عرض الاتحاد الاوروبي استعداده التعاون مع اية حكومة فلسطينية منتخبة اذا تقيدت بتنفيذ الشروط السياسية المسبقة المتمثلة في قبول حل الدولتين والاعتراف باسرائيل والتخلي عن الاسلحة والالتزام بخريطة الطريق. وقالت رئيسة المجلس الوزاري الاوروبي، وزيرة خارجية النمسا ارسولا بلاسنيك، ان"العنف والارهاب لا يتطابقان مع المؤسسات الديموقراطية". واكدت في نهاية اجتماع وزراء الخارجية وجوب ان تعترف"حماس"بحق اسرائيل في الوجود وتلتزم خريطة الطريق وتوقف العنف وتتخلى عن الاسلحة". واضافت ان الاتحاد ينتظر من المجلس التشريعي الجديد تنصيب حكومة تتقيد بالتزامات مسيرة السلام وخريطة الطريق ودولة القانون والشفافية في ادارة السياسة المالية. وعقب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا على طبيعة"حركة المقاومة الاسلامية"بان"الفوز في الانتخابات لا يلغي صفة الارهاب". وشدد سولانا على الشروط السياسية المحددة مسبقا لاقامة تعاون مع الحكومة التي ستشكل. وقالت عضو المفوضية مسؤولة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنير ان الاتحاد"سيحكم على الحكومة المقبلة من خلال افعالها وسنرى ان كانت حركة"حماس"مستعده لتغيير ميثاقها وان تتحول الى حزب سياسي يحترم المؤسسات الديموقراطية". وذكرت ان"الكرة الآن في ارض حماس". وألحت فيريرو"على التناقض الكبير بين العمل المسلح ونشاط الميليشيات من ناحية والمؤسسات الديموقراطية من ناحية أخرى". واضافت ان حل قيام الدولتين يقتضي"من كافة الاطراف التي تساهم في السلطة العدول عن الارهاب والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والتخلي عن الاسلحة والالتزام بمقتضيات خريطة الطريق". وفندت بينيتا فيريرو خيار وقف المعونات التي يقدمها الاتحاد لفائدة الفلسطينيين. ويمثل الموقف ردا على تصريحات دعا فيها القيادي في حركة"حماس"اسماعيل هنيه الاتحاد الاوروبي الى عدم وقف المعونات للشعب الفلسطيني. وجددت فيريرو في مؤتمر صحافي امس الدعم الاوروبي للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقالت انه"يحتاج بعض الوقت والمساعدة ويبدو انه يتجه لتشكيل حكومة انتقالية". وحذرت من عواقب استفحال الأزمة السياسية وخطر انهيار السلطة و قالت بوجوب ان"تتحمل كافة الاطراف الدولية مسؤولياتها لضمان سير مؤسسات السلطة الفلسطينية". وتحدثت فيريرو عن استعداد المفوضية للعمل مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة. وقالت"اننا مستعدون للاصغاء والعمل معهم اذا تم الالتزام بالشروط المحددة بوضوح في خريطة الطريق". واشارت الى ان الانتخابات العامة"كانت نزيهة وحرة. وقد مارس الشعب الفلسطيني خياره. ويعود القرار الآن الى الرئيس الفلسطيني في شأن الحكومة المقبلة". ونسبت عضو المفوضية الى الرئيس الفلسطيني القول"ان الوضع سيدخل مرحلة الانتقالية والأمل ان تتحول"حماس"الى حركة سياسية". وكان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بحثوا المتغيرات الكبيرة في الساحة الفلسطينية وذلك قبل انضمام ممثلي الاتحاد الى اجتماع اللجنة الرباعية ليل الاثنين - الثلثاء في لندن. وقالت فيريرو ان المبعوث السابق للجنة الرباعية جيمس وولفنسون سيزور المنطقة في بداية شباط فبراير لتقويم الوضع. وعاودت فيريرو التشديد على حاجة القيادة الفلسطينية الى اجراء مشاورات سياسية مكثفة حول تشكيل الحكومة الجديدة ووضع برنامجها وقالت بوجوب"امهالهم الفلسطينيين بعض الوقت ومن الحكمة تحديد مرحلة انتقالية". وتقدر المعونات التي قدمها الاتحاد الاوروبي لفائدة الفلسطينيين في عام 2005 بقيمة 280 مليون يورو منها 64 مليون لفائدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا و70 مليون يورو لتمويل عمليات الاصلاح. وقالت فيريرو ان نصف المبلغ الاخير لم يتم تسريحه لأن الشروط المحددة لم تتوفر. ويجري انفاق معونات الاصلاح عن طريق صندوق يديره البنك الدولي. ويقدر اجمالي المعونات التي يقدمها الاتحاد من الموازنة المشتركة وكل من البلدان الاعضاء بنحو نصف بليون يورو.