استعجل الاتحاد الأوروبي اسرائيل والسلطة الفلسطينية تنفيذ خطة "خريطة الطريق" لأنها الكفيلة بإنهاء النزاع عبر التوصل الى قيام دولة فلسطين "جنباً الى جنب" اسرائيل. وشدد الممثل الأعلى للاتحاد خافيير سولانا على وجوب عدم اضاعة الفرصة المتوافرة، اذ تحظى خطة "خريطة الطريق" بدعم كل من الرئيس جورج بوش والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والاتحاد الأوروبي وروسيا "ومن شأنها تحقيق حلم الأطراف كافة بقيام دولتين جنباً الى جنب ومعترف بهما" دولياً. وتحدث سولانا خلال استقباله على انفراد كلاً من سفير اسرائيل لدى الاتحاد عوديد عيران والمفوض العام الفلسطيني في بروكسيل شوقي الأرملي، مؤكداً الدعم الدولي للخطة، ومشيراً الى انه "من الصعب ان تكون الخطة حظيت بمثل هذا الدعم وتقتضي التنفيذ الفوري". ولفت الى تصميم الاتحاد على "المساعدة ضمن اللجنة الرباعية في ترجمة مقتضيات الخطة على أرض الواقع". وعلى رغم رفض اسرائيل مشاركة اللجنة الرباعية في آليات الرقابة الأمنية، قال سولانا ان "أعضاء اللجنة الرباعية سيكونون فيها". وعقب على طلبات اسرائيل تغيير بعض جوانب الخطة، مؤكداً ان "خريطة الطريق وثيقة دولية". وأوضح مصدر ديبلوماسي ان تعديل بعض جوانب الخطة "يعود الى الطرفين، ويمكن ادخال التعديلات بالتراضي بينهما، وفي حال الاختلاف بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني فإن اللجنة الرباعية ستكون والحكم". وسيبحث وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي التغيرات الناجمة في الشرق الأوسط وذلك في ضوء انهيار النظام العراقي والاحتلال الاميركي - البريطاني للعراق من جهة، وتشكيل الحكومة الفلسطينية ونشر "خريطة الطريق" من جهة اخرى، خلال اجتماعهم يومي الجمعة والسبت في جزيرة رودس اليونانية. وستقدم المفوضية الأوروبية من جهتها معونات مالية بقيمة 80 مليون يورو لدعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تضررت من سياسات الحصار الاسرائيلي، كما سيستخدم جزء من المعونات لتمويل الخدمات الاجتماعية التي تضررت بشكل خطير خلال أعوام الانتفاضة والحصار. وعقب المفوض العام الفلسطيني في بروكسيل بعد اللقاء أول من امس مع سولانا بأن اسرائيل ستواصل محاولات تهميش الدور السياسي للاتحاد في المنطقة. واكد تفهم الاتحاد الأوروبي للموقف الفلسطيني بعدم تغيير مبادئ "خريطة الطريق" و"عدم التفاوض على المفاوضات". ويعول الفلسطينيون على دور الاتحاد لحض الولاياتالمتحدة على الضغط على حكومة اسرائيل من أجل تنفيذ مقتضيات الخطة بدءاً "بإجراءات وقف الاغتيالات ورفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني والافراج عن المعتقلين وفك الحصار الاقتصادي". وينتظر ان يلتقي سولانا وزير الخارجية الاميركي كولن باول في نيويورك بعدما يكون الأخير أنهى زيارته للشرق الأوسط، كما سيزور سولانا رام الله في الأراضي المحتلة والرياض في غضون الأسبوع الثاني من ايار مايو الجاري. واكد سولانا انتظام الاتصالات مع الرئيس ياسر عرفات، فيما طلب السفير الفلسطيني من الممثل الأعلى الأوروبي التدخل لدى وزير الخارجية الاميركي "من اجل اعادة النظر في الموقف الاميركي المستنسخ من الموقف الاسرائيلي من عرفات". وحذر من ان محاولات تهميش عرفات من اسرائيل واميركا "ستعتبر عقبة أمام تنفيذ خريطة الطريق في المرحلة الأولى".