش . متمردو دارفور "يملكون أدلة" على تورط الخرطوم في دعم متمردي تشاد
انسحبت تشاد من محادثات السلام التي يرعاها في أبوجا النيجيرية الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل لأزمة دارفور، بعدما قررت قطع علاقاتها الديبلوماسية مع السودان الذي تتهمه بدعم المتمردين. وأيد متمردو دارفور أمس اتهام نجامينا الخرطوم بدعم متمرديها ووضع إقليم دارفور تحت الوصاية الدولية، ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة السودانية وساطة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بينها وبين جارتها تشاد. وقال رئيس الوفد التشادي حبيب دوتوم إن تشاد انسحبت أيضاً من وفد الوساطة المشتركة، لكن نجامينا قالت إنها لن تنسحب من القوة الأفريقية في دارفور. وأعلنت تشاد إنها ستقدم شكوى الى مجلس الأمن الدولي ضد ما قالت إنه عدم امتثال السودان لاتفاق طرابلس في شباط فبراير الماضي الذي يقضى بعدم إيواء أي من الدولتين متمردي الدولة الأخرى، كما دعت الأممالمتحدة إلى فرض وصايتها على إقليم دارفور بعد"فشل الاتحاد الأفريقي في حل الأزمة، أو في وقف تهديد السودان لتشاد"، على حد قول وزير الإدارة الإقليمية الجنرال محمد علي عبد الله نسور الذي اتهم السودان بتحويل دارفور إلى قاعدة لزعزعة استقرار كل بلدان الساحل. وأعلن المفوض الأعلى للاجئين انطونيو غوتيريس، أمس، إن الرئيس التشادي إدريس ديبي تعهد عدم طرد لاجئي دارفور المقيمين في تشاد، كما سبق وهدد. وكان ديبي هدد الجمعة بطرد نحو 200 الف لاجىء من دارفور يقيمون شرق تشاد اواخر حزيران يونيو المقبل في حال لم تجد الأسرة الدولية دولة أخرى تستضيفهم. الى ذلك، أكد محجوب حسين الناطق باسم رئاسة"حركة/ جيش تحرير السودان"تورط أجهزة الأمن السودانية في دعم تمرد تشاد ومحاولة تغيير النظام الحاكم فيها. وقال في بيان ان"جيش الحركة"مستعد للدفاع عن المدنيين عندما يتعرضون للخطر، وإن الحركة لن تسمح مطلقاً للحكومة السودانية باستغلال الأراضي التابعة لها لزعزعة أمن تشاد. ولفت إلى انه سيتوجه الى نجامينا لتسليم الحكومة التشادية والرئيبس ديبي"وثائق مهمة"تؤكد تورط الحكومة السودانية وأجهزتها في أعمال التخريب التي وقعت أخيراً في تشاد. وأكد حسين رفض حركته"لاءات"نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه التي طرحها في أبوجا والتي رفض فيها حق شعب دارفور في منصب نائب رئيس الجمهورية، واعتبار الولايات الثلاث إقليماً واحداً وفق حدود العام 1956، ونزع أو تسريح جيش الحركة، ودفع التعويضات للمتضررين. وقال ان حركته تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل فوراً ووضع الإقليم تحت حماية دولية. وفي سياق متصل، كشف وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول عن وساطة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بين حكومته وتشاد لتخيف حدة التوتر. وقال للصحافيين أمس إن الخرطوم حريصة على علاقاتها مع نجامينا وكانت تعتزم ارسال مبعوث رئاسي اليها قبل قطع العلاقات. على صعيد آخر، طالب برلمانيون وزير الخارجية بقطع العلاقات الديبلوماسية مع مصر وسحب السفير السوداني من القاهرة بعدما اتهموا حكومتهم بالتقصير تجاه اللاجئين السودانيين في مصر عقب مقتل 30 منهم على أيدي الشرطة المصرية في كانون الأول ديسمبر الماضي. واستدعى البرلمان لام اكول في شأن هذه القضية واستعرض الوزير جهود حكومته لمعالجة قضية اللاجئين مؤكداً ان الخرطوم لم تقصر في واجبها. لكن شقيق وزير الخارجية يوهانس أكول الذي يمثل"الحركة الشعبية لتحرير السودان"اتهم الحكومة السودانية بالإهمال والتقصير في حق اللاجئين الجنوبيين وطالب بقطع العلاقات مع مصر وسحب السفير السوداني من القاهرة، كما اتهم ممثل"التجمع الوطني الديموقراطي"فاروق أبو عيسى حكومته بالتقصير تجاه مواطنيها الذين دفعتهم ظروف الحرب الى اللجوء. الى ذلك أ ف ب وصل موفد للاتحاد الافريقي هو عبدالقادر توريه أمس الى عاصمة تشاد حاملاً رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الفا عمر كوناري الى الرئيس ديبي. وصرح وزير الخارجية التشادي أحمد علامي بأن الموفد الليبي علي عبدالسلام سبق موفد الاتحاد الافريقي الأحد الى العاصمة التشادية وأجرى محادثات مع الرئيس ديبي. وأضاف:"قدمنا اليه أدلة على التورط السوداني"في هجوم المتمردين على نجامينا. وأفادت مصادر عسكرية تشادية أمس إن المتمردين أصابوا خلال نهاية الاسبوع الماضي المروحية القتالية الوحيدة التابعة للجيش التشادي في منطقة سره على بعد 500 كلم جنوب نجامينا. وقالت ان ارتالاً تابعة لمتمردي"جبهة التغيير"رُصدت السبت في هذه المنطقة وقامت مروحية"ام اي-17"بمطاردتها. وقال مصدر ل انه"لم تسجل معارك على الأرض"لكن المتمردين اصابوا بنيرانهم المروحية التي تعطلت. وقالت المصادر ذاتها ان عناصر"جبهة التغيير"توجهوا بعد ذلك الى المنطقة في شمال شرقي سره.