فيما بدأت طرابلس عملية نشر قوات من ثلاث دول افريقية لمراقبة الأوضاع الملتهبة على الحدود بين السودان وتشاد حيث حقق معارضو الرئيس إدريس ديبي تقدماً جديداً على الأرض، كشفت"الحركة الشعبية"التي يتزعمها نائب الرئيس السوداني سلفاكير ميارديت خطة لنشر قواتها في الجنوب لمطاردة متمردي"جيش الرب"الأوغندي واجبارهم على مغادرة الأراضي السودانية. وكشف ل"الحياة"نائب رئيس هيئة أركان"الجيش الشعبي"اللواء بيور أجانق خطة وضعها جيشه للتصدي لهجمات"جيش الرب"المتهم بتهديد اتفاق السلام في الجنوب السوداني وارتكاب فظاعات. ويتزعم المتمردين جوزف كوني الذي وصفته الأممالمتحدة بأنه"إرهابي"مطلوب اعتقاله فوراً، ويتجول بين السودان والكونغو. وقال أجانق"إن الجيش الشعبي نشر قوات في شرق الاستوائية وولاية بحر الجبل لمحاصرة جيش الرب وحماية المدنيين من هجماته"، مضيفاً ان نشر القوات يأتي كخطوة احترازية لحماية القرى والرعاة في المناطق الحدودية من خطر قوات"جيش الرب". وفي سياق آخر، أكد أجانق احتواء الأحداث التي وقعت أخيراً في مدينة واو وأدت إلى حدوث احتكاكات بين أفراد القوات المشتركة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي، محملاً الرئاسة السودانية مسؤولية الأحداث لتأخير صرف رواتب تلك القوات. وفي السياق ذاته، أكد سلفاكير رئيس حكومة الجنوب أمس اتجاه حكومته لبسط الأمن وحماية المدنيين من هجمات"جيش الرب". الى ذلك، بدأت عملية نشر مراقبين عسكريين افارقة على الحدود بين السودان وتشاد وافريقيا الوسطى استناداً الى الاتفاق الذي وقعه الرئيس عمر البشير والرئيس التشادي ادريس ديبي في طرابلس في شباط فبراير الماضي. وغادر فريق مراقبين يضم عسكريين من ليبيا وبوركينا فاسو والكونغو والسودان مطار طرابلس الدولي في طريقهم الى مدينة الفاشر دارفور للتمركز على نقاط حدودية داخل السودان. كما غادر فريق ثان يضم عسكريين من ليبيا وافريقيا الوسطى الى مدينة بيراو في افريقيا الوسطى لبدء مهمتهم في مراقبة الحدود بين السودان وتشاد وافريقيا الوسطى. كما يغادر فريق ثالث يضم مراقبين من ليبيا وبوركينا فاسو والكونغو الى مدينة ابيشي لمراقبة الجانب التشادي من الحدود السودانية - التشادية. وشهدت الحدود بين السودان وتشاد أمس وأول من أمس معارك كبيرة بين قوات الرئيس ديبي ومناوئين من المعارضة. وأفادت أ ف ب، رويترز مصادر أمنية متطابقة ان مئات من المتمردين التشاديين التابعين ل"الجبهة الموحدة للتغيير"سيطروا أمس على مدينة مونغو التي تبعد 400 كلم شرق العاصمة نجامينا. وقال مصدر في برنامج الغذاء العالمي في نجامينا لوكالة"فرانس برس"إن موظفاً في المركز المحلي للبرنامج سمع إطلاق نار من أسلحة ثقيلة ظهراً. وأكد ناطق باسم"الجبهة الموحدة"ل"فرانس برس"في اتصال عبر الأقمار الاصطناعية من ليبرفيل"هاجمنا مدينة مونغو". وقال موسى عيسى مستشار زعيم الجبهة محمد نور:"خضنا معارك ضد الجيش التشادي لكننا نسيطر على المدينة". ويأتي الاستيلاء على مونغو إثر سلسلة هجمات أتاحت للمتمردين ان يسيطروا الأحد على موقع هاراز مانغينيي قرب حدود افريقيا الوسطى، والإثنين على بلدة كوكو شرق التي تبعد 50 كلم جنوب شرقي مدينة غوز بيدا. وكان طابور من المتمردين احتل الإثنين في شكل موقت قرية كوكو التشادية ومخيم غوز أمير القريب للاجئين الذي يضم أكثر من 17 الف لاجئ سوداني من دارفور التي تقع على مسافة نحو مئة كيلومتر من الحدود.