جدد الاتحاد الاوروبي شروط تعاونه مع السلطة الفلسطينية الجديدة والتي تتمثل في المبادئ التي كانت وضعتها اللجنة الرباعية نهاية كانون الاول يناير الماضي في شأن"وجوب اعتراف الحكومة الجديدة بوجود اسرائيل والتزام وقف العنف والاعتراف بالاتفاقات المبرمة، خصوصاً اتفاقات اوسلو وخريطة الطريق". وتفادى المسؤولون الاوروبيون لغة التهديد بقطع العقوبات في انتظار نضوج الموقف الفلسطيني. واكدت عضو المفوضية مسؤولة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر ان"من المهم التعرف على مواقف الحكومة الجديدة حيال الشروط الملزمة والحكم عليها من خلال الافعال وليس الاقوال فقط". وقالت في مؤتمر صحافي عقدته مع المفوضة العامة لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا كارين كونينغ ابو زيد:"يجب ان نبقي الابواب مفتوحة من ناحية، وان نتمسك بحزم بمبادئنا". وأوضحت ل"الحياة"ان"الابواب ستظل مفتوحة الى حين موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تشكيلة الحكومة والى حين نيلها ثقة المجلس التشريعي". وزادت في المؤتمر الذي عقد صباح امس في بروكسيل على هامش اجتماعات وزراء الخارجية لبلدان الاتحاد ان الوضع"ما زال في مرحلة انتقالية يقتضي انتظار موافقة الرئيس الفلسطيني على تشكيلة الحكومة، وهو ما يوفر بعض الوقت للانتظار". واعربت عن الامل في"ان تستمع الحكومة الجديدة الى مواقف الاتحاد لأن قراراتها ستكون ذات تأثيرات كبيرة على الفلسطينيين، وكذلك الامر بالنسبة الى الاتحاد". وبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ظهر امس في بروكسيل تطورات الوضع في الشرق الاوسط في ضوء التحديات السياسية والامنية التي تواجه السلطة بعد عملية خطف اسرائيل السجناء الفلسطينيين من اريحا وفي ضوء تشكيلة حكومة"حماس". واشار وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قبل بدء الاجتماع الى"المواقف الثلاثة التي حددها الاتحاد شروطا مسبقة للتعاون مع الحكومة الفلسطينية وهي الاعتراف باسرائيل والقبول ومواصلة تنفيذ اتفاق الهدنة والاعتراف بالاتفاقات المبرمة". وزاد ان الاتحاد"لا يرغب في معاقبة الفلسطينيين على نتائج الانتخابات، لكن هناك حاجة الى ان يقول الفلسطينيون الى اي حكومة تشكلها حماس بأن الديموقراطية تعني تحمل المسؤوليات، ومنها مسؤولية عدم الضلوع في العنف". وقال مصدر ديبلوماسي ان عدداً من البلدان الاعضاء مثل السويد وفنلندا وبعض الاوساط السياسية، يبدي مرونة في التعاطي مع الوضع السياسي الفلسطيني. وتعرضت بريطانيا لانتقادات شديدة بعد انسحاب المراقبين البريطانيين من سجن اريحا وما ترتب عنه من تطورات امنية خطيرة. وكانت بريطانيا اخفقت منتصف الاسبوع الماضي في نيل"تضامن"البلدان الاوروبية معها في ازمة سجن اريحا. وسيصدر الزعماء الاوروبيون في اجتماعاتهم نهاية الاسبوع الجاري في بروكسيل بياناً يوضح المواقف الاوروبية من ازمة سجن اريحا والتعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة.